الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تنظيم ندوة علمية في رام الله حول الزلازل

نشر بتاريخ: 21/11/2013 ( آخر تحديث: 21/11/2013 الساعة: 15:53 )
رام الله - معا - نظمت الهيئة الوطنية للتخفيف من اخطار الكوارث ومركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث _ وحدة هندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية بالتعاون مع مكتبة بلدية رام الله العامة ندوة امس تحت عنوان: " الزلازل...التنبؤ بها....التخفيف من مخاطرها وجاهزيتنا" بحضور عدد من المثقفين والمهتمين، ضمن فعاليات الصالون الثقافي الذي تعقده مكتبة بلدية رام الله.

في البداية رحبت الدكتورة هالة كيلة مديرة مكتبة رام الله بالحضور وشكرت الهيئة الوطنية للتخفيف من اخطار الكوارث ومركز التخطيط الحضري في جامعة النجاح على تعاونهم ونوهت الى اهمية عقد مثل هذه النشاطات الهادفة الى بناء قدرات المجتمع الفلسطيني والإستعداد لمواجهة الكوارث والزلازل.

بدوره شكر رئيس الهيئة الوطنية اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات مديرة مكتبة رام الله الدكتورة هالة كيلة ورانية الحسيني على مبادرتهما واهتمامها لعقد مثل هذا النشاط الهام كما توجه بالشكر للحضور وللدكتور جلال الدبيك مدير المركز في جامعة النجاح لتعاونه الدائم.

كما تحدث اللواء عريقات عن الإهتمام العالمي بتعميم ثقافة الكوارث والعمل من اجل الحد من مخاطرها وتطرق الى تسلسل نشأة ادارة الكوارث بدءا من مقالة جلبرت وايت الأمريكي التي تحدثت عن مغزى الإهتمام بهندسة ضبط الفيضانات في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تطورت الى مدرسة كيت – وايت وزملائهم واهتمامهم بالسلوك البشري ازاء الكوارث وتحليل السياسات لتقليل الخسائر وانتقال هذا الإهتمام للأمم المتحدة وصولا الى تبنيها استراتيجية يوكوهاما عام 1994 ومبادئها التوجيهية"من أجل عالم أكثر أمنا" ثم تطورت الى الإستراتيجية الدولية واعتماد إطار عمل هيوغو والإستراتيجية العربية، ولإعطاء مزيد من الأهمية تم تخصيص يوم عالمي للحد من مخاطر الكوارث. كما تحدث عن نشأة الهيئة الوطنية للتخفيف من أخطار الكوارث في فلسطين وتطورها، وأكد على حقيقتين الاولى أن لا حياد في العلم عند تحليل العلاقة بين الإنسان والبيئة والحديث دون حرج عن الكوارث والزلازل، والثانية ان فلسطين احوج ما يكون لبناء القدرات الذاتية والإعتماد على النفس في هذا المجال نظرا لوجود الإحتلال وسيطرتها على الحدود وإنشغال دول الجوار بحالها عند الطوارىء وقال "من اراد مواجهة الكوارث عليه ببناء القدرات وتعزيز المعنويات وتحضير الإمكانيات".

وتناولت المحاضرة العلمية التي أعطاها د. جلال الدبيك مدير مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث/ وحدة هندسة الزلازل في جامعة النجاح ونائب رئيس الهيئة الوطنية للتخفيف من أخطار الكوارث، الزلازل المتوقع حدوثها في فلسطين والتخفيف من مخاطرها، وتضمنت المحاضرة مقدمة حول كيفية تقييم مخاطر الكوارث بشكل عام والزلازل بشكل خاص، والعوامل التي تؤثر على حجم ومستوى الخسائر والمخاطر التي تحدثها الزلازل أو الأخطار الأخرى بمختلف أنواعها، والعناصر الأساسية لإدارة هذه المخاطر، ومن ثم تم استعراض أهم أهداف ومهام وفعاليات مشروع تخفيف مخاطر الزلازل في فلسطين (مشروع SASPARM)، والذي ينفذه المركز ضمن مشاريع FP7 الأوروبية وبالتعاون مع المركز الأوروبي لهندسة الزلازل EUCENTRE ومعهد الدراسات المتقدمة IUSS في بافيا ايطاليا.

