منتدى الإعلاميين ينظم اعتصاما تضامنيا مع الصحفي المقدسي أبو خضير
نشر بتاريخ: 27/11/2013 ( آخر تحديث: 27/11/2013 الساعة: 17:18 )
غزة - معا - نظم منتدى الإعلاميين الفلسطينيين اليوم الاربعاء وقفة تضامنية مع الصحفي المقدسي محمد أبو خضير وزملائه الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة بحضور لفيف من الصحفيين ومؤسسات حقوق الإنسان ووفد من المكتب الإعلامي الحكومي وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية.
الوقفة جاءت للتأكيد على التضامن والاستنكار ورفضا لأساليب الاحتلال الإسرائيلي في قمع الإعلاميين الفلسطينيين بكافة الأشكال في محاولة منه لقتل الحقيقة عبر اعتقال الصحفي الفلسطيني واستهدافهم في كافة الميادين لقتل الحقيقة من أجل أن تصمت أقلامهم وتموت صورهم، إلا أن التضامن الصحفي اليوم أثبت عكس ذلك.
ورفع خلال الاعتصام صور الصحفيين المعتقلين، والشعارات المطالبة بإطلاق سراحهم فوراً، إضافة إلى حماية الصحفي الفلسطيني وعدم تعريض حياته وحريته للخطر، كذلك مناشدات للمؤسسات الدولية والحقوقية للتدخل من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.
جنود الحقيقة
وقال رئيس منتدى الإعلاميين الصحفي عماد الإفرنجي:" اليوم نتضامن مع أنفسنا ومع زملائنا الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في القدس والضفة المحتلة.. فاليوم نتضامن مع (14) صحفيا معتقلا كان آخرهم اعتقال الزميل الصحفي محمد أبو خضير".
وأضاف: "الصحفيون هم الجنود المجهولون فهم يكتبون عن الناس ويتابعون الألم والأمل لهم ويتابعون تضحياتهم وقصصهم، ويوثقون أحداثهم لكن القلة القليلة من تتابع ألمهم ومعاناتهم".
وقال الافرنجي "نتضامن مع صحفيين فلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا نجد أحداً يتحدث عنهم كان أخرهم اعتقال "أبو خضير" الذي اعتقل في السادس من الشهر الجاري بعد تغطيته لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وذلك لدى وصوله إلى مطار اللد حتى تم اعتقاله والزج به في سجن بئر السبع".
وأضاف الإفرنجي:"من أمام مقر الصليب الأحمر في غزة نبرق بالتحية إلى كل الأسرى الفلسطينيين القابعين كالأسود وراء قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي ونخص بالذكر على وجه الخصوص هنا زملاءنا وأحبابنا الصحفيين الفلسطينيين فبعضهم يقبع منذ أشهر عديدة تحت مسمى معتقل إداري وملفات سرية لا يريدون لأحد أن يعلم بها وقد تجد سبب الاعتقال أنه أجرى لقاء مع هذه الشخصية أو تلك , وتلك جريمته وأحيانا جريمة البعض أنه يكثر من الحديث عن الاستيطان وعن الأسرى وعن القدس وعن المفاوضات غير المجدية".
وأردف قائلاً:" يريدون منا ألا نتحدث عن حقوق شعبنا حتى لا نعتقل، يريد الاحتلال ان نصمت، ولكن رغم المعاناة والاعتقال إلا أننا في هذا الاعتصام نؤكد على ثبات الصحفيين وإثباتهم في كل مرة أنهم على مستوى التحديات والموقف".
وأضاف: "زملاؤكم في قطاع غزة يقفون إلى جانبكم وسيفعلون ما يستطيعون من أجل أن تبقى قضيتكم حاضرة ونمارس بها كل الضغوط على كل المحافل الدولية والعربية والمحلية ونضمن لكم إفراجاً عاجلا وسريعا وكريما وأيضاً نبرق بالتحية إلى عائلاتهم، فهم أكتر من يكتوي بألم الفراق ".
وتابع: " نعايش ذكرى العدوان على غزة التي استشهد فيه ثلاثة من الصحفيين وجرح فيه نحو 17 صحفيا، ورغم ذلك ففي كل مرة يؤكد الصحفيون أنهم دائماً على خط الدفاع الأول عن شعبهم وعن قضيتهم يخوضون معركتهم ومعركة شعبهم مع الاحتلال من خلال الكلمة والصورة يوثقون الحدث ويتابعون القصة".
