باحث إيراني لـ معا: هناك مفاجأة أخرى على الجميع انتظارها
نشر بتاريخ: 30/11/2013 ( آخر تحديث: 01/12/2013 الساعة: 07:14 )
بيت لحم- حصري معا - أحمد تنوح - بعد توقيع اتفاق "جنيف" بخصوص الملف النووي الايراني، ازداد قلق إسرائيل التي وصفت الاتفاق بـ "الخطأ التاريخي"، فيما رحبت القيادة الفلسطينية وفصائل "المقاومة" بالاتفاق، وساد ارتياح عام في الشارع الفلسطيني بينما انقسم الموقف العربي ما بين راض عن الاتفاق وساخط إزاءه.
ما وراء اتفاق "جنيف" وانعكاساته على السياسة الايرانية اتجاه القضية الفلسطينية وعلى وجه الخصوص فصائل المقاومة التي ترتبط بعلاقات استراتيجية مع طهران، معا حاولت إلقاء الضوء على الموقف الايراني حيال هذه القضايا.
مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في طهران أمير موسوي أكد لـ معا أن اتفاق "جنيف" الموقع بين إيران ودول مجموعة "5+1" الكبرى، سيصب في صالح القضية الفلسطينية، وسيوفر لها دعماً معنوياً، إلى جانب دعم المقاومة والقضايا الأساسية التي تخص الشعب الفلسطيني من قبل إيران.
"مفاجآت إيرانية للمقاومة الفلسطينية"
وعلى صعيد العلاقة مع المقاومة الفلسطينية تحدث موسوي عن ما وصفها "بالمفاجآت" التي على الجميع انتظارها معتبرا أنها ستكون أكبر بكثير من أي مفاجآت سابقة قدمتها ايران للمقاومة. رافضاً في الوقت ذاته الكشف عن تفاصيل هذه المفاجآت.
وأضاف أن إيران حققت انتصاراً للأمة الإسلامية والعربية والقضايا الإستراتيجية وحافظت على جميع المنشآت النووية الإيرانية مفتوحة ونشطة، من خلال توقيع هذه الاتفاقية إلى جانب أنها أزالت شبح الحرب من المنطقة.
وذكّر موسوي بأن هذه الاتفاقية تأتي بعد عشر سنوات من القطيعة بين إيران والدول الكبرى، لتغيّر المعايير والأساليب في التعامل مع إيران التي استطاعت أن تجعل الدول الكبرى تخضع لإرادة الشعب الإيراني بامتلاك الطاقة النووية وفرض منطقها الدبلوماسي الهادئ والعقلاني.
إيراني لن تتخلى عن المقاومة في فلسطين
وأكد موسوي لـ معا أن إيران لن تتخلى عن المقاومة في فلسطين، "كونها ضمن المبادئ والفكر الإسلامي الإيراني"، قائلا: "إن المحور النووي الإيراني سببه القضية الفلسطينية".
وتابع أن أول كلمة قيلت من قبل مسؤول إيراني عندما قابل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد توقيع اتفاقية (جنيف) "انتبهوا لحصار غزة فإنه قنبلة موقوتة في المنطقة"، مؤكداً أن فك الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة مطلب يتصدر برنامج ايران السياسي.
وقال إن إسرائيل تتنصل من مسؤوليتها ومن الالتزام بالأخلاق والقوانين الدولية، وإن فاتورتها أصبحت مكلفة للجميع ما حذا بحلفائها أن يتجاهلوها في هذه المرحلة، مضيفاً "أن الاتفاق النووي الإيراني الأخير استطاع أن يضع حسرة في قلب إسرائيل".
وتنظر الحكومة الاسرائيلية الى الاتفاق الموقّع بين طهران والغرب حول المشروع النووي الايراني من منظور "المعادلة الصفرية"، بمعنى أن ما تستفيد منه طهران يمس بالضرورة بالمصالح الاسرائيلية. لذلك مقابل عبارة "الاتفاق التاريخي" التي وصف بها البعض ما تم في جنيف، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استخدم عبارة: "الخطأ التاريخي"، موضحا أن اسرائيل ليست ملزمة بالاتفاق الذي وصفه وزير خارجية اسرائيل ليبرمان بالنصر الدبلوماسي الكبير لطهران.
حماس والجهاد الاسلامي من وجهة إيران
وفيما يتعلق بعلاقة إيران بحركتي حماس والجهاد الإسلامي على وجه الخصوص، قال موسوي لـ معا إن حماس خضعت لمحاولات جرِّها إلى محور ممانعة خطير يتمثل بقطر، لكن سرعان ما أدركت قيادتها ذلك قبل ان تنجر إلى هذا المحور، على عكس حركة الجهاد الإسلامي التي تختلف عن حماس بعدم نظرها واكتراثها بالألاعيب الدولية وقرارات جامعة الدول العربية وأن علاقة الجهاد بإيران قوية جدا، حسب قوله.
