نشر بتاريخ: 27/11/2013 ( آخر تحديث: 27/11/2013 الساعة: 19:47 )
بقلم :جواد عوض الله
تعد كرة القدم من اكثر الأنشطة والرياضات شعبية في العالم ،وهذه الشعبية المتزايدة عاما بعد عام ، لم تأت من فراغ ،بل بما تحمله هذه اللعبة من اثارة ومتعة وجديد وجدية ،ومتابعتها ومتابعة لاعبيها ونجومها ،لم تتوقف منذ انطلاقتها ،وعليه اصبحت لهذه اللعبة مكانة ومساحة في اجندة كل فرد فينا ،يسال عن المباريات ويرصد اللاعبين وحراكهم وتنقلاتهم وحضورهم وحتى إصاباتهم ،ومناسباتهم،وتجد كثير من المتابعين ملم بمشتقات اللعبة ومنظومة برامجها وأوقات بث مبارياتها ،وقنوات عرضها وكأنها جزأ من اولوياته ، وأصبح كذلك لكل فرد منا منظومته الرياضية الخاصة ،من لاعبين نجوم ومن فرق رياضية ومن اندية ومنتخبات في اطار التشجيع والمناصرة والمتابعة .
نحن في عصر الفضائيات ،والبث المباشر للمباريات يخلق النقاشات والتباين في الآراء والمفاضلات بين انصار وأتباع هذه الكوكبة من مشاهير الرياضة الكروية ومناصري هدافيها في كل اللقاءات والمباريات ،ويعلم المتابع ان هذا الميدان حافل بالاختلافات بين اذواق مشجع لهذا النادي او هذا اللاعب وزميله في الملاعب ، ونتفهم ذلك كأشخاص عاديين ،ان تصدر منا المناكفات ،وربما نتحيز لهذا على حساب ذاك او لنجم على آخر ،..كتفضيلي للدون مثلا على ميسي ،رغم اعترافي بان كليها نكهة وملح للمباريات ؟
من هنا ،ارى ان لكل لاعب وهداف بصمة ولكل لاعب طبعة ولكل هداف مذاق ونكهة ومن هنا ان كان لا مفر من المقارنات ومن الجوائز التي تمنح للمهاجمين والهدافين في الملاعب ،بشرط ان تبقى في اطار المشجعات والمحفزات ،ويجب ان نتعامل بموضوعية ومهنية بعيدا ان الارتجالية والعواطف والرأي الشخصي والدخول للخصوصية الشخصية .
وعليه مطلوب خلق مزيد من الحوافز لهؤلاء النجوم لتقديم وإخراج الأفضل لديهم ،بما ينعكس على المتعة الكروية والرقي بها ، وخلق المنافسة وتقديم المزيد لزيادة المتعة والإثارة لهولاء النجوم بما ينعكس ايضا على جودة ومنظومة اللعب والملاعب العالمية ،وعلى المؤسسات الرياضية العالمية توفير كافة الظروف والمناخات العادلة ،ووضع اسس ومعايير وجداول واضحة يستند اليها المقيم والمتابع اثناء ترشيحه للاعب وأثناء تقيمه للأداء ،من خلال مخرجات رقمية ومعطيات مادية ،وفي نفس الوقت يجب عزل كافة القضايا غير الرياضية التي قد تؤثر في مسار وخط سير عملية التقيم لهذة الجوائز ، وغيرها ، ومن ابرزها عزل الانتقادات والتصريحات الصحفية وخاصة الشخصية اثناء عملية المفاضلة.
وعطفا على موضوع التنافس للفوز بالقاب الجوائز العالمية ، يرى البعض ان من حق السيد جوزيف بلاتر ومن واجبه ،كقائد لكرة القدم العالمية ان يعطي رايه في اللاعبين المحترفين النجوم ،تقيما، وتوصيفا ،وترشيحا ...وغيره ، باعتباره راعي كرة القدم العالمية ،ويرى البعض الآخر ان حديث بلاتر ربما يكون منصفا اكثر لو لم يتطرق الى شخصنة الامور بالأسماء في هذه الأثناء ،وقدم النصح لأبنائه اللاعبين من باب تمرير النصيحة لا التصيد للأخطاء ،ان كان ما ادان به الدون ،والمقصود هنا كريستيانو رونالدو يدخل في اطار التهم ،وارتقت هذة التهم لمستوى الآدانات ،؟!
