البرغوثي: إسرائيل تجاوزت كل الحدود وتنفذ مخططاً لتصفية كافة مكونات السلطة والاتفاقيات القائمة وتكريس الاحتلال
نشر بتاريخ: 24/05/2007 ( آخر تحديث: 24/05/2007 الساعة: 17:52 )
رام الله- معا- اعتبر د. مصطفى البرغوثي وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية، أن ما تقوم به قوات الاحتلال من قصف واعتقالات وحجز للأموال واغتيالات إنما يهدف لتصفية كافة مكونات السلطة الوطنية الفلسطينية.
وقال البرغوثي، إن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبعد أن اطلعت على حجم الاعتقالات والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وأعضاء حكومته ونوابه ومؤسساته الشرعية المنتخبة ديمقراطياً، وبعد التشاور مع الرئيس محمود عباس، فإنها تعلن أن إسرائيل قد تجاوزت كل الحدود وكشفت أنها تنفذ مخططاً لتصفية كافة مكونات السلطة الفلسطينية والاتفاقيات القائمة وإعادة حالة الاحتلال الكامل للأراضي الفلسطينية.
وأضاف البيان الذي تلاه د. البرغوثي في مؤتمره الصحفي، "إن رفض إسرائيل للعرض الفلسطيني بتهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة واحتجاز أموال وعائدات ضرائب الشعب الفلسطيني لأكثر من عام، وتدمير مقدرات السلطة الأمنية واختطاف واعتقال 41 نائباً منتخباً واعتقال رؤساء وأعضاء المجالس البلدية المنتخبين، وعدد من الوزراء السابقين، والآن اعتقال د. ناصر الدين الشاعر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة الرئيس محمود عباس، تمثل من جانب آخر اعتداء على الرئيس وحكومته، وعلى مؤسسات الشعب الفلسطيني المنتخبة ديمقراطياً، وترمي من جانب آخر إلى تصفية مؤسسات السلطة الفلسطينية وكافة الاتفاقيات القائمة وإعادتنا إلى مربع الاحتلال الكامل".
واعتبر د. مصطفى البرغوثي أن هذه الإجراءات الإسرائيلية لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني في نضاله العادل لنيل الحرية والاستقلال والكرامة، وإنهاء الاحتلال ونظام التمييز العنصري، ولكنها تضع المجتمع الدولي الذي رعى الاتفاقات وطالب باحترامها وأشرف على الانتخابات الديمقراطية أمام مسؤولياته.
وأوضح د. مصطفى البرغوثي، أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقف هذا التدهور المتسارع، هو الضغط الفوري والمباشر والصريح على حكومة إسرائيل، كي توقف إجراءاتها وتتراجع عنها دون إبطاء، والإعلان عن رفع الحصار فوراً عن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
إسرائيل تقوض المكونات الاقتصادية والأمنية والشرعية للسلطة الفلسطينية
وأوضح د. مصطفى البرغوثي أن ما قامت به إسرائيل في الأسبوع الأخير، يمثل مجزرة حقيقية ومؤامرة ضد الديمقراطية الفلسطينية، اعتقال مزيد من أعضاء المجلس التشريعي، الأخ عبد الرحمن زيدان، والأخ حامد البيتاوي، والأخ داهوود أبو سير، انضموا إلى 38 نائب فلسطيني كانوا قد اختطفوا وهم الآن في سجون الاحتلال، اعتقال رؤساء المجالس البلدية ومنهم رؤساء واحدة من أهم البلديات في فلسطين، عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس، وأحد أعضاء المجلس البلدي في نابلس، ورئيس مجلس بلدية بيتا، لا يوجد أي أساس قانوني لهذه الاعتداءات الإسرائيلية.
واستنكر البرغوثي كذلك، الاعتداء على عشرات الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني، معتبراً أن إسرائيل بإجراءاتها تكرس الاحتلال الكامل، ولنتحدث بصراحة ووضوح، لأن مكونات السلطة الفلسطينية، إنها المكون الاقتصادي والأمني والسلطة المنتخبة، وإذا كانت إسرائيل تدمر السلطة المنتخبة، تعتقل وتختطف أعضاء المجلس التشريعي، والآن تعتقل وتختطف أعضاء الحكومة الفلسطينية حتى بعد أن أصبحت حكومة وحدة وطنية تمثل 96% من الناخبين الفلسطينيين، وإذا كانت تدمر المقدرات الأمنية وأنهت فعلياً أي سيطرة فعلية للسلطة الوطنية في الضفة الغربية باجتياحها لمناطق السلطة الفلسطينية حتى فيما يعرف بمناطق "أ"، حسب أوسلو. وإذا كانت إسرائيل مزقت اتفاق باريس الاقتصادي، وتحتجز منذ أكثر من عام أموال دافعي الضرائب الفلسطينيين، فماذا تبقى من السلطة الفلسطينية في هذه الحالة؟.