وأضاف أن الجهاد الإسلامي يشبه حزب الله إلى حد كبير على عكس حماس التي لها عدة "ارتباطات خارجية".
إيران: دعم المقاومة الفلسطينية "إلتزام"
من جانبه، يرى المستشار السابق في وزارة الخارجية الايرانية، المحلل السياسي صباح زنجنة في حديث لـ معا أن إيران دعمت وتدعم القضية الفلسطينية والفصائل التي تلتزم بهذه القضية على طول الخط، وتعتبر أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون خالصة دون أن تدخل عليها أي قضايا أخرى، وأن الفصائل يجب أن تكون في مقدمة الرد على إسرائيل لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن حركة حماس والفصائل الأخرى ما دامت تسير على هذا الطريق "الرد على إسرائيل" سواء قبل أو بعد اتفاق النووي الإيراني فإن إيران ملتزمة بدعم العمل الفلسطيني المقاوم والمخلص، على حد وصفه.
ولفت زنجنة في حديث لـ معا إلى أن السلطة الفلسطينية جزء من الوضع الفلسطيني العام وقضيته وبحسب المنظور الإيراني فإن كل ما يقرب الفئات المختلفة من الشعب الفلسطيني ومن يمثله في شتى المجالات يكون أقرب إلى إيران، ومن هذا المنطلق تنظر إيران إلى العلاقات الفلسطينية وتطلعات الشعب الفلسطيني.
السلطة الفلسطينية: السلام خيار وحيد في المنطقة
يشار إلى أن نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، قال في وقت سابق، إن التوصل إلى اتفاق بين الغرب وايران في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني، رسالة هامة لإسرائيل، كي تدرك أن السلام هو الخيار الوحيد في المنطقة.
وقال أبو ردينة إن "الجهود الدولية التي نجحت في جنيف هي فرصة لتفعيل اللجنة الرباعية (الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي) لأخذ دورها في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، متابعا في تعقيبه على اتفاق جنيف "إننا نريد شرق أوسط خاليًا من الأسلحة النووية".
حصار غزة في صلب برامج إيران السياسية
وشدد المحلل السياسي الإيراني زنجنة على الدعم الإيراني للشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة الذي يرزح تحت الحصار الإسرائيلي، مبيّنا أن الدعم الإيراني يتمثل في الجوانب السياسية والاغاثية الانسانية، مع تأكيده على أن دعم القضية الفلسطينية وقطاع غزة كان ولا زال في صلب برامج إيران الأساسية.
وأضاف زنجنة في حديث لـ معا أن محاولات إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة كانت دائما تعمل من أجل صرف الأنظار عن الموضوع الرئيسي في الشرق الأوسط وهو القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وأن إسرائيل عملت جاهدة لتنسي هذه القضية وتبعدها عن الأذهان.
وأشار إلى أن إسرائيل سعت دوما إلى إيجاد آلية لإحباط المشروع النووي الإيراني، فجاء الاتفاق الأخير ليحبط مخططات إسرائيل ويضعها أمام الحقيقة الشاخصة بضرورة التوجه صوب الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
إيران تطالب بإخضاع النووي الاسرائيلي للاشراف الدولي
وأكد أن القضية الفلسطينية ستبقى تشكل دائما الموضوع الحيوي لكل شعوب المنطقة العربية والإسلامية، رغم محاولة إسرائيل استخدام موضوع النووي الإيراني كذريعة لصرف النظر عن حقوق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي تغير فيه وضع هذا الملف.
وتابع أن الاتفاق الأخير اسقط القناع عن إسرائيل التي تحاول أن تبعد ترسانتها النووية عن التفتيش، مطالبا بضغط دولي على إسرائيل من أجل ارغامها على اخضاع ترسانتها للإشراف الدولي.
وأردف زنجنة أن توقيع إيران على اتفاق "جنيف" مع القوى العالمية الست يحد من قدرتها النووية مقابل تخفيف محدود للعقوبات عن طهران وهو بمثابة مؤشر على بداية تقارب وثقة وأرضية مناسبة لتعامل إيران مع الدول الكبرى.
ولفت إلى ضرورة أن تصبح منطقة الشرق الأوسط منزوعة السلاح النووي ما دامت الدول تريد أن تستفيد من الطاقة النووية السلمية، فيصبح لا معنى لاستخدام الطاقة النووية لأغراض عسكرية.