وتضمن الجزء الثاني من المحاضرة، تعريف الحضور بالزلازل وأسباب حدوثها، وعلى العوامل والمعايير التي يعتمد عليها الخبراء في دراستهم لاحتمال حصول الزلازل، وتم اطلاع الحضور على مناطق الصدوع الأرضيه النشطة في فلسطين والمنطقة، والتي تعتبر بدورها بؤر زلزالية.

وفي الجزء الثالث من المحاضرة، تم الحديث عن بعض الأنماط المعمارية والإنشائية المستخدمة في العديد من المباني في فلسطين، والتي تعتبر من وجهة نظر هندسة الزلازل أنماط وأشكال لا تلبي متطلبات الحد الأدنى للمباني المقاومة للزلازل، واستعرض د. الدبيك كذلك في هذا الجزء من المحاضرة كيفية تحديد وتصنيف قابلية الاصابة الزلزالية للمباني وبالتالي تحديد مستويات أو درجات الأضرار والانهيارات المتوقعة للمباني القائمة، وبالإضافة إلى كيفية اجراء تقييم سريع للأضرار بعد الكارثة.

ونوه كذلك حول اتخاذ نقابة المهندسين في فلسطين اجراءات التصميم الزلزالي للمباني بشكل الزامي ابتداء من بداية العام 2014، وذلك كنتيجة للجهود والعمل المشترك بين نقابة المهندسين والمركز ووزارة الحكم المحلي ووزارة الأشغال العامة، وأشار إلى التطور الملحوظ والجهود التي يبذلها الدفاع المدني في فلسطين في مجال الاستجابة للطوارئ وأكد على ضرورة اعطاء الأولوية لدعم الدفاع المدني وتعزيز قدراته.

بدوره تناول الملازم اول عبد الكريم عرموش مدير مركز دفاع مدني بيرزيت موضوع امكانيات الدفاع المدني والمجلس الأعلى واهمية تطبيق الارشادات العامة وكيفية التصرف السليم اثناء وقوع الكارثة وعدد الاخطاء الشائعة عند التصرف وأكد على اهمية الاستفادة من المتطوعين الذين ساهموا بشكل جيد في العديد من الحالات كما تحدث عن أخطاء المباني والإخلاء الخاطىء وكيفية تجنبه وكذلك الاستخدام الصحيح للطفايات، كما تطرق الى التدريب المستمر والمكثف الذي يقوم به الدفاع المدني وخططه المستقبلية، وضرب مثلا على مهارات رجال الدفاع المدني الفلسطيني وكان واحدا منهم حينما ساهموا في اطفاء حرائق الكرمل في ساعات الظلام وهي مهمة ليست سهلة.

ونوه الملازم اول عبد الكريم الى عدد من تمارين الإخلاء التي تم تنفيذها خاصة في المخيمات وأشار الى الملاحظات التي يجب الأخذ بها عند اعداد مخططات الإخلاء للأماكن العامة والتدفق ومعرفة الطرق الصحيحة للإنقاذ في الليل والنهار ثم قدم العديد من النصائح الهامة في هذا المجال.

ثم تم الاستماع لمداخلات المشاركين واستفساراتهم التي اتسمت بالجدية ومدى اهتمامهم بالموضوع، تمحورت حول امكانية استغلال طاقات المتدربين والمتطوعين وإمكانية التواصل معهم.

وفي الختام أوصى الحضور بأن يدعم المجتمع الفلسطيني قرار الزام تطبيق الكود الزلزالي للمباني بداية العام 2014 وأن تطبق التعليمات عند تصميم خطط الإخلاء للأماكن العامة والإلتزام بارشادات السلامة العامة والاستعانة بالمختصين عند الحاجة.