حماس : الشعب الفلسطيني غير مستعد لتقديم أي تنازل على الإطلاق مقابل الاندحار الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 23/08/2005 ( آخر تحديث: 23/08/2005 الساعة: 21:10 )
خانيونس -معا- أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن عملية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لا تترتب عليه أية استحقاقات قانونية أودولية،فالحدود والمعابر والأجواء والبحار لا تزال تحت الاحتلال،و قضايانا الكبرى لا زالت معلقة ورهناً بالاحتلال،
مشددة على أنها ستحافظ على سلاح المقاومة ولن تتخلى عن برنامج المقاومة طالما بقي أي مظهر من مظاهر الاحتلال على أرضنا. وقالت حماس خلال لقاء إعلامي وحفل تكريمي للصحافيين العرب و الأجانب في محافظة خان يونس أن الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وجزء من شمال الضفة الغربية يعد هزيمة واضحة للاحتلال الإسرائيلي وانتصار للمقاومة ولصمود وتضحيات أبناء شعبنا الفلسطيني .
وأكد الدكتور يونس الأسطل القيادي في حركة حماس في جنوب قطاع غزة :" أن الشعب الفلسطيني غير مستعد على الإطلاق لتقديم أي تنازل مقابل الاندحار الإسرائيلي وهزيمتة ، واصفاً اندحار المحتل بالتراجع الكبير والهزيمة المرة للاحتلال الذي لا يستحق منا عليها أي ثمن او التزام "
وأكد الأسطل ان حماس ستساهم مع بقيه الفصائل الوطنية والإسلامية في عملية البناء والتطوير لمرحلة ما بعد الانسحاب ومحاولة تخفيف العبء والمعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني، داعية المواطنين الى الإلتفاف حول خيار المقاومة بعد أن أتبث فعاليته في دحر الاحتلال وقال " نعتقد أن الأرض المحررة جزء عزيز لا بد من استغلاله لصالح كافة أبناء شعبنا بلا تمييز ،وبما لا يتنافى مع قيمنا وأخلاقنا الأصيلة ونسعى بقوة إلى أن تشارك كل فصائل شعبنا وقواه الفاعلة في إدارة هذه الأملاك دون استفراد أو احتكار".
وأكد أن حماس تسعى إلى إقامة مجتمع سلمي يقوم على عقد اجتماعي و ينتظم من خلال الأسلوب الديمقراطي ،والانتخابات الحرة النزيهة التي تفرز القيادة التي يختارها الشعب بشكل حر وصحيح ، مشدداً على أن حماس ترى في نفسها صمام الأمان لوحدة شعبنا الفلسطيني وأمنه بل وأمن المنطقة كلها.وجدد رفض حماس المطلق لأي شكل من أشكال الانفلات الأمني أو قمع الآخرين ، مطالباً بمحاسبة المسوؤلين عن حالة الفلتان الأمني وتدهور الأوضاع الداخلية .
وأشاد الدكتور صلاح البردويل الناطق الإعلامي لحركة حماس في خان يونس بجهود الصحفيين خلال إنتفاضة الأقصى ودورهم في كشف الغطاء عن حالة المعاناة التي سببها الاحتلال لأرضنا وشعبنا،تلك المعاناة التي جسدها هذا الاحتلال في عمليات الاغتيال والقتل الجماعي للنساء والأطفال والشيوخ والشباب وقادة الشعب السياسيين ،وكذلك في عمليات تدمير البيوت وتشريد الناس ،وتجويعهم وحصارهم وسد المنافذ عليهم ، واحتجازهم المهين خلف الحواجز ،وتدنيس مقدساتنا و نهب ثرواتنا والهيمنة على مياهنا وهوائنا وأرضنا.
وقال البردويل أن الشعب الفلسطيني مقبل على مرحلة تاريخية تتطلب أن يكون أكثر توحدا ودراية لما بعد عملية الانسحاب لان المحتل لن يتركنا بل سيعمل على إثارة الفوضى وزرع بذور الفرقة ، من اجل اظهار على اننا شعب متخلف لا يستحق الحرية والاستقلال ، مشيرا إلى أن اندحار الاحتلال عن جزء عزيز من أرضنا المحتلة التي استمر احتلاله لها ثمانية وثلاثين عاماً ،كان بفعل صمود شعبنا وقوة إصراره على الحرية،ومقاومته العادلة .
موضحا الى ان الشعب الفلسطيني دفع ثمن حريتة غاليا ،من دمه وماله وأمنه في سبيل هذه اللحظات السعيدة ،معتبراً الإندحار الإسرائيلي خطوة اولى في طريق طويل وشاق ننال بعده كامل حقوقنا على أرضنا ،وينفلت أبناؤنا من ظلام السجون الإسرائيلية ، ويرجع اللاجئون من شتاتهم إلى ديارهم وأرضهم التي شردوا منها،وتتطهر مقدساتنا من دنس الاحتلال ،وتجتث المستوطنات كبيرها وصغيرها عن ارض الضفة الغربية المباركة والقدس المقدسة .
نافيا ما يشيعه البعض، من أن بعض خطباء حماس يستغلون المنابر لدعوةالجماهير إلى مهاجمة المستوطنات والاستيلاء على الممتلكات فيها، مشدداً على أن حماس حريصة على عكس مظهر حضاري لشعبنا بعيداً عن الفوضى والانفلات.
وقال البردويل:" إن حركته جزء من نسيج شعبنا وستشارك القوى الفلسطينية في احتفالات مركزية، وسيكون لها احتفالاتها الخاصة التي تتناسب مع دورها في عملية التحرير وبما لا يشكل أي استفزاز لأي طرف، وستكون الوحدة الوطنية هي المقياس التي تحدد خطوات حماس في المرحلة المقبلة.