الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

القوة التنفيذية.. جهاز أمني في دائرة الاستهداف ومرمى الصواريخ

نشر بتاريخ: 28/05/2007 ( آخر تحديث: 28/05/2007 الساعة: 15:04 )
خان يونس- معا- على مدار أسبوعين متواصلين تستهدف الحكومة الإسرائيلية وطائرتها مواقع القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، حيث دمرت الطائرات معظم مقرات هذه القوة المحسوبة على حركة حماس، في إشارة واضحة من حكومة الاحتلال على استهداف القوة العسكرية لحركة حماس وبنيتها التحتية، بالإضافة إلى استهداف كوادر كتائب القسام من مطلقي الصواريخ على التجمعات الإسرائيلية، والتي يعمل عدد كبير منهم في القوة التنفيذية التي إنشأها وزير الداخلية السابق سعيد صيام.

وقد أثار تشكيل هذه القوة من حيث شرعيتها وقانونيتها ومهامها جدلاً واسعاً ودامياً لم ينته إلى اليوم.

نشأة القوة..

نشأت القوة بقرار من وزير الداخلية السابق سعيد صيام بعد ان ادعى فشل كل الجهود الممكنة للتعاون وتجاوب قادة الأجهزة الأمنية معه، فعمد إلى إنشاء قوة تطبق رؤيته الأمنية, وتساعده في تنفيذ أوامره.

وقال صيام إن القوة جاء قرار تشكيلها لتكون أداة تنفيذية قوية وتكون مساندة للأجهزة الأمنية في مواجهة حالة الفلتان الأمني والفوضى القائمة- حسب قوله.

تركيبة القوة التنفيذية..

حسب إحصائية الأرقام الواردة من المكتب الإعلامي للقوة التنفيذية يبلغ العدد الإجمالي لعناصرها 6300 عنصر موزعين على معظم فصائل المقاومة منهم 4300 عنصر من كتائب القسام، فيما توزع العدد الباقي على كل من: المقاومة الشعبية وجبهة التحرير العربية والجبهة الشعبية "وديع حداد" وكتائب شهداء الأقصى والجبهة الديمقراطية، ألا أن عناصر الجبهة الشعبية على الاقل انسحبوا منها خلال المواجهات السابقة واقتصرت كتائب الاقصى على المجموعات التابعة للناطق باسم الداخلية خالد ابو هلال وفرع منشق عن كتائب الشهيد احمد ابو الريش.

التسليح والعتاد العسكري..

تمتلك القوة التنفيذية عدداً من السيارات العسكرية المخصصة لنقل عناصرها يبلغ حوالي 200 سيارة عسكرية, ويستخدم عناصر القوة بنادق الـ "كلاشينكوف" وبعض القنابل اليدوية المصنعة محلياً، كما أن لها 16 موقعاً موزعين على قطاع غزة، موقعان في رفح ومثلهما في خان يونس، وفي المنطقة الوسطى 3 مواقع، أما في مدينة غزة لوحدها 6 مواقع، والبقية في شمال القطاع.

ويعتبر عدداً من مواقع القوة التنفيذية من المواقع الكبيرة والضخمة ولكن تم تدمير أكثر من 12 موقعاً في المواجهات الأخيرة مع جيش الاحتلال، واستشهد نحو ثلاثة عشر من أعضائها، فيما أصيب ما يقارب المائة عضو.

انجازات شرطية..

وقال المكتب الإعلامي للقوة إن عمل القوة التنفيذية تعدى الدور المخصص لها، حيث قامت بالعديد من الاعمال الشرطية، موضحاً جزءاً من انجازاتها في العام الأول لها والتي تمثلت في ضبط 296 حالة سرقة في قطاع غزة, والقبض على 147 حالة تجارة بالمخدرات ومداهمة لأوكار البيع والتعاطي, بالإضافة إلى تدخلها في اكثر من 170 حالة فض نزاع عائلي.

كما تمكنت من تحرير 47 مواطنا, عدا عن إعادة 87 سيارة لأصحابها سرقت على يد لصوص أو شبكات منظمة.

المواجهة الداخلية..

ازداد الجدل الكبير حول شرعية القوة ومدى قانونيتها والأهداف التي أنشئت من اجلها، بعد قيام القوة بمواجه وقمع الإضرابات التي كان ينفذها أفراد الأجهزة الأمنية للمطالبة برواتبهم، بعد فرض حالة الحصار الدولي على الشعب الفلسطيني في أعقاب فوز حماس في المجلس التشريعي.

وقد شكلت عمليات القمع التي قامت بها القوة التنفيذية لتلك الاحتجاجات والإضرابات حاجزا كبيراً بينها وبين عناصر وقادة الأجهزة الأمنية سرعان ما تحولت على مدار شهور إلى اشتباكات دامية سقط خلالها العشرات من القتلى من كلا الطرفين.

ولم تتوقف هذه الاشتباكات بين الطرفين الا لفترة قصيرة من الوقت يحكمها اتفاق تهدئة برعاية مصرية وفصائلية.

الانتقام ومعاقبة حماس..

ويرجع الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، السبب الرئيسي في استهداف إسرائيل للقوة التنفيذية كونها محسوبة على حركة حماس وشكلت بقرار حمساوي ومعظم منتسبيها هم أعضاء وكوادر في كتائب القسام.

وأوضح أبو سعدة، أن إسرائيل تهدف إلى إضعاف القوة التنفيذية ومن خلفها حركة حماس من خلال عمليات القصف والتدمير لمقرات ومواقع القوة، وتريد معاقبة حماس، على استمرارها في إطلاق الصواريخ تجاه التجمعات والأهداف الإسرائيلية.

وأضاف أن إسرائيل استغلت إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، لتوجيه ضربات قوية للقوة العسكرية لحركة حماس والعمل على اضعافها وتشتيتها.

وشكك ابو سعدة في قدرة اسرائيل في القضاء على قوة حماس وقوتها التنفيذية على الرغم من تشتت أفرادها بسبب استمرار القصف وتدمير المواقع، مشيراً إلى أن عدد الضحايا قليل نسبياً أذا ما قورن بحجم الحملة العسكرية على هذه القوة".

وحول إذا ما كانت تكتفي إسرائيل بضرب أهداف القوة التنفيذية دون اللجوء الى المس بالقيادة السياسية لحماس، أكد مخيمر أن إسرائيل عاقدة العزم على النيل من قادة حماس السياسيين والعسكريين خاصة بعد محاولة اغتيال الدكتور خليل الحية.

واضاف أبو سعدة "عندما تقول إسرائيل أن لا احد محصن من الاستهداف في قطاع غزة، فان إسرائيل تكون عاقدة العزم على النيل من القيادات الفلسطينية، وإذا ما أتيحت لها الفرصة من توجيه ضربة لأحد فإنها لن تتوانى في ذلك".