السبت: 12/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

النواب العرب في الكنيست يزورون قرية "النبي صموئيل"

نشر بتاريخ: 21/11/2013 ( آخر تحديث: 21/11/2013 الساعة: 10:59 )
القدس - معا - زار النواب العرب في الكنيست الاسرائيلي محمد بركة وحنا سويد ودوف حنين وعفو اغبارية، امس قرية "النبي صموئيل" الواقعة غربي شمال مدينة القدس المحتلة، وباتت محاصرة من الجهات الأربع، بالجدار والمستوطنات، وتواجه خطر الاقتلاع بفعل الحصار الاقتصادي والاجتماع، والحرمان من البناء، إذ يتحكم الاحتلال في التفاصيل الدقيقة لحياة من تبقى من الفلسطينيين في القرية، التي بات يسكنها اليوم 250 نسمة، مقابل أكثر من الف في العام 1967.

واطلع النواب على معاناة القرية من مختلف نواحيها، من أوضاع يومية ومستقبل القرية، والاستفزازات اليومية من الاحتلال والمستوطنين، من أجل تنغيص حياتهم اليومية ودفعهم على مغادرة القرية، ومن ثم السعي الى منع عودتهم اليها.

ورافق النواب في الجولة عيد بركات ابن القرية، وممثلا عن حركة محسوم ووتش، التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين عند حواجز الاحتلال.

القرية

تقع قرية "النبي صموئيل" في شمال غرب القدس، وعدد سكانها بالكاد يصل الى 250 نسمة، بعد أن كانوا في العام 1967 نحو ألف نسمة، واضطر نحو نصفهم اللجوء الى الأردن، جراء جرائم الاحتلال وتدمير قسم كبير من قريتهم.

وكانت ترتكز القرية في حياتها على اتصالها اليومي بالمدينة الأم، لا بل إن القدس، كانت تعتمد كثيرا على مزروعات قرية "النبي صموئيل، وشقيقاتها المجاورات مثل بير نبالا وبيت اكسا وغيرها، قبل أن يفصلها الاحتلال بجداره وبشبكة شوارع استيطانية، ما جعل رحلة كيلومتر واحد الى 20 كيلومترا على الاقل، عدا الحواجز، إلا أن "النبي صموئيل" وجدت نفسها محاصرة من الجهات الأربع، محظور على اهلها الدخول الى القدس، بينما اتصالهم بمدينة رام الله، هو رحلة عذاب وتنكيل.

ومنذ السنوات الأولى، نظر الاحتلال الى هذه القرية، التي تقع على ارتفاع نحو 900 متر على سطح البحر، في واحد من أجمل مواقع فلسطين الجغرافية، وكانت الذريعة الأولى، أن في القرية قبر النبي صموئيل الذي يرد اسمه كثيرا في التوراة، وكان هذا ذريعة لمحاولة اليهود وضع اليد على القرية، وباتوا في السنوات الأخيرة يؤدون صلوات في قبو تحت مسجد القرية التاريخي.

حرمان من العمل

ومع بدء بناء الجدار الخاص في القدس المحتلة، وبموازاة بناء الجدار الاحتلالي في الضفة الغربية في العام 2002، جرى فصل القرية كليا عن مدينتهم الأم، رغم ان القرية باتت تبعد نصف كيلومتر على خط البناء القائم في المدينة، وبهذا بات محظور على أهالي القرية التوجه الى القدس للعمل، كما بات كل رجال القرية عرضة للاعتقالات وفرض الغرامات عليهم، ومنهم من أمضى شهورا في سجون الاحتلال، لكونه دخل الى القدس.

وفي المقابل، فإن الاتصال مع الضفة الغربية ومدينة رام الله خصوصا، هو رحلة عذاب، مليئة بالتفتيش والتدقيق، في حاجز قرية "الجيب"، وليس هذا فحسب، فرغم أن أهالي القرية لا يستطيعون التسوق في مدينة القدس، فإنه محظور عليهم ادخال الكثير من المواد الغذائية، من مدينة رام الله والضفة، ما يجعل تموين القرية بالغذاء أمرا شاقا، والرسالة واضحة، وهي تشديد الخناق لدفع الناس على الرحيل عن قريتهم واراضيهم.

