مهرجان على أرض جامعة الخليل دعما وإسنـادا للحركة الأسيرة
نشر بتاريخ: 24/11/2013 ( آخر تحديث: 24/11/2013 الساعة: 18:10 )
الخليل - معا - نظم نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل وجامعة الخليل والحركة الطلابية وبالتعاون مع لجنة أهالي الأسرى ووزارة شؤون الأسرى والمحررين مهرجانا جماهيريا على أرض جامعة الخليل دعما وإسنادا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال وما تتعرض له من عمليات قمع وتنكيل منظم تشرف عليه إدارة السجون بغطاء من حكومة الاحتلال.
وشارك في المهرجان الجماهيري المركزي حشد من ذوي الأسرى والأسيرات وعلى رأسهم عائلة عميد أسرى الجنوب الأسير المريض نعيم الشوامرة وعائلة الأسير ثائر حلاحلة وعائلة الأسير الاداري المضرب عن الطعام أكرم الفسيسي وممثلو القوى الوطنية ومحافظ الخليل كامل حميد ورئيس نادي الأسير قدورة فارس ووزير شؤون الأسرى عيسى قراقع وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور محمد شتيه.
ورفع المشاركون خلال المهرجان صور أبنائهم الأسرى المرضى ويافطات كتب عليها شعارات تندد بصمت المؤسسات الدولية اتجاه ما يتعرض له الأسرى المرضى من إهمال طبي متعمد وما يتعرضون له من عمليات قمع وتنكيل وعدم الاستجابة لمطالبهم بالإفراج الفوري عنهم ويافطات أخرى تحمل الاحتلال المسؤولية عن حياتهم وأخرى تطالب جماهير الشعب الفلسطيني بأوسع تحرك شعبي وجماهيري لنصرة قضيتهم.
ورحب رئيس مجلس أمناء جامعة الخليل الدكتور نبيل الجعبري بأهالي الأسرى وبالحضور مؤكدا أن جامعة الخليل ستبقى دائما جامعة الشهداء والحاضنة لكل فعاليات الدعم والإسناد للحركة الأسيرة ومنددا في الوقت نفسه بجرائم الاحتلال بحق الأسرى وطالب القيادة الفلسطينية بسرعة الانضمام للمؤسسات الدولية لملاحقة حكومة الاحتلال على جرائمها بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال.
بدوره نقل محافظ الخليل كامل حميد ممثل الرئيس تحيات الرئيس لعائلات الأسرى وخاصة المرضى منهم والقدامى لأنهم حماة المشروع الوطني، الذين سطروا التاريخ الوطني للقضية الفلسطينية بتضحياتهم وصمودهم أمام الجلاد، مضيفا أنه لا سلام ولا استقرار إلا بالإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب من المعتقلات الإسرائيلية، مؤكدا في الوقت نفسه حرص القيادة الفلسطينية على طرح قضية الأسرى بشكل قوي في كافة المحافل الدولية وطالب كامل حميد بضرورة إرسال لجنة تحقيق دولية بشكل عاجل للوقوف على الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال والتي أدت الى استشهاد الأسرى داخل السجون، والعمل على تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى محاكم دولية على جرائمهم، ووقف سياسة الموت البطيء التي تمارس بحق الأسرى نتيجة للإهمال الطبي.
وفي كلمة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور محمد شتيه قال "ان الأسيرات والأسرى يشكلون اليوم خط الدفاع الأول عن الحقوق الوطنية الفلسطينية، فهم من قدم لشعبنا 'وثيقة الوفاق الوطني'، وهم اليوم يجسدون الوحدة الوطنية الحقيقية، بما ينبغي ويملي وطنياً اتخاذ العبرة في تجسيد دعم قضية الأسرى، من خلال إنهاء الانقسام فوراً دون مماطلات، وتجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية لمواجهة المشاريع والمخططات 'الإسرائيلية'، تجاه المشروع الوطني الفلسطيني برمته"، مضيفا 'لقد أوغل الاحتلال في تحديه للقانون الدولي العام، وضرب عرض الحائط بكل الأعراف الإنسانية في قضية الأسرى مشددا على ضرورة وضع ملف الأسرى والمعتقلين في زنازين الاحتلال في صدارة الاهتمام على كافة المستويات القانونية والدبلوماسية والكفاحية.
