الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

موشيه ارنس: رغم الاتفاق مع إيران تبقى أمريكا حليفتنا الوفية

نشر بتاريخ: 27/11/2013 ( آخر تحديث: 28/11/2013 الساعة: 09:34 )
بيت لحم - معا - تفاقم الجدل الإسرائيلي العلني حول الاتفاق المبرم بين الدول العظمى وإيران وباتت تسمع أصوات مختلفة وتختلف مع أصوات الحكومة الرافضة والغاضبة والمهاجمة والمستنكرة للاتفاق والمشككة بوفاء أمريكا والغرب لمصالحها الأمنية الوجودية.

وفي سياق الجدل المذكور كتب وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق " موشه ارنس" مقالا نشرته اليوم " الأربعاء" صحيفة " هأرتس " العبرية تحت عنوان " امريكا حلفينا الوفي" تحدث فيه عن بدايات التغير الأمريكي والغزل مع إيران ومحاولات إسرائيل وقف وصد إحباط التوجه الإيراني وصولا إلى كيفية وجوب التعامل مع الحليف الأفضل والأكبر وعدم المغالاة في التصريحات ضده على خلفية الاتفاق .

"فور فوز الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني وظهور وجهه المبتسم أمام الولايات المتحدة تحول أسلوب معالجة الملف النووي الإيراني إلى موضوع خلافي بين اوباما ونتنياهو ليتحول موقف عدم الاتفاق مع أمريكا إلى موضوع وقضية للجدل العلني اخذ يزداد قوة وحدة .

ليست المرة الاولى التي تشهد فيها العلاقات الإسرائيلية الأمريكية خلافات في الرؤى لكن الطرفين كانا بوجه عام يبذلان جهودا كبيرا لعدم خروج هذه الخلافات الى العلن رغم كشف أمريكا أمام الجمهور بعض الخلافات المتعلقة بالاستيطان في " يهودا والسامرة " " قال موشه ارنس .

" لكن الجدل المتعلق بكيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني وصل أبعادا غير مسبوقة لا مثيل لها ولم يحجم المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين عن التعبير العلني عن رأيهم مرة تلو أخرى وحاول نتنياهو الذي وصف الاتفاق مع ايران بـ " الصفقة السيئة " إقناع عدد من أعضاء مجموعة 5+1 بتغير موقفها من هذا الاتفاق لكن اتفاقا مرحليا تم توقيعه وبات من المعلوم والواضح ان نتنياهو سجل فشلا كبيرا في جهوده المذكورة " أضاف ارنس .

ويعكس الاتفاق الفرق بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي ويقضي بموافقة إيران على عدم توسيع البنية التحتية النووية الواسعة أصلا التي بنتها بتكلفة عالية جدا وبالتالي ظلت قدراتها على إنتاج سلاح نووي قائمة ويقول الموقف الإسرائيلي بضرورة تفكيك إيران بنيتها التحتية النووية ما يعني التخلي عن قوتها على تطوير سلاح نووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية وليس من الصعب فهم أسباب طرح الاختلاف في المواقف بشكل حاد وبأسلوب متطرف حيث ترى الولايات المتحدة بسعي ايران لامتلاك سلاح نووي كخطر محتمل يهدد استقرار العالم فيما ترى إسرائيل في ذلك خطرا حقيقيا يهدد وجودها وهناك الكثير من الخطابات الإيرانية التي تظهر إن المخاوف الإسرائيلية على وجودها ليست ثمرة خيالها وما أقوال "خامينئي" التي أدلى بها أثناء مفاوضات جنيف وشبه فيها إسرائيل بالكلب المسعور الا دعما وتأكيدا يقوي ويعزز الانطباعات القائلة بان شيئا لم يتغير في طهران .

واختتم ارنس مقالته بالقول " ان الموقف الذي تبنته الولايات المتحدة حيال القضية النووية الإيرانية خيب أمال الكثير من الإسرائيليين لدرجة أن أصوات تسمع هنا وهناك تدعو إلى ضرورة البحث عن حلفاء آخرين يحلون مكان منظومة العلاقات التي بنيت مع الولايات المتحدة على مدى سنوات طويلة ويبدو ان مصدر هذه الأصوات والدعوات يعود إلى عدم إدراك مطلقيها مدى عمق العلاقات التي نشأت بين الدولتين والقائمة على القيم المشتركة و مع أن الولايات المتحدة ليست الدولة الديمقراطية الوحيدة في العالم فإنها الديمقراطية الرائدة وسياسيتها الخارجية تتأثر كثيرا بمنظومة القيم التي تتمسك بها .

والأسس التي تقوم عليها العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة لم تتغير ألبته وستتجاوز إسرائيل والولايات المتحدة الاختلافات بينهما والمتعلقة بأسلوب تحقيق الأهداف المشتركة وستستمر هذه العلاقات بثبات ورسوخ لسنوات طويلة قادمة فما زالت واشنطن أفضل صديقة لإسرائيل بين الأمم وسيبقى الحلف بين الاثنتين على حاله".