الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز ابو جهاد ينظم ندوة خاصة بالاسرى المرضى

نشر بتاريخ: 24/11/2013 ( آخر تحديث: 24/11/2013 الساعة: 13:59 )
القدس- معا- بالتعاون مع كتلة كفاح الطلبة في جامعة القدس, نظم مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس ندوة خاصة بالاسرى المرضى، في خضم تفاقم معاناة هؤلاء وبغية اطلاق حملة وطنية ولزيادة الضغوط من اجل اطلاق سراحهم.

وقد شارك بالندوة امين عام جبهة التحرير العربية ركاد سالم ورئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الاسرى الاخ امين شومان ومدير مركز الدفاع عن الحريات حلمي الاعرج وراضي جراعي وكيل وزارة الاسرى سابقا والمحاضر في جامعة القدس، بالاضافة الى مدير عام مركز ابو جهاد الدكتور فهد ابو الحاج . وابتدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء وعزف النشيد الوطني و قراءة الفاتحة على ارواح شهداء الثورة الفلسطينية.

وقدم د. ابو الحاج وقف خلاله على الحالات المرضية ووضع الاسرى داخل ما يسمى مستشفى سجن الرملة ووصف لهذا المستشفى حيث ذكر ان تعداد الحالات المرضية في سجون الاحتلال في تصاعد مستمر بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق المرضى والظروف السيئة التي يعيشونها، في ظل الضغوط النفسية وسياسة القمع وعدم توفر شروط حياة إنسانية ومعيشية لائقة وان عدد الحالات المرضية في سجون الاحتلال وصل إلى1700 حالة من أصل (4800) أسير قابعين في سجون الاحتلال، منهم 75 حالة في وضع صحي خطير للغاية مصابين بأمراض خبيثة وإعاقات وشلل وأمراض في القلب والكلى وأمراض نفسية .

كما تطرق د. ابو الحاج الى الحالات المصابة بامراض السرطان وهي الاكثر ايلاما وصعوبة ويتهددها الموت في كل لحظة، وتم ذكر عدد من هذه الحالات.

19 اسيرا مصابين بامراض السرطان:
اثار استشهاد الأسير" حسن عبد الحليم ترابي" بعد معاناة من مرض السرطان في الدم تسليط الضوء مجدداً على معاناة الاسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال وعددهم 19 أسيراً ، يعانون اشد المعاناة نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل، الذي يشكل خطر حقيقي عليهم وخاصة في ظل استهتار سلطات الاحتلال بحياتهم، وعدم تقديم العلاج المناسب لهم، مما أدى إلى تراجع أوضاعهم الصحية بشكل مستمر، بعد استفحال الأمراض في أجسادهم، نتيجة إهمال العلاج لسنوات طويلة، وبذلك انعدم الأمل في شفائهم، هذا إضافة إلى ظروف الحياة القاسية داخل السجون، وفى مستشفى الرملة .وهذا الأمر يتطلب ضرورة التذكير المستمر بخطورة أوضاع هؤلاء الأسرى، وتفعيل قضيتهم، وتشكيل ضغط بشكل دائم من اجل إطلاق سراحهم، ويجب أن تقوم وسائل الإعلام بدورها وواجبها تجاه هذه الشريحة من الأسرى، وان من بين هؤلاء من لم يعد السكوت على وضعهم مقبولا ومنهم ..

الأسير عامر بحر من أبو ديس والمصاب بسرطان الأمعاء ، حيث تراجعت صحته بشكل كبير في الآونة الأخيرة ، وهناك خشية من انتشار التهابات الأمعاء إلى مناطق أخرى في جسده ، وتم نقله إلى المستشفى مؤخراً للعلاج، حيث قرر له الطبيب علاج كيماوي كان من المفترض أن يتلقاه منذ عام . والأسير يسري المصري من قطاع غزة ويعانى من مرض السرطان في الغدد وحالته الصحية صعبة . والأسير معتصم طالب رداد من سكان طولكرم ،الذي يقبع في مستشفى 'سجن الرملة، حيث يعالج بالكيماوي من خلال الإبر، إضافة إلى المسكنات، وقد قرر الأطباء مؤخرا زيادة الجرعة التي يتلقاها بعد أن أصبح العلاج الذي يقدم له غير مجدي.