وكل هذا لم يكف الاحتلال، فأطلق في السنوات الأخيرة مشروعا احتلاليا في غاية الخطورة، إذ أعلن عن كل القرية والمنطقة الواسعة حولها، على أنها "منطقة حدائق وطنية"، باستثناء قطعة أرض داخل المنطقة استولى عليها أحد المستوطنين وسجلها على اسمه بمؤازرة سلطات الاحتلال.

وحسب قوانين الاحتلال، فإنه محظور البناء والزراعة واستخدام الاراضي في المناطق التي تعلن "حدائق وطنية"، وفي البداية قالوا للأهالي، إن هذا الإعلان لن يؤثر عليهم شيئا، وبامكانهم مواصلة عملهم الزراعي في القرية، إلا أن هذا كان خدعة، فمثلا سعى أحد المواطنين قبل فترة زراعة ارضه بشجر الزيتون، فسارعت سلطات الاحتلال الى اقتلاعها، بزعم أن هذا يخرق قانون "الحدائق الوطنية.

كذلك، فإن جمعية نساء القرية، التي أقيمت قبل نحو ثلاث سنوات، حاولت اقامة اقتصاد بيتي متواضع، فاشترت بقرة حلوب، ووضعتها في زريبة صغيرة لها ولبعض رؤوس الماشية، فاعتبرت سلطات الاحتلال أن الزينة التي لا تتعدى بضع أمتار مربعة من الصفيح، "بناء غير قانوني" اختارت يوم سقوط ثلوج لتهدم الزريبة، فتوقفت البقرة عن الحليب ونفقت لاحقا.

المسجد وخطر تساقط حجارته

وعلى أعلى قمة في جبل قرية النبي صموئيل، مسجد، مقام حسب التقديرات منذ ما يزيد عن 800 عام، وهو بناء قديم، في مركزه قبر النبي صموئيل، وكما ذكره، فمن تحت مغارة عتيقة، وفيها القبر الأصلي، إلا أن اليهود المتدينين المتزمتين "الحريديم"، استولوا على القبر وحولوه الى مزار، ولكن ليس هذا فحسب، بل إن مجموعات متطرفة منهم، خاصة طائفة "باريسلاف"، تتسبب بمضايقات لموظفي الوقف والمصلين، خاصة في مساء يومي الاربعاء والخميس، حينما يحضرون الى المكان ويؤدون طقوسا دينية خاصة بهم، تشمل الصراخ والأغاني بأصوات مرتفعة، مستخدمين آلات موسيقية وغيرها، وفي الكثير من الأحيان يحاولون اسكات الآذان في وقته.

ويقول موظفو الوقف، إن سلطات الاحتلال تحرم المسجد من الترميمات الضرورية، وأحجار أحد أقواسه مهددة بالسقوط في أي وقت، ما يزيد القلق أكثر على مصير المسجد.

جولة في القرية

وبعد استماع نواب الجبهة الى الشرح في باحة المسجد، قاموا بجولة في ما تبقى من ربوع القرية الحزينة، التي تكافح وتناضل من أجل البقاء على أرض الآباء والأجداد في مواجهة سياسة الاقتلاع، واختتمت الجولة في مقر جمعية نساء قرية البني صموئيل، وهو مقر متواضع، واستمع النواب من النساء وأهل القرية الى شروح أكثر عن أوضاع القرية الاجتماعية.

وأكد المتكلمون على أن الحصار الاقتصادي والاجتماعي المفروض عليهم بات يفرض على الكثير من شبانهم مغادرة القرية للسكن في القرى المحاورة، بعد زواجهم، كونهم لا يستطيعون بناء بيوت جديدة، ومحرمون من فرص العمل، الذي يضمن لهم قوت يومهم وسير حياتهم.

وأكد نواب الجبهة على أن أهالي القرية يسجلون اسطورة صمود، مشددين على ضرورة استمرارها الى حين زوال الاحتلال كليا، كما أعلنوا أنهم سيتابعون بعضا من القضايا التي طرحوها خلال الزيارة.