نعم ،جاءت تصريحات السيد جوزيف بلاتر رئيس الأتحاد الدولي لكرة القدم ناقدة ،وحادة ومباشرة ،وصنفها بعض الأعلامين بانها هجومية ،...على مهاجم بثقل رونالدوا،.تحدث فيها عن قصات شعره الصبيانية ومشيته العسكرية ..؟! ،
من وجهة نظر المتابع والأراء الصحفية ،ومتابعي الكرة العالمية ،لم يقدم حديثه السيد بلاتر بروح رياضية او تربوية ،وافتقرت كلماته للحكمة ،في وقت وفتره زمنية حساسة يبدو فيها نجوم عالم الكرة احوج لتصريحات تتصف بالحيادية وبالمهنية والموضوعية ،وان كان من حق (بلاتر) كرئيس للفيفا ابداء الراي ، فليس بالمقارنة باللفظ والإيماء بالمفاضلة مع لاعبين آخرين ،خصوصا ان هذة المقارنات حديث الشارع والملتقيات الرياضية العالمية ، منذ فترات ومنذ صعود نجوم المستديرة وهدافيها بالذات في المستطيلات ، وان كان كذلك من حقه فليس في هذه الأوقات التي تشهد منافسة على جوائز الإتحاد الدولي لكرة القدم بين النجوم واللاعبين والهدافين ،فهذه اوقات حساسة فيها تنافس على جائزة الحذاء الذهبي ..وجائزة الكرة الذهبية ،وغيرها.... من جوائز، يجريها الإتحاد الدولي (الفيفا)بالتعاون مع بعض المجلات الرياضية المتخصصة ،مما قد يؤثر هذا الحديث في ترشيح الصحافيين والمعنيين ،وينعكس بالتالي على النتائج والفوز لبعض المهاجمين بهذه الألقاب الرياضية ،
نعم ،توقيت حساس ،يتنافس فيه النجوم عامة وهدافي الكرة خاصة داخل الملعب وخارجه على جوائز الفيفا .؟
من هنا يرى البعض ان حديث السيد بلاتر فيه تحامل على المهاجم رونالدو ،حيث لم يتحدث بلاتر عن صورة من صور رونالدو الرياضية وإبداعاته الفنية ، رغم انتشار صوره في كافة اصقاع الكرة الارضية ...وتجد انصاره من المتابعين والمشجعين مفتخرين بفنياته ،وصوره تملا المقاهي والملاعب والمدرجات ،وصفحات (الفيس )وغيرها من معلقات...في اشارة لشعبيته ومحبته كمهاجم مقنع ،محبوب ،بكل اللغات والطرق والوسائل والأدوات ،وأدائه مليء باللمحات والإبداعات .
نقول من حق المتابع العادي الدخول في مثل هذه القضايا الخلافية بين مؤيد ومعارض او مشجع لنادي معين ومناصر لآخر ،ومناصر للاعب هنا ،وهداف هناك ،حيث يكثر الحديث بين انصار الفرق الرياضة واللاعبين في الملتقيات الرياضية حول هذه المفاضلة ،وقد تمتد هذة المفاضلة واحيانا المماحكة في الأنتصار لبعض هؤلاء النجوم الى الأسرة الواحدة ،والزملاء بالعمل ،وغيرها من منظومات اجتماعية .....وهذا طبيعي في عرف الأختلاف في الراي ؟!
لكن من يتقلد مناصب حساسة للمنظومة الرياضية عليه التحرك بعدالة وبمهارة وبحكمة وحنكة رياضية داخل اروقة القارات والدول والجوائز والأندية والبطولات وغيرها من متناقضات .... ،لما في ذلك من حساسية للراي والكلمة ،والتاثير على المتابع والمشجع وأنصار الكرة ،ومتابعي حراكها ، وعليه السير دون المساس بالمسلمات احيانا ، فلا احد في عالم الكرة ينكر اداء ميسي الرائع مثلا وابداعاته ايضا ،كما لايمكن انكار هداف بثقل الدون رونالدو كريستيانو ،...؟!
وعليه ، المساس بثابت من ثوابت ورموز الكرة العالمية وهدافيها ،وبنجوم بثقل رونالدوا ...؟،لا ياتي في سياق الحديث العادي العابر في وسط معركة التنافس والمقارنات والمفاضلات ، بل ياتي في سياق التاثير على مجريات وتوجيه بوصلة المقييمن نحو لاعب دون آخر ،وهذا ليس من المهنية ،وليس من واجبات رئيس المنظمة الدولية ،بل عليه ان يكون محايدا ،لتصبغ هذه الجوائز ومجرياتها بالعدالة الرياضية .
