ناشطات مجتمعيات يقتحمن مجال الإصلاح في قطاع غزة
نشر بتاريخ: 02/12/2013 ( آخر تحديث: 02/12/2013 الساعة: 11:05 )
غزة- معا- اقتحمت الناشطات المجتمعيات مجال الإصلاح والتدخل الأسري والحد من العنف ضد النساء في قطاع غزة وذلك في مواجهة بين الناشطات ورجال الإصلاح (المخاتير) وسط تباين الآراء وردود الأفعال حول طبيعة عمل النساء في مجال دعم النساء المعنفات من جهة و تقبل المخاتير لعمل النساء من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار، عقـد المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات لقاء الطاولة المستديرة الأول بعنوان " الناشطات المجتمعيات في حل القضايا... خطوة نحو الحد من العنف ضد النساء " اليوم في مطعم الكارينوز بمدينة غزة وبمشاركة 70 رجل إصلاح وناشطة مجتمعية وممثلين عن المجتمع المدني من كافة محافظات القطاع.
وفي هذا السياق، أكد مدير المشاريع في المركز الفلسطيني لحل النزاعات عبد المنعم الطهراوي أن فلسفة المركز في إنشاء لجان إصلاح نسوية ينطلق من رؤيته نحو المساواة بين الرجل والمرأة في مجالات العمل، فالعمل المجتمعي لا يقتصر على الرجال فهناك نجاحات نسوية واضحة حققها المركز مجتمعياً، قائلاً " إن المواجهة اليوم بين الناشطات المجتمعيات ورجال الإصلاح تأتي من أجل جسر الهوة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين لمساندة النساء والخروج باتفاق أن الناشطات المجتمعات أصبحن متطلب مجتمعي ومؤسسي للتدخل في قضايا قد يعجز الرجل عن التدخل بها لخصوصية المجتمع ".
من جانبه، شدد الأخصائي الاجتماعي بالمركز الفلسطيني لحل النزاعات سمير المقادمة على أن المركز يعمل على إعداد كادر من الناشطات المجتمعيات وفق معايير مهنية وتثقيفهن ليساندوا رجال الإصلاح في حل المشاكل والأزمات التي تنتج عن الخلافات داخل البيوت، معرباً عن ثقته بنجاح الناشطات المجتمعيات بأداء مهامهن وتخطي الصعوبات التي يضعها بعض المخاتير والسعي الحثيث لمساندة هؤلاء المختارات في دعم النساء ضحايا العنف.
من ناحيته، أوضح الدكتور نعمات علوان " أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى " إن التكوينات الفسيولوجية العاطفية والعقلانية تختلف بين الرجل والمرأة نتيجة أن ضخ الدم في دماغ الإنسان يتجه صوب الجزء العاطفي أكثر من الجزء العقلاني مما يشكل قلق من التأثير العاطفي على قرارات المرأة، مشيراً إلى إن الدور الرئيسي للمرأة في منزلها لتربية النشأ بجانب قيامها بالأعمال البيتية أكثر من الارتباط بأعمال خارج الأسرة على الرغم من أن النساء لديهن طاقات وقدرات تحمل أضعاف الرجال ".
بدورها، أكدت المختارة فاتن حرب " ناشطة مجتمعية " عن ضرورة عمل المرأة إلى جوار الرجل في حل النزاعات الأسرية حيث أنها تمتلك القدرة على معرفة حقيقة المشاكل التي تواجه النساء اللاتي يخجلن من البوح في تفاصيل هذه المشاكل أمام رجال الإصلاح، مضيفة " إن المختارات هنّ الأقدر على تشخيص المشاكل وتعريفها وإيجاد الحلول رغم جبهات الرفض التي نواجهها من بعض المخاتير إلا أننا سنستكمل دورنا من أجل المساهمة في الحد من العنف ضد النساء المعنفات ".
وفي مداخلات المشاركين والحضور، أشارت رئيس مجلس إدارة جمعية وفاق بثينة صبح على ضرورة تخصيص الأدوار التي تلعبها الناشطة المجتمعية لضمان عدم التعارض مع دور رجال الإصلاح، داعية المختارات بالعمل على الموازنة بين التزاماتهن البيتية والمهنية بالإضافة للعمل على تجهيز أماكن محددة لعمل النشاطات المجتمعيات تختلف عن الأماكن التي يعمل بها رجال الإصلاح.
فيما عارض المختار محمد الدردوني ترك المرأة لبيتها ومسؤوليتها البيتية وأن خروجها يكون لأسباب هامة كعملها في مجالي التعليم والصحة لمساعدة الرجل في المدارس والمستشفيات، قائلاً " يجب أن تعلم المرأة أن الدور الحقيقي لحل المشاكل المجتمعية تقع على عاتق الرجال وليس النساء بحسب الأعراف والتقاليد ".
من جهته، بيّن المختار سليم صلاح أن السيدات يستطعن القيام بكافة الأدوار التي صنعت من أجلها سواء داخل أو خارج المنزل فنرى نماذج نسوية ناجحة داخل مجتمعنا فهناك القاضية والمهندسة والمحامية، مطالباً زملائه من رجال الإصلاح إلى تقبل دخول الناشطات المجتمعيات معترك العمل المجتمعي والمساندة في حل الأزمات والمشاكل الأسرية.