الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليس المال دائما

نشر بتاريخ: 01/12/2013 ( آخر تحديث: 01/12/2013 الساعة: 16:16 )
بقلم : عبد الرحيم ابو حديد

في عالم الرياضة أصبح المال هو الذي يتحكم في تحقيق الانجازات والبطولات والميداليات ، فمن يمتلك المال يستطيع أن يشتري أي لاعب أن يذهب إلى معسكر خارجي أن يتعاقد مع مدرب كبير ان تكون له بنية تحتية رياضية كبيرة

ولكن ومن خلال ما نشاهد يتضح أن الأموال ليست هي التي تحدد الانجازات وبدا ذلك جليا في توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عندما حصل المنتخب العراقي الشاب على أفضل منتخب آسيوي بعد ان وصل الدور نصف النهائي لكاس العالم في تركيا وجميعنا يعرف ما هي الإمكانيات التي تصرف على الرياضة العراقية ، في حين ان الاتحاد الأردني حصل على أفضل اتحاد متطور في القارة الصفراء بعد معركة طويلة في التأهل إلى كاس العالم لم تكتمل ونعلم ان الأردن لا يمتلك تلك المنشات فاكبر إستاد يتسع فقط إلى 20 ألف مشجع ، في حين أن لا احد من دول الخليج حصل على أي جائزة مع العلم ان هذه الدول تصرف أموالا بشكل كبير على كرة القدم مثل قطر والسعودية والإمارات ، واعتقد ان قطر الآن تثبت للجميع بان أموالها لا تصنع مجدا فهي فشلت في المنافسة على التأهل للدور الحاسم من تصفيات كاس العالم رغم التجنيس حتى الأندية القطرية رغم النجوم لا تشاهد عدد كبير من المشجعين ، ولفت نظري قبل أسبوع تقريبا مقطع على اليوتيوب لمدرج كامل لا يوجد فيه سوى مشجع واحد ، في حين أن المنتخب السعودي رغم امتلاكه لاعبين مميزين إلا انه هناك خلل كبير في الإدارة ، وحقيقة ان السعودية إلى الآن تتغنى بالتاريخ الرياضي التليد وهذا لا ينفع رغم التأهل إلى نهائيات كاس آسيا وأبناء الشيخ زايد يسيرون بشكل صامت ومميز ولكن عند اللحظات الأخيرة ترى الارتباك يسيطر على المنظومة الرياضية الإماراتية

وهذا بدوره يؤكد أن الإرادة والإدارة هم السبيل الوحيد لكي يتم النهوض بالواقع الرياضي .

وجميعنا يعرف ان العديد من الدول حققت انجازات رياضية مثل كوبا وكوريا وإثيوبيا وكينيا وهي لا تملك أدنى مقومات مالية مثل دول العالم الأول ، إذا القضية ليست مالية .

وعلى المستوى المحلي الأرقام تشير إلى أن ترجي واد النيص هو الفريق المتصدر وهذا يعني انه الأقوى وجاء ذلك بسبب الاستقرار الإداري والفني وبسبب وجود انتماء حقيقي لدى اللاعبين والكل كان يظن بان واد النيص طفرة رياضية ستمر ، ولكنه أصبح ظاهرة رياضية ناجحة غريبة ، في حين أن فرق تصرف أضعاف مضاعفة عن واد النيص تجد الأداء متذبذب لأسباب أهمها عدم وجود رؤيا وخطط واضحة لفريقها ،إداريا وماليا وفنيا ويتم الاعتماد على الآراء من هذا وذاك ، وعند الحديث ترى خطط وتصورات رائعة وتظن انك تجلس في أوروبا وعند التطبيق لا تجد أي شيء . الواقع الرياضي لبعض الأندية مزري ليس لأنها لا تملك الأموال بل لأنها لا تعرف كيفية تجنيد الأموال ، أتمنى أن يستمر الاتحاد الفلسطيني في إقامة التدريبات لتشمل إدارات الأندية وأنا على قناعة بان المال في الرياضة ليس وحده يكفي بل بحاجة إلى تخطيط وتنظيم ومتابعة وتقييم .

وهذا الحال ليس بالرياضة فقط