المخاطر البيئية في شمال الضفة الغربية و قطاع غزة

نابلس -معاً- مع انتهاء الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة حذرت سلطة البيئة الفلسطينية من التلويث المتعمد الذي تتعرض له الاراضي الفلسطينية وقال الدكتور سامر بريك من المركز القانوني للدفاع عن الأرض في محافظة نابلس انه مع اقتراب نهاية موعد انسحاب المستوطنين والجيش الإسرائيلي من مستوطنات قطاع غزة و شمال الضفة الغربية , سنرى حجم الدمار الذي خلّّفه المستوطنون في ألأراضي الفلسطينية المحيطة بالمستوطنات وتلويثها للبيئة الفلسطينية عبر دفن النفايات الصلبة و السائلة , و تلويث مياه الآبار و تهريب المخلفات الكيماوية و الأدوية الفاسدة لدفنها في الأراضي الفلسطينية ،مما قد يعرض الأجيال الفلسطينية المخاطر الصحية الخطيرة كالسرطان و أنواع أخرى من الأمراض المزمنة و المعدية .

وقد حذرت سلطة جودة البيئة من الأخطار المستقبلية للتلويث المتعمد للبيئة الفلسطينية ومن أن كارثة بيئية محتملة تهدد الأرض و الإنسان في محافظة سلفيت , و نبهت في تقرير لها إلى أن تدفق المياه العادمة المكشوفة و غير المعالجة بهذا الشكل من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي المحافظة باتجاه الأراضي الزراعية و الأودية و التجمعات السكانية الفلسطينية مما يهدد البيئة بعناصرها المختلفة من ماء و هواء و تربة و تلوث المحاصيل الزراعية و قد يسبب تلفها , و أن تدفق هذه المياه العادمة و ما يحمله من مخاطر على الصحة العامة في الأراضي الفلسطينية و احتمالات انتشار الأمراض الوبائية أو غيرها , خاصة أن معظم المياه العادمة الناتجة عن المستوطنات في منطقة سلفيت لا يتم معالجتها و يتم التخلص منها بصرفها عبر الأراضي و الوديان الفلسطينية كما هو الحال في مستوطنة بركان المقامة على أراض قرى سلفيت و التي تعتبر أكبر مستوطنة صناعية في الضفة الغربية .

ولا يختلف الوضع القائم في منطقة سلفيت كثيرا عن باقي أنحاء الضفة الغربية , فإن معظم المياه العادمة الناتجة عن المستوطنات لا يتم معالجتها ويتم التخلص منها بصرفها عبر الأراضي والوديان المجاورة .

ومن جهة أخرى أكدت سلطة جودة البيئة في محافظة نابلس , على أن مشكلة المياه العادمة في وادي الساجور شرق نابلس في طريقها للحل , و أوضح المهندس أمجد جبر مسؤول جودة البيئة, أن وزارة الزراعة أخذت على عاتقها إتلاف كافة المزروعات المروية بالمياه العادمة في نفس المنطقة منوها إلى وقف العمل في مكب النفايات في مكب أبو شوشه غرب نابلس , بالتعاون مع الجهات المعنية لما يلحقه من أضرار بيئية و تأثيرات سلبية على المياه الجوفية .

وفي محافظة طولكرم تمكن مكتب سلطة جودة البيئة من ضبط كمية كبيرة من النفايات الإسرائيلية الصلبة في قرية شوفه جنوب طولكرم . وأوضح عصام القاسم مدير مكتب سلطة جوده البيئة في طولكرم , بأن مقاولا إسرائيليا يقوم تحت حراسة جيش الإحتلال بدفن كميات من النفايات الصلبة في أراضي القرية , مشيرا إلى أنه جرى التحفظ على هذه المواد و أخذت عينات منها للفحص حيث تبين أنها مواد سامة وخطرة.

ورصد التقرير الشهري الصادر عن المركز القانوني للدفاع عن الأرض المخطط الإحتلالي الذي يستهدف إقامة مكب للنفايات الإسرائيلية على أراض فلسطينية قرب نابلس و التخطيط لنقل قرابة 600 طن من النفايات الإسرائيلية يوميا لدفنها في هذه المنطقة المذكورة ,

و أشار التقرير إلى أن إقامة مكب للنفايات يشكل خطرا جسيما على جودة البيئة خصوصا على أبار المياه الإرتوازية في المنطقة التي يستخدمها المواطنون, ويعتبر خرقاً للقانون الدولي الذي يحظر استغلال دولة محتلة تقع تحت الاحتلال .


و حذر لؤي عبده مدير المركز من أن هذه الاعتداءات تشكل خطرا على حياة مئة و خمسين ألف نسمة يستخدمون المياه الجوفية في تلك المنطقة لغايات الشرب و الري و الزراعة.ودعا عبده إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذا الموقف الخطير من بينها تعبئة الرأي العام الشعبي و الرسمي، والتوجه إلى المحاكم الإسرائيلية بعد توفير كافة الشروط القانونية و الثبوتية، و التوجه إلى المؤسسات القيادية الفلسطينية الرسمية صاحبة الشأن للتدخل مع الجهات الدولية .