وأضاف الإفرنجي:" الصحفي ينقل الخبر الصادق وبمهنية عالية حتى اعترف الاحتلال الإسرائيلي وإعلامه الدعائي بتقدم وانتصار الإعلام الفلسطيني المتميز بالدقة والمهنية والجرأة والشجاعة على إعلام الاحتلال".
معاناة متواصلة
وشاركت في الاعتصام التضامني نور ابنة الصحفي "أبو خضير" عبر اتصال هاتفي من القدس المحتلة، عبرت من خلالها عن معاناة والدها في سجون الاحتلال وبالوقت نفسه معاناة العائلة جراء اعتقال والدها.
وقالت:" لقد تعلمنا أن الإعلام هو السلطة الرابعة ويستطيع أن يغير الكثير لكن الأمر مختلف فالصحفي حينما يقول كلمة الحق فإنه يعتقل وينتهك أبسط حقوقه الإنسانية"، موضحة أنه يتم محاكمته بشكل سري ويتم تأجيلها من وقت لآخر، وتساءلت عن دور مؤسسات حقوق الإنسان من قضية والدها واعتقاله؟!؟.
ولفتت، إلى أنه حينما تم اعتقال والدها لم تعلم الأسرة عنه شيئا وتم منع عائلته من مقابلته أو حتى وجود محامي له وتم الهجوم على المنزل والاستيلاء على أشياء والدها منها أجهزة الحواسيب والاتصالات المختلفة.
الاعتقال التعسفي
بدوره قال مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان جميل سرحان:" نتابع بألم اعتقال الصحفي الفلسطيني "أبو خضير" وكل زملائه الصحفيين المعتقلين فننظر للأمر بقلق الذي يؤكد على أن الاعتقال تعسفي وجاء بالوقت الذي تتعالى به الأصوات بضرورة توفير الحماية للصحفي الفلسطيني".
ولفت، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس العديد من الأساليب "غير الإنسانية" بحق الصحفي الفلسطيني من عمليات اعتقال وتعذيب وأسر وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية، مشدداً على تضامن المؤسسات الحقوقية مع الصحفي "أبو خضير" ومع كافة زملائه المعتقلين، وأكد على أن الاعتقال الإداري مخالف لكافة قواعد القانون ولابد العمل على إنهائه.
وبين سرحان، أن الاعتقال الإداري للصحفي والمواطن الفلسطيني يشكل انتهاكا واضحا وصارخا لحقوق الإنسان، مضيفاً :" هذا الاعتقال ينتهك الحريات وحرية الرأي والحقوق"، مشيراً إلى حرمان المعتقل الفلسطيني من أبسط حقوقه ووضعه في ظروف مخالفة لأبسط حقوقه الإنسانية، موضحا أن الأسير يحرم من حق العلاج وكل ما يقدم له هو حبة "أكامول" بمثابة مسكن خفيف.
الصحفي نبراس الشعب
من ناحيته، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن أبو رمضان، :" إننا اليوم جئنا لنؤكد على تضامناً مع الصحفي "أبو خضير" وكافة زملائه المعتقلين لنؤكد على أن المعتقلين يشكلون نبراساً للشعب الفلسطيني فهم على خط مقاومة المحتل".
ولفت، إلى أن الاحتلال يستهدف الإعلام الفلسطيني بكافة الأشكال من خلال الاعتقال والقتل والإصابة في محاولة منه قتل الحقيقة، مبيناً أن هنالك العديد من التقارير الدولية التي أكدت على اقتراف الاحتلال الإسرائيلي العديد من الجرائم بحق الصحفي الفلسطيني.
وذكر، أن الصحفي الفلسطيني له العديد من المواقف البطولية التي من خلالها وثق الجرائم الاسرائيلية عبر الصورة والكلمة، مشدداً على التضامن والوقوف بجانب الصحفيين وفي مقدمتهم "أبو خضير"، وأكد على ضرورة الوحدة من أجل التصدي لهمجية الاحتلال الإسرائيلي وأساليبه "غير الإنسانية" بحق الإنسان الفلسطيني والإعلامي الفلسطيني.
ثم سلم رئيس منتدى الإعلاميين ووفد من الصحفيين مذكرة خاصة لمدير الصليب الأحمر بمدينة غزة كريستيان كرويد تدعوه الى بذل كل الجهود لمتابعة ملف الصحفيين المعتقلين وملف ابو خضير على وجه الخصوص ، ووعد مدير الصليب الأحمر بإيصال الرسالة للجهات ذات العلاقة، خاصة وأن الصليب يسعى لترسيخ مبدأ حماية الصحفي وحرية الإعلام.