اولمرت رفض اقتراحا لرئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي بالتفاوض مع حماس بعد 3 ايام من فوزها بالانتخابات
نشر بتاريخ: 23/05/2007 ( آخر تحديث: 23/05/2007 الساعة: 19:40 )
بيت لحم- معا- ذكرت مصادر صحفية اسرائيلية ان رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق غيئورا ايلاند اقترح بعد ثلاثة ايام فقط من فوز حماس في الانتخابات التشريعية على القائم باعمال رئيس الوزراء في ذلك الحين ايهود اولمرت اجراء مفاوضات معها كون هذا الامر اقل الشرور.
ونقلت المصادر عن ايلاند قوله" بعد ان سمح اولمرت وتسفي ليفني لحركة حماس بالاشتراك في الانتخابات وترشيح عناصرها عن دائرة القدس فلا يوجد معنى للوقوف في الزاوية والقول بان نتائج الانتخابات غير مقبولة على اسرائيل ، ان من يطبخ طبخة يأكل منها ".
واضافت المصادر ان اتباع اسرائيل لسياسات غير واقعية - حتى وان توافقت مع السياسات الامريكية - سيضعها امام واقع يفرض نفسه عليها مثل واقع الانتخابات الفلسطينية .
واشارت المصادر الصحفية الى ضياع فرصة الحوار الاسرائيلي الحمساوي وقالت " بعد سنة وثلاثة اشهر من الانتخابات الفلسطينية وما يقارب العام من الحرب على لبنان بات من المتأخر والمتعذر فتح حوار مع حماس التي اصبحت جزءا اساسيا من محور سوريا حزب الله المنتصر في معادلة الشرق الاوسط فيما بقيت اسرائيل ضمن المحور الامريكي الخاسر ".
و قالت المصادر " كون توقيع اتفاق مكة برعاية السعودية المعتدلة لم يؤد الى جنوح حماس نحو الاعتدال كما املت حكومة اولمرت - ليفني - بيرتس بل ادى الى جنوحها في الاتجاه المعاكس حيث شرعت في المرحلة الاولى من هجومها الصاروخي على اسرائيل واقوال اولمرت امام مجلس الوزراء يوم الاحد الماضي بانه لن يسمح لحماس املاء اجندتها علينا مخالفة للواقع والحقيقة فحماس نجحت في فرض اجندتها وهي الان في اوج عملية اسقاط ابو مازن بناء على اوامر ايران التي تسعى لاستباق سيناريوهين تتوقع حدوثهما خلال 2007-2008 هما :
1- بداية انسحاب امريكي من العراق
2- هجوم امريكي محتمل لكنه غير مؤكد على منشأتها النووية والاستراتيجية .
لذلك ترى ايران نفسها بحاجة ماسة الى موقع عسكري ولوجستي في قطاع غزة لمواجهة هذه الاحتمالات يشكل اضافة الى قواعد حزب الله تهديدا ليس لاسرائيل فقط ولكن على القواعد الامريكية في اسرائيل والاردن والاساطيل الامريكية والاوروبية في شرق البحر المتوسط خاصة وان هزيمة اسرائيل في لبنان منحت الايرانيين نصرا سهلا واطلقت ايديهم في بناء قواعدهم المتقدمة في لبنان وهم يحاولون الان تحقيق نفس الاهداف في قطاع غزة .
ويتضح على ضوء نتائج حرب لبنان وما يحدث في قطاع غزة فشل سياسة الرقعة بجانب الرقعه التي اتبعتها حكومة اسرائيل بشكل نهائي.
و اضافت تلك المصادر "واضح ورغم كل هذا ترفض الحكومة الخروج لعملية برية ضد قطاع غزة خوفا منها بان يفشل الجيش مرة اخرى كما فشل في لبنان اضافة الى الضغوط الامريكية وكذلك تواصل رفض الحوار مع حماس لهذا فان حكومة اولمرت وليس حماس او ايران هي من وضعت اسرائيل في هذا الموقف الذي لم يترك امامها سوى ثلاث خيارات فقط هي :
1- الخروج للحرب ضد قطاع غزة في محاولة الى عكس دوران دواليب ما حدث في لبنان قبل عام وتوجيه ضربه قوية للخطط الايرانية مع الاخذ بعين الاعتبار احتمال اشتعال جبهتين اضافيتين هما سوريا وحزب الله .
2- الاستمرار في الوضع الراهن وتحمل الضربات الصاروخية حتى على مدن اخرى غير سيديروت والاكتفاء بعمليات الاغتيال مع فشل بعضها مثل التي استهدفت خليل الحية .
3- عدم القيام باي شيئ والاكتفاء بالجلوس وانتظار هجوم امريكي على ايران والسماح للوضع بالتدهور اكثر في انتظار من يقوم بالمهمة بدلا عنها .
ويشكل كل واحد من هذه الخيارات خيارا سيئا جدا بالنسبة لاسرائيل ومستقبلها على المدى الاستراتيجي ولكن الاسوأ منها وجود حكومة لا تعرف ماذا تريد او كيف يتصرفون ويتعاملون في منطقة الشرق الاوسط .