أسرى فلسطين: 26 أسيرا معاقاً في سجون الاحتلال
نشر بتاريخ: 02/12/2013 ( آخر تحديث: 03/12/2013 الساعة: 00:57 )
رام الله- معا - اعتبر مركز أسرى فلسطين للدراسات أن استمرار الاحتلال في اعتقال المعاقين استخفافاً بحياة الإنسان الفلسطيني، ومخالفة صريحة لأبسط الأعراف والمواثيق الدولية التي تعتبر هؤلاء ذوى احتياجات خاصة لا يجوز الاعتداء عليهم بل تقديم العون والمساعدة لهم.
وقال المركز في تقرير أصدره بمناسبة اليوم العالمي للمعاق الذي يوافق الثالث من كانون أول/ ديسمبر من كل عام بان الاحتلال يحتجز في سجونه 26 أسيراً فلسطينياً يعانون من الإعاقة بأشكالها المتعددة سواء كانت جسدية أو نفسية، ولا يقدم لهم أي علاج يناسب حالتهم المرضية أو يوفر لهم أجهزة مساعدة كالكراسي المتحركة أو العكاكيز وغيرها من الأدوات التي تساعدهم على الحركة ، مما يعرضهم للموت البطئ في سجون الاحتلال نظراً لإهمال علاجهم بشكل مستمر.
وأشار الأشقر إلى أن هناك العديد من الأسرى من أصيبوا بإعاقات نتيجة ممارسة وسائل التعذيب القاسية والمحرمة ومنهم على سيبل المثال الأسير لؤي ساطي الأشقر (35 عاماً) من طولكرم، وهو شقيق شهيد الحركة الأسيرة "محمد الأشقر"، وكان قد اعتقل في العام 2005، وتعرض حينها لتحقيق قاس باستخدام كل أشكال التعذيب في مركز توقيف وتحقيق الجلمة، حيث فقد الوعي خلال جولات التحقيق، وكانوا يجلسونه على كرسي صغير حاد الأطراف لعدة أيام، وكان المحقق يجلس على صدره بكل ثقله، الأمر الذي تسبب له بشلل تام في رجله اليسرى، نتيجة ضغط أطراف الكرسي الحادة على أعصاب القدم، وقد أطلق الاحتلال سراحه بعد 3 سنوات، وأعاد اعتقاله مرة أخرى 3 مرات رغم إصابته بالشلل في ساقه، كان أخرها في سبتمبر من العام الماضي ولا يزال إلى الآن.
كذلك الأسير" نادر عبد القادر مسالمة" من الخليل والذي أصيب بشلل نصفى نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له خلال فترة التحقيق، حيث تعرض لضرب شديد على العمود الفقري أدى إلى شلل في رجليه ،وكذلك تعرضه للإهمال الطبي، وكان يستخدم كرسي متحرك في تنقلاته، ولا يستطيع المشي على رجليه، وقد أطلق سراحه، بعد أن أمضى 7 سنوات، وأعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى لمدة 20 شهر بشكل ادارى ثم أفرج عنه.
وكان الأسير المقعد الشهيد "أشرف أبو ذريع" من الخليل، قد استشهد بعد إطلاق سراحه بشهر واحد فقط نتيجة الأمراض التي عانى منها فى سجون الاحتلال، حيث كان يعانى من الإعاقة ويتحرك على كرسي متحرك.
وبين الأشقر بان الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المواطنين الذين يعانون من الإعاقة من بيوتهم ومن الشوارع، ومن أماكن العمل، ويعرضهم للتعذيب والزج بهم فى ظروف قاسية الأمر الذي يفاقم معاناتهم ويضاعف إصابتهم بالأمراض.