اما الأسير محمود الشرحة (32 عاما) من بلدة دورا جنوب الخليل ، فيعانى من مرض السرطان في الحنجرة، وتم نقله قبل شهر بشكل مفاجئ إلى مستشفى سوروكا بعد تدهور خطير طرأ على صحته . والأسير منصور موقده ويعانى من بداية سرطان فى الأمعاء بعد أن كان الاحتلال قد استأصل نصف أمعائه نتيجة الإصابة ، وهو مقعد ويعيش على كرسي متحرك ، ويعانى من الكثير من الأمراض ، وحالته خطيرة.

وختم د. ابو الحاج قائلا انه وفق كل المعطيات السابقة وغيرها فإننا نطالب كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة الضغط على الاحتلال والعمل من اجل إطلاق سراح الأسرى المرضى نظرا لخطورة أوضاعهم الصحية وخشية من وفاتهم داخل السجون.

بدوره قدم ركاد سالم شكره للدكتور ابو الحاج والقائمين على تنظيم الندوة وشكره ايضا للجهود التي بذلت في سبيل اقامة مركز ابو جهاد والذي يوثق ويحفظ تجارب الاسرى ، كما وقدم شكره لكتلة كفاح الطلبة في جامعة القدس لمساهمتها في تنظيم الندوة ، اما فيما يتعلق بالاسرى المرضى فقد قال ان ابناء الشعب الفلسطيني عانوا منذ عقود من تجربة الاعتقال ، والذي عانى منها هو ايضا لمدة 7 سنوات ، فدولة الاحتلال تعامل الاسرى كمجرمين او اقل درجة ولا تعترف بأي حق لهم ، فهناك مثلا معاناة الاسرى الاداريين والذين عدد منهم مرضى بامراض خطيرة ولا يقل خطورة قضية اسرى المؤبدات والذين لطول فترة مكوثهم بالمعتقلات باتوا مرضى باكثر من مرض خطير ومزمن.

اما المرضى في سجن الرملة والذي يسمى تجاوزا بالمستشفى فيعاني فيه الاسرى من اهمال متعمد حتى تزداد حالتهم سوءا ، كما ان الخدمات التي تقدم لهم على قلتها فانها سيئة جدا وفي حالات كثيرة ابسط الخدمات الطبية تنعدم ولا يتم تقديمها وان معاناة هؤلاء قد طالت مما ادى الى استشهاد عدد منهم كان آخرهم الاسير حسن الترابي ، كما ووجه رسالة الى السلطة الوطنية الفلسطينية بضرورة زيادة الجهود في سبيل انقاض هؤلاء ، وضرورة الترويج لقضيتهم عبر ارسال مندوبين عن الاسرى لكل دول العالم واطلاع الراي العام على قضيتهم . كما وتطرق الى ان اتفاقية اوسلو قد نصت على انهاء حالة العداء وكان من المفروض كترجمة لذلك ان لا يبقى اسرى داخل السجون .

من جانبه وقف امين شومان على الآليات والبرامج التي يتم العمل عليها لاطلاق الحملة الفلسطينية والعربية والتي ستطلق لصالح الاسرى والتي من متطلباتها ان يقف الجميع الى جانبها وان يشارك الكل الوطني بها كل من موقعه ، وبخاصة ان اكثر من 1700 اسير يعانون من امراض مختلفة ، وان العشرات منهم بحاجة الى عمليات جراحية على اسرع وجه ، كما ان ما لا يقل عن خمسة اسرى باتوا بالفعل يتهددهم الموت من ضمن الحالات التي قام بتعدادها د. ابو الحاج والذين بالفعل بحاجة الى كل الجهود للعمل على انقاضهم .

وذكر ان هؤلاء الاسرى قاموا مؤخرا بارسال عدة رسائل تعبر عن سوء وضعهم الصحي ، وان كل ما يتمنوه هو ان يدفنوا بين اهلهم وذويهم ، وهذا المطلب بحد ذاته يعبر عن حالة اليأس التي باتوا عليها نتيجة الاهمال لقضيتهم ، علما بانه بالامكان تكثيف الجهود وطنيا وعربيا ودوليا لانقاض ما يمكن انقاضه من بينهم .

وعاد وذكر ان الحملة المنوي اطلاقها تستهدف زيادة الوعي حول قضية الاسرى والذين هم راس حربة في مواجهة الاحتلال ، وبالاخص ان حكومة الاحتلال ترى نفسها فوق القوانين الدولية وتستفرد بالاسرى ، ومن هنا فانني ادعوا الجميع الى ضرورة الوقوف الى جانب هذه الحملة لانجاحها .