واستطرد د. البرغوثي قائلاً: هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح. نحن نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة، عن هجوم شرس تشنه على الرئيس وعلى الحكومة وعلى المجلس التشريعي وعلى مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني بكامل مكوناته وأجزاءه. هذه التعديات كما هو واضح تستهدف ليس فقط المؤسسات الديمقراطية الفلسطينية المنتخبة بل تستهدف أيضاً كما هو واضح نسف الاتفاقيات التي وقعتها إسرائيل نفسها، والتي دعا المجتمع الدولي إلى احترامها.
وأضاف وزير الإعلام، إننا نؤكد أن هذه الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة لن تثنينا عن تحقيق أهدافنا الوطنية المشروعة، بالحرية والاستقلال، ولكن هذه الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة يجب أن تكون حافزاً لتركيز وترسيخ وتقوية الوحدة الوطنية الفلسطينية، كي نكون جميعاً موحدين في مواجهة هذه الهجمة الإسرائيلية.
وتحدى البرغوثي إجراءات الاحتلال قائلاً: "نحن نؤكد أنه ليس هناك شرعية في فلسطين، إلا بالانتخابات الديمقراطية المباشرة كما جرى، ونؤكد أيضاً أننا لن نسمح لإسرائيل بأن تنجح في مخططاتها ولكن السؤال الأكبر لأن الذي يجب أن يوجه، هو للمجتمع الدولي أين هو موقفه من هذه الإجراءات ومن هذا التمزيق الإسرائيلي للاتفاقيات ولهذه الاعتداءات المتتالية".
البرغوثي يستجيب لصرخة الأسيرات من سجن الرملة
وفي موضوع يخص الأسرى، اعتبر البرغوثي أنه رغم الأوضاع الصعبة، إلا أنه لا بد من الاستجابة لنداء الأٍسيرات من سجن الرملة، قائلاً: "أشير هنا إلى أستجيب لنداء تلقيناه من الأخوات الأسيرات في السجون الإسرائيلية لنداء أسيرات في سجن الرملة وسجون أخرى، هناك حالات إنسانية قاسية تعاني الأمرين من الإجراءات الإسرائيلية منهم الأسيرة خولة زيتاوي، التي لديها طفلة اسمها غادة جاسر أبو عمر، عمرها 8 شهور، والأسيرة براء صبيح التي لديها ابن عمره سنة، وهذان الطفلان محتجزان مع أمهاتهما، ويحرموا من الخروج من الزنازين طوال الأسابيع الثلاثة الماضية كما أعلمتنا الأسيرات، يعانوا من الحر والرطوبة والشبابيك مغطاة بساتر حديدي، ويعانوا من الربو ومشاكل في التنفس، بالإضافة لاعتداء على الأسيرة آمنة منى المحكومة بالمؤبد وهي في عزل الرملة منذ عشرة شهور، وتتعرض لاعتداءات إسرائيلية شرسة، كوزير للإعلام وكممثل لحكومة الوحدة الوطنية أعلن تضامننا الكامل مع هؤلاء الأسيرات وتأكيدنا على أننا سنقوم بكل جهد ممكن، لتخفيف الظروف القاسية التي يتعرضوا لها عبر حملة ضغط واسعة ضد الحكومة الإسرائيلية".
إسرائيل تحتفل بعيد الوصايا العشر وتمارس العكس
من جهة ثانية، استغرب وزير الإعلام، قيام إسرائيل بممارسات مناقضة تماماً لتعاليم كل الأديان، حيث قال: "بالأمس كان الإسرائيليون يفرضون طوقاً كاملا على الأراضي الفلسطينية، بحجة أنهم في حالة احتفال بما يسمونه عيد الوصايا العشرة في الدين اليهودي، وهذه الوصايا تنص على أمور يجب ألا يفعلها الإنسان، وهي أولاً ألا يقتل وثانياً ألا يسرق وثالثاً ألا يقول أمور سيئة عن جيرانه، إسرائيل للأسف تحتفل بعيد، لكنها تمارس بالضبط عكس هذه الوصايا. بالأمس كان يوم لقتل الفلسطينيين ومواصلة سرقة الأراضي الفلسطينية والاعتداء عليها عبر التهويد والاستيطان، وإسرائيل واصلت حملة إعلامية عمادها الكذب لتشويه صورة الصراع الجاري وتشويه حقيقة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونشر حجج إسرائيلية كاذبة في محاولة للإدعاء بأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قمع وتنكيل، أنه بسبب الأمن، ونستغرب كيف يتحدثوا عن القضية الأمنية، في حين أننا نعرض عليهم منذ أن تشكلت هذه الحكومة ولا زلنا، تهدئة شاملة متبادلة ومتزامنة وكاملة في الضفة والغربية وقطاع غزة، ولا يوجد أي استجابة إسرائيلية لذلك".
معلومات وأرقام حول العدوان الإسرائيلي الجاري:
وأوضح وزير الإعلام، أن الاعتداءات التي تصاعدت منذ السادس عشر من شهر أيار، قد شملت اعتداءات بطائرات إف 16 وطائرات أباتشي بالإضافة لقصف مدفعي. حيث شملت 26 عملية قصف جوي، 37 عملية قصف مدفعي ودبابات.