ومن هؤلاء الأسير "معتز عبيدو" من الخليل، حيث كان قد أصيب بالرصاص في شهر نوفمبر من العام 2011، مما أدى إلى إصابته بإعاقة ومشاكل في البطن والمسالك البولية، ولا يستطيع التنقل إلا على كرسي متحرك، ورغم ذلك قام الاحتلال باعتقاله في شهر نيسان من العام الحالي دون أن يسمحوا له باصطحاب الكرسي المتحرك الذي يتنقل به ، ويعانى ظروف صحية قاسية للغاية ، ويحتاج إلى ثلاث عمليات جراحية في الرجل والبطن والمثانة وإزالة كيس البول إلا أن الاحتلال يماطل في إجراءها، كذلك الأسير "ناهض فرج الأقرع " من غزة حينما كان عائدا رحلة علاج في الأردن عن معبر الكرامة، ويعانى من بتر ساقه الأيمن من أعلاه و تهتك بالعظام في ساقه الأيسر ويرقد على كرسي متحرك، وعلى الرغم من ذلك اخضع لتعذيب قاسي، وحكمت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية بالسجن المؤبد 3 مرات، وقد أدى إهمال علاجه إلى بتر قدمه اليسرى، ورغم ذلك يعانى من التهابات مكان البتر وحياته معرضه للخطر.
بينما اعتقل الاحتلال الأسير " يوسف إبراهيم نواجعة" من الخليل فى 26/12/2012 وهو يعاني من الإعاقة ومن أمراض نفسية وعصبية بسبب وجود نقطة دم على الدماغ ومن شلل نصفي ، ويستخدم عكازات في حركته وكذلك يعاني من فقدان التوازن والدوخة الدائمة وفقدان الذاكرة.
والأسير" خالد جمال الشاويش" من رام الله المحكوم عشر مؤبدات يعاني من الشلل النصفي، والأسير المقعد " منصور محمد موقدة ( 45 عاما) من سكان الزاوية قضاء سلفيت، ومعتقل منذ يوليو/ تموز 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد، ويقبع منذ عشر سنوات في مستشفى سجن الرملة الاسرائيلي، وخلال اعتقاله اشتبك مع الجيش مما أدى إلى إصابته في بطنه وفي ظهره وحوضه، وقد انفجر بطنه وخرجت كل أعضاءه إلى الخارج، وأدت هذه الإصابات إلى شلل نصفي في الجزء السفلي من جسمه ويتحرك الأسير على كرسي متحرك داخل السجن.
فيما الأسير "عثمان جمال محمود الخليلي 31 عاما، من نابلس يعانى من الشلل بسبب إصابته بالرصاص، وعاجز عن الحركة ويتنقل على كرسي متحرك، والأسير "أمير فريد اسعد "من الداخل ومعتقل منذ أواخر العام الماضي ومحكوم 6 سنوات ونصف يعاني من إعاقة ويتنقل على كرسي متحرك.
وأفاد الأشقر بأن استخدام سياسة الإهمال الطبي للأسرى أدى في بعض الأحيان إلى أصابتهم بالإعاقة الدائمة أو المؤقتة، حيث أدى تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض العمليات الجراحية لأسرى مرضى إلى بتر أطراف من أجسادهم، كما حدث مع الأسير "ناهض الأقرع" الذي تم بتر قدمه اليسر نتيجة الالتهابات الشديدة التي عانى منها بعد إهمال علاجه، كذلك أدى عزل بعض الأسرى لسنوات طويلة بشكل انفرادي، أو تعرضهم للتعذيب الشديد والإرهاق النفسي والعصبي إلى إصابتهم بإعاقات نفسية مستمرة لازمتهم لسنوات.
وأشار الأشقر إلى أن الأسرى المعاقين يعانون معاناة مزدوجة و مضاعفة عن الأسرى الآخرين ، لأنهم يجمعون ما بين معاناة الأسر وانتهاكات الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق الأسرى، وبين معاناة الإعاقة وعدم قدرتهم على الحركة، والحاجة لغيرهم في التنقل وممارسة أنشطة الحياة داخل السجن، إضافة إلى خلو سجون الاحتلال من الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأيدي والأرجل، والنظارات الطبية، أو أجهزة خاصة بالأسرى الذين لا يستطيعون السير، وهذا يزيد من معاناة الأسرى المعاقين في السجون.
وطالب المركز المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين يعاون من إعاقات مختلفة، حتى يستكملوا عملية تأهيلهم و وعلاجهم في الخارج.