من هنا ،ان اداء رونالدو المقنع وثبات مستواه ،طيلة فترة نجوميته ، حمل رسائل متعددة ،وفيها ما فيها من اجابات والرد على تصريحات بلاتر والمشككين بنجوميته ليحظى بإحدى جوائز الفيفا ،نعم رده جاء بالفعل والقول والأداء المميز وما صنعه وما سجله من اهداف في الدوري الأسباني والأوروبي في اطار مباريات ناديه ريال مدريد ،كانت كافية لثبات علو كعبه وإشباعه للمتابع ،وما احدثه من صدى على خلفية تسجيله لأربعة اهداف في لقاءات البرتغال ذهابا وإيابا ضد السويد ،كان لها شرف تأهل البرتغال لكاس العالم ،كانت فوق الإشباع، ويرى البعض ان هذا الأداء المقنع ادى الى مراجعة البعض والمترددين في منحة جائزة الكرة الذهبية،ودفع الإتحاد الى تأجيل موعد انتهاء التصويت على هذه الجائزة الى تاريخ 29 من الشهر الحالي ،.....وانا لمنتظرون ؟؟.
واخيرا ،ان (الدون )في رده على السيد جوزيف بلاتر ،عندما تحدث الأخير خارج النص عن مشته العسكرية وقصة شعره "الصبيانية" تاركا ابداعاته وقدراته وفنياته ومهاراته وامكاناته واسقط كافة مقدراته ،وخاصة ان الدون يسجل بالراس والقدم اليمنى واليسرى ،ومن الثبات والحركة ،نعم اسقط كل مواهب رونالدوا وتحدث بان مشيته العسكرية ...وغيرها من قشور،وتهم لم ترق للسلبية ....؟! نعم يرى المعظم ،بان رونالدو ليس مدانا ،باي من هذه الجرائم والتهم ،فمشته العسكرية جزء من قوامه الرياضي وطوله الفارع ،الذي انعكس في الميدان بتهديفه الرائع ،وعضلاته المفتولة ،التي لم تنفصل عن فنياته ومهاراته الرياضية ،بل انعكست على سرعته ومراوغته ، ودقة تمريراته وتصويباته بين العارضات ،مسجلا الأهداف بكل دقة واتقان في معظم التصويبات ،ويستحق على ثبات ادائه طيلة فترة نجوميته العديد من الجوائز ،وغيرها من اوسمة رياضية ،؟! وخاصة ان رونالدو لم يسجل بحقة انتهاكات اخلاقية او خروج عن القانون ،او تعاطى للمنشطات الرياضية ،ولم يتهرب من ملف الضرائب امام المحاكم القضائية ؟!
وعطفا على هذا التنافس المحموم ،للفوز باحدى الجوائز او جلها ،يرى البعض ان النجوم والهدافين جزأ من الملكية الرياضية العالمية،التي يجب المحافظة عليها ،حيث يعطون المباريات رونق ونكهة ،وبوجودهم تزداد المباريات اثارة ومتعة ،لكافة متابعيهم عبر العالم ،نعم النجم ليس فقط لناديه او دولته وعليه هو ليس ملكا لأحد ،بل ملكيته بقدر مناصريه ومشجعيه عبر العالم وان المنافسة يجب ان تبقى في اطار الاحترام الكامل لهؤلاء النجوم ومحبيهم اجمعين، وكرة القدم العالمية بحاجة للحفاظ على شخوص الهدافين ومعنوياتهم ونفسياتهم وسلامتهم الصحية ،باعتبارهم ملكية لمتابعي وعشاق المنظومة الرياضية ( رونالدو وميسي وريبيري )وغيرهم من نجوم ...بدونهم لا متعة في متابعة المستديرة الساحرة؟!
سيدي جوزيف بلاتر ،اننا في فلسطين نحترمك ونقدر عاليا وقفتك معنا في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية لقطاع الرياضة الفلسطينية ، ونحب ونعشق الرياضة عامة وكرة القدم خاصة،وفينا من يحب برشلونة وميسي كما نحب الريال ورونالدو ،؟
من هنا عذرا نقولها لك ،ان اختلف بعضنا معك ...فالدون غير مدان ؟!
[email protected]