وفي كلمة وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أكد فيها أن قضية الأسرى هي قضية مركزية، وأن القيادة توليها اهتماما كبيرا في المفاوضات المباشرة التي تجري مع الجانب الإسرائيلي، برعاية من المجتمع الدولي وجدد قراقع التأكيد أنه لن يكون هناك سلام ولا استقرار إلا بحرية الأسرى، وأشاد بصمود الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، في ظل تزايد الاعتداءات عليهم من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، ضمن سياسة ممنهجة لإذلالهم بهدف النيل من عزيمتهم وصمودهم وأكد في الوقت نفسه إلى "ان وضع الأسرى المرضى حرج للغاية وخاصة عميد أسرى الجنوب الاسير نعيم الشوامرة وإن هذه سياسية إسرائيلية مقصودة لقتلهم داخل السجون، ونحن لا نريد العودة لتجربة مسيرة ابو حمدية وعرفات جرادات وحسن الترابي وأضاف قراقع، "اذا كانت إسرائيل تريد سلاما فلا يجوز إن يبقى الأسرى داخل سجون الاحتلال، ولا سلام بدون حرية الأسرى".
من جانبه، طالب رئيس نادي الأسير قدوره فارس، بالضغط على الحكومة الإسرائيلية، لإنهاء معاناة الآلاف من الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجونها، مؤكدا أن الأسرى سيصمدون في وجه هذه الهجمة الشرسة وسينتصرون عليها كما فعلوا في السابق، وقال انه ان الأوان لمحاكمة مديرية السجون على جرائمها بحق الأسرى والأسيرات مطالبا كافة المؤسسات الدولية والحقوقية التحرك بشكل فعال وقوي لملاحقة مرتكبي الجرائم بحق الأسرى وخاصة المرضى منهم وطالب برفع مستوى التفاعل الشعبي والجماهيري لما تشكل ذلك رافعة معنوية لصمود الأسرى في حربهم مع مديرية السجون التي تسعى لكسر إرادتهم عبر سياسة القمع والتنكيل.
واستنكر في الوقت نفسه تصعيد مصلحة السجون الإسرائيلية، في إجراءاتها القمعية ضد الأسرى، بالتزامن مع الشروع مع جلسات المفاوضات المباشرة، والتي طالت الأسرى في كافة مراكز الاعتقال والتوقيف، مشددا على أن استمرار اعتقال الأسرى هو نتيجة عجز المجتمع الدولي وآلياته عن لجم تلك جرائم الاحتلال الإسرائيلي وكذلك على ضرورة تطبيق بنود وآليات اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية وشعبنا الخاضع للاحتلال، داعيا المواطنين والمؤسسات إلى ضرورة الالتفاف حول قضية الأسرى الذين يعانون من الممارسات القمعية والإهمال الطبي في المعتقلات والزنازين الإسرائيلية، إضافة إلى توحيد كل المواقف والجهود الوطنية، وإعادة الاعتبار لبوصلة الصراع الحقيقي المتمثل في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ومشاريعه التصفوية لحقوق الشعب الفلسطيني.
من ناحيته، قال مسؤول لجنة أهالي الأسرى عبد الرحيم السكافي "إن أقل ما نقدمه للأسرى هذه المهرجانات والاحتجاجات التضامنية معهم، وهم الذين قدموا حياتهم وحريتهم من أجل حرية القدس، والقضية الفلسطينية، وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، مؤكدا أن قضية الأسرى ستظل القضية الوطنية الأولى حتى تحريرهم من السجون".
ونقل علي القاضي وهو والد الأسير محمد رصيد القاضي رسالة من الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال إلى جماهير الشعب الفلسطيني قال فيها "ان الوضع داخل السجون لم يعد يطاق أمام سياسة القمع والاعتداءات عليهم وأمام سياسة الإهمال الطبي والعزل الانفرادي وأن سجون الاحتلال ومعسكراته تحولت إلى قبور لهم فهي لا تصلح للحياة البشرية تفتقد للحد الأدنى من المقومات الإنسانية". موضحا أن الرسالـة طالبت الـرئيس محمود عباس بتجديد طلب انضمام فلسطين إلـى المحكمـة الجنائيـة الدولية وقال إن الهدف من الانضمام إلى المحكمـة هو"محاكمة قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين أمامها على الجرائم التي ارتكبوها وتحريك دعوى جنائية ضد قادة إسرائيل وجنودها ومحققيها.
وفي نهايـة المهرجان وبتكليف مـن هيئـة قيـادة حركة فتح في سجن "ريمون" قام رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس بتقديم درع إلى سيادة الرئيس محمود عباس لجهوده في الإفراج عن عمداء الأسرى وقام وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع وبتكليف من نفس أسرى ريمون بتقديم درع إلى دولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله إضافة إلى الطفلتين ابنتي الاسيرين جمال الرجوب موجه عام الأسرى في سجن ريمون وكذلك الاسير منيف ابو عطوان بتقديم دروع تكريمة لعدد من القيادات تقديرا لجهوده ودورها في الدفاع عن قضية الاسرى.