وأضاف البرغوثي، أنه في الأسبوع الماضي وحده، قتل 37 فلسطيني، منهم 18 مدني و8 أطفال، ولم تقتل سوى سيدة إسرائيلية واحدة. أما في الفترة الممتدة من 16 وحتى 23 أيار، فقد أصيب 150 فلسطيني بجراح مختلفة، و أصيب في الفترة نفسها 17 إسرائيلياً فقط بجراح.
واستعان د. البرغوثي، بتقرير منظمة العفو الدولية أمنستي، الذي اعتبر أن إسرائيل تستخدم أسلحة محرمة دولياً، الأمر الذي يعتبر جريمة حرب، لأن تلك القذائف تحرق الأنسجة وتصنع فجوات في جسم الإنسان. ووأضح كذلك، بأن إسرائيل أيضاً تمارس عملية عقاب جماعي، فهي تقطع الكهرباء عن 50 ألف فلسطيني في القطاع، بالإضافة لتقطيع خطوط المياه في بعض المناطق.
وقال البرغوثي، أن الأمر المذهل، هو أنه منذ أن تشكلت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، قتلت إسرائيل 68 فلسطيني، من بينهم 12 طفل، وحتى تاريخ 17 أيار لم يكن قتل أي إسرائيلي في نفس الفترة المذكورة. ومنذ نفس التاريخ، أي منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، جرح 238 فلسطيني، من بينهم 59 طفل، في حين جرح بنفس الفترة 33 إسرائيلي معظم إصاباتهم بالصدمات النفسية. بالإضافة إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت 827 فلسطيني منذ تشكيل حكومة الوحدة. وأسف البرغوثي، على أن الإعلام الغربي لا ينقل الصورة كاملة، لأنه لو فعل ذلك، لاتضح حجم الجريمة التي تركبها الحكومة الإسرائيلية.
تصاعد مستمر في حجم الخسائر الفلسطينية البشرية
"نسبة الخسائر الفلسطينية 67 شهيد مقابل كل قتيل إسرائيلي"
وأعلن د. مصطفى البرغوثي، في مؤتمره الصحفي، بأن نسبة الزيادة في الخسائر البشرية الفلسطينية، منذ العام 2005 وحتى الأشهر الثلاثة الأخيرة، تصل إلى 600%، في حين أن نسبة التناقص في الخسائر الإسرائيلية تزيد عن النصف. ففي العام 2006 قتل 650 فلسطيني برصاص الاحتلال، نصفهم من المدنيين، ومن بينهم 120 طفلاً، أي ما نسبته 20% من مجمل الشهداء. وهذا العدد يمثل ثلاثة أضعاف القتلى الفلسطينيين في العام 2005. وخلال العام 2006 قتل 21 إسرائيلي، من بينهم 15 مدني، و6 جنود إسرائيليين، ولا يوجد بينهم أي طفل. أي أن الخسائر البشرية الإسرائيلية انخفضت في العام 2006 إلى النصف مقارنة مع العام 2005.
وأجرى د. البرغوثي مقارنة أخرى لنسبة تزايد عدد الضحايا الفلسطينيين، حيث أوضح أنه في العام 2005 كانت نسبة الخسائر الفلسطينية للإسرائيلية 4 فلسطينيين قتلى مقابل كل قتيل إسرائيلي، وارتفعت النسبة في العام 2006 لتصل إلى 30 قتيل فلسطيني مقابل كل قتيل إسرائيلي. وفي الثلاثة أشهر الأخيرة، ارتفعت النسبة لتصل إلى 67 قتيل فلسطيني، مقابل كل قتيل إسرائيلي. وتساءل البرغوثي، موجهاً سؤاله للمجتمع الدولي، من هو المهدد لأمن الآخر بعد كل هذه الأرقام التفصيلية؟
أشرطة فيديو تظهر قمع قوات الاحتلال لتظاهرات سلمية
وعرض البرغوثي في مؤتمره الصحفي، شريطي فيديو، الأول عن عملية اعتداء على مسيرة سلمية وتقطيع أشجار في بلدة أرطاس في بيت لحم، واحتوى الشريط على صور اعتداء قوات الاحتلال على البرغوثي نفسه بالضرب بعد مغادرة الصحفيين. وصور لشريط يظهر فظاعة الخسائر البشرية والمادية جراء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة. كما عرض البرغوثي صور تظهر فظاعة التشويه والأذى الذي تلحقه القذائف الإسرائيلية المحرمة دولياً على أجساد الشهداء والجرحى من الفلسطينيين.
جائزة شهرية تطلقها وزارة الإعلام
وأعلن البرغوثي في نهاية مؤتمره الصحف، عن جائزة شهرية ستقدمها وزارة الإعلام الفلسطينية، لأحسن شريط فيديو، أو صورة فوتوغرافية، يقدمها صحفي أو أي مواطن، تكشف الاعتداءات الإسرائيلية المختلفة.
وشكر البرغوثي كذلك الفلسطينيين في الناصرة، الذين ساهموا بتشكيل مجموعة متطوعة من صحفيين ومثقفين لتساعد في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وللعمل على تعرية الإدعاءات الإسرائيلية، وذلك في لقاء جماهيري شارك فيه د. البرغوثي بنفسه في الناصرة.