اما على الصعيد الدولي فانه من الواجب العمل وفق منهجية واضحة وتراكمية منطقية سواء فيما يتعلق بارسال بعثات دولية للوقوف على حالة الاسرى المرضى ، وايضا التركيز على حالتهم من الناحية القانونية ، وعلى ذلك فانه لا بد من اقامة مؤتمر خاص بالاسرى المرضى ، ونحن الان على ابواب انتظار الافراج عن الدفعتين الثالثة والرابعة من الاسرى القدامى ويجب الافادة من حالة الزخم الموجودة تجاه قضية الاسرى .

وقدم راضي الجراعي تصورا منطقيا بالعودة الى قراءة مسببات الحالات المرضية بقوله انه من الواجب التفكير بهذه القضية من منطلق معرفة العقلية الاسرائيلية تجاههم لانه عند الحديث عن وجود ثلث الاسرى كحالات مرضية فان ذلك يدعوا الى التفكير حول كيفية وجود مثل هذه النسبة كمرضى ، وانه وبشكل عام ومع ضرورة المطالبة بعلاجهم فانه لا بد من الوقوف على اسباب اصابتهم بالامراض ، حيث ان هناك سياسة متبعة منذ العام 1967 ، حيث الاعتماد على التصفية الجسدية للاسرى وذلك من خلال وضعهم في ظروف ليخرجوا معها كمرضى عاجزين يشكلون عبا على انفسهم ومجتمعهم وعلى ذلك فلا بد من الوقوف على المسببات والتي منها الازدحام والاحتجاز بالغرف المغلقة وعدم وجود عناصر غذائية بالذات عند الحديث عن وجود اسرى اطفال وقبل ما سبق مدروس مسبقا من قبل دولة الاحتلال .

كما لا بد من الوقوف عند تعامل الطواقم الطبية مع الاسرى ، والذين يتعمدون عدم اعطاء العلاج بالوقت المناسب ، بالاضافة الى ان تصرفاتهم اثناء الاضرابات قادت الى استشهاد عدد من الاسرى مثل استشهاد كل من علي الجعفري واسحق مراغة وراسم حلاوة اثناء اضراب عام 1980 ، وحالات اخرى تم فيها بتر اعضاء لاسرى مضربين عن الطعام ، وكل ما سبق يعبر عن سياسة ممنهجة للوصول الى الهدف الاكبر بالنسبة لدولة الاحتلال الا وهو تصفية الاسرى ، وبالسابق لم تتح لا لمنظمة التحرير ولا للسلطة تقديم شكوى فيما يتعلق بتلك الممارسات ، الا انه وبعد الحصول على صفة دولة مراقب فانه باعتقادي يمكن ملاحقة اسرائيل ، وعلى ذلك لا بد من تأسيس لجان قانونية للعمل على هذا الامر .

واشار حلمي الاعرج الى ان ملف الاسرى المرضى هو الان من الملفات الساخنة ويمثل القضية المركزية بالنسبة للاسرى والمجتمع الفلسطيني وذلك بسبب تزايد الحالات المرضية واستشهاد عدد منهم ، وعلى ذلك فاننا بدأنا نستشعر وجود البرامج النضالية من قبل الاسرى والمرضى منهم على وجه التحديد ، ومما زاد التركيز على قضيتهم هو النجاح باطلاق سراح الدفعتين من الاسرى القدامى ، وقال انه لا يكفي ذكر الحالات والوقوف على المسببات بل لا بد من رؤوية عملية من قبل المستوى السياسي الفلسطيني ومؤسسات حقوق الانسان ووزارة الاسرى وبدعم من حملة شعبية اذا ما توفر كل ذلك فانه من الممكن ان نوفق باطلاق سراح الاسرى المرضى ، وانه هناك بداية تكون لهذه المتطلبات ، وبالذات بعد اطلاق سراح الاسير محمد التاج والذي جاء بعد الضغوطات التي تعرضت لها دولة الاحتلال بعد استشهاد الاسير ميسرة ابو حمدية ، وعلى ذلك فاننا على قناعة بانه بالامكان هزيمة الاحتلال اذا ما تكاملت الادوار ، وانه من المطلوب من المفاوض الفلسطيني ادراج قضية الاسرى المرضى على طاولة المفاوضات ، فلا يوجد ما يمنع من اضافة ملف الاسرى المرضى الى ملف الاسرى القدامى وان المجتمع الدولي سيتفهم مطلب السلطة هذا .