"ماس" يعقد محاضرة "يوسف صايغ التنموية" لعام 2013

رام الله - معا- نظم معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) اليوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، المحاضرة التنموية السنوية الخامسة التي تحمل اسم الاقتصادي الفلسطيني المرموق، الدكتور يوسف صايغ (1916-2004)، بحضور حشد من الفعاليات الرسمية ورجال الاعمال وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميين والمهتمين.

وقدم المحاضرة لهذا العام الاقتصادي البريطاني البارز، الدكتور روبرت ويد، أستاذ الاقتصاد السياسي والتنمية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

وتم تنظيم محاضرة هذه السنة بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني ضمن برنامج "تدويل التعليم العالي" الذي ينفذه في عدة دول حول العالم بما فيها فلسطين.

وتناول البروفيسور ويد في محاضرته موضوع "السياسة الصناعية الجديدة: الدولة الريادية كعنصر مكمل لاصحاب المشاريع الخاصة"، الذي يعتبر من أهم قضايا الساعة التي تحاول القاء الضوء على دور الدولة في التنمية الاقتصادية وجهود إعادة التفكير في مبادئ الليبرالية الجديدة التي عرفت بإعلان "اجماع واشنطن"، وعلى وجه الخصوص من ذات الدوائر القيادية في الاقتصاد العالمي: البنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية (OECD) التي كانت جزءاً من هذا الإجماع.

وقال ويد: بينما كان تعبير "السياسة الصناعية" بالكاد يذكر، وفقط من أجل رفضه، شهدت السنوات الأخيرة ظهور العديد من الدراسات الجديدة التي تبين كيف كانت الولايات المتحدة تطبق سياسة صناعية قوية - وناجحة جدا بشكل عام- على مدى عقود، ومتزايدة الحدة خلال الألفية الثالثة، ولكنها ظلت بعيدة عن الأعين وبدون أن تسميها "سياسة صناعية"، كما يبدو أن نصيحة البنك الدولي الراسخة منذ زمن بعيد، لحكومات الدول النامية بوجوب حصر دورها في توفير الإطار المؤسسي المناسب لإستثمارات وابتكارات رجال الأعمال، كانت تتجاهل ممارسة الولايات المتحدة نفسها للسياسة الصناعية الفعالة، وركز على كيفية قيام الحكومات المتوسطة الدخل بتنظيم وظيفة السياسة الصناعية الفعالة في الدولة.

وافتتحت المحاضرة بكلمة لمدير عام المعهد د. نبيل قسيس أعطى خلفية عن سلسلة محاضرات يوسف صايغ التنموية، وذكر أن المعهد يقوم سنوياً بتنظيم المحاضرة تخليداً لذكرى الراحل د. صايغ وتقديراً لدوره في خدمة الاقتصاد الفلسطيني والقضية الوطنية بشكل عام، وفي تقديمه للبروفيسور ويد قال إن المحاضر أعد الكثير من الأبحاث والدراسات في السنوات الأخيرة حول قضايا عدم المساواة العالمية والاقتصاد والمالية العالمية والدور الريادي للدولة وأخلاقيات الاقتصاد.

وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور صايغ هو واحد من أبرز الاقتصاديين العرب في القرن العشرين وكان ممن تركوا بصمات واضحة على أبحاث التنمية والتكامل الاقتصادي في الوطن العربي. وكانت له إسهامات هامة في التنمية الفلسطينية، حيث ترأس الفريق الكبير من الخبراء الذين قاموا بوضع البرنامج العام لإنماء الاقتصاد الوطني الفلسطيني (1994-2000). وكان الدكتور صايغ عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لسنوات طويلة، وكان عضواً في أول مجلس أمناء للمعهد.

يذكر أن المحاضرة أقيمت بدعم من معهد كينيون وشركة باديكو القابضة.