الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المعركة بين الادميرال والجنرال... انتخابات حزب العمل وتأثيرها على الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 28/05/2007 ( آخر تحديث: 28/05/2007 الساعة: 15:11 )
بيت لحم - تقرير معا- ولّى ذلك الزمان الذي كان فيه الفلسطينيون لا يستطيعون النوم حين تجري الانتخابات الاسرائيلية ، وصارت اللامبالاة هي سيدة الموقف في مثل هذه اللحظات !!!

ومن الواضح ان نتائج انتخابات حزب العمل الاسرائيلي ستعتمد على عاملين الاول نسبة المشاركة في الانتخابات والثاني اصوات الاعضاء العرب.

وفي العامل الاول يتوقع ان تكون نسبة التصويت عادية بحيث لا تؤثر اكثر او اقل من المعتاد, ولكن في العامل الثاني فيعتقد المحللون ان العرب هم الذين سيقّررون فوز ادميرال المخابرات عامي ايالون او جنرال الجيش ايهود باراك, وللاسف فقد ألمحت الصحافة العبرية اكثر من مرة الى ان الاصوات العربية تشترى بالمال ولا تحتسب وفق اي عامل سياسي.

تماماً مثلما ان اصوات العرب قبل سنتين هي التي حسمت نتائج الانتخابات الداخلية لصالح عمير بيرتس حين كان شمعون بيريس يتفوق في إستطلاعات الرأي.

ومهما يكن الامر فان حزب العمل الذي لا يتجاوز عدد اعضاءه مئة وعشرة الآف عضو اي ما يعادل عدد سكان مخيم لاجئين فلسطيني واحد مثل جباليا او الوحدات, الا انه يلعب دوراً حاسماً في صياغة السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين, فبعد ان تحول هذا الحزب من سيادي مطلق الى حزب متوسط الحجم, اعتاد الانتهازية وصار يسعى في برامجه الانتخابية لاسترضاء الائتلاف الحكومي طمعاً في وزارات ومناصب وتنازل عن القيادية المبنية على رؤية محددة.

وحتى لو امتلك هذا الحزب رؤية ما, فأنه غير قادر على تحقيقها بعد ان انهارت قيادته سياسياً واخلاقياً, فقتل اسحق رابين عام 1995 ووسقط شمعون بيريس في العام 1996 وفشل ايهود باراك في المفاوضات عام 2000 واعتزل شلومو بن عامي الحياة السياسية عام 2001 واستقال ابراهام بوزع من رئاسة الكنيست عام 2003 وتوجه للعمل في البزنس, وافل نجم بيغة شوحاط وعمرام متسناع وخان حاييم رامون وداليا ايتسيك وشمعون بيريس وعشرات مثلهم مبادئ الحزب وهربوا الى اول دعوة وجهها لهم شارون للانضمام الى حزب كاديما.

واليوم, واذا فاز عامي ايالون ( صاحب مبادرة ايالون) فانه سيعمل على الانسحاب من حكومة اولمرت والعودة الى سياسة ( الصفقات) مع م.ت.ف من اجل دعم وتقوية الاجهزة الامنية الفلسطينية واعادة الروح الى جسد اوسلو ولو بالصدمات الكهربائية ويحاول تقزيم القضية الفلسطينية الى قضية أمنية.

اما اذا فاز ايهود باراك فانه سيبقى في حكومة اولمرت ويواصل مغازلة اليمين الوسط ويرمى دلوه في بئر الجيش ويحاول تقزيم القضية الفلسطينية الى قضية جغرافية مبنية على الجدران والاسلاك الشائكة.

ويبقى القاسم المشترك بينهما ان الاثنين سوف يعززان الاستيطان في الضفة الغربية بينما يتحدثان عن المفاوضات .