السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 03/12/2013 ( آخر تحديث: 03/12/2013 الساعة: 19:01 )
محطات من دورينا
بقلم : صادق الخضور
المرحلة الفاصلة بين الذهاب والإياب هي الأصعب في عمر مسيرة دوري المحترفين، وعلى عاتق إدارات الأندية مسئولية تحديد الوجهة لكل فريق، بعد أن أفرزت مرحلة الذهاب إمكانية تنافس 6 فرق على لقب الدوري، ما يعني أن الفرصة لا زالت مواتية للتنافس، فالتراجع الكبير في مستويات بعض الفرق في آخر 3 جولات، واستفاقة فرق أخرى في المقابل؛ أعاد الدوري للمربع الأول، وإدارات الفرق مطالبة بتحديد مستوى الطموح لتحديد منهجية العمل.

بالتوفيق للغزلان في المحفل الآسيوي
مع قرب سفر ممثلي غزلان الجنوب" شباب الظاهرية" لحضور قرعة البطولة الآسيوية، فإننا نتمنى كل التوفيق للفريق في المشاركة، مع التنويه إلى أهمية رفع وتيرة الاستعداد للبطولة لضمان الحضور المشرّف، والغزلان قادرون على ذلك، فالفريق عودّنا على أن يكون في الموعد في الاستحقاقات الكبرى، والمطلوب وقفة جماهيرية فاعلة تزيد من مستوى دافعية اللاعبين، وتسند الإدارة والجهاز الفني في هذا التوقيت الذي يفرض على الفريق التنافس على الجبهتين المحلية والقارية.

مشاركة الغزلان تؤسس لافتتاح مشاركات الأندية الفلسطينية في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي بما تفرضه من تحديّات فنية وهي تتطلب أيضا التفاف الجميع حول الفريق، على أمل مبادرة شركات القطاع الخاص لتبنّي مشاركة الفريق في المحفل الآسيوي ليخطو القطاع الخاص خطوة عمليّة في مسار المسئولية الاجتماعية، وتوفير المتطلبات اللازمة للمشاركة سيتيح للفريق الاستعداد وفق خطة مدروسة.

كل التقدير لإدارة الغزلان المواصلة العمل ليل نهار، والتقدير الكبير للاتحاد الفلسطيني وللواء الرجوب الذي واصل العمل دون كلل، ما كان له أطيب الأثر في انتظام المسابقات واستثمار هذا الانتظام لإحداث نقلة في مستوى المشاركات الخارجية.
جماهير الغزلان مطالبة بحشد كل الدعم الممكن، ومواصلة الوقوف خلف الفريق الحاظي بشرف كونه سفيرا لكرة القدم الآسيوية، ولا يجب الانتظار لحين موعد الاستحقاق الآسيوي، فالتحضير المبكّر ضمانة تحقيق نتائج تتناسب وحجم الطموح.

الغزلان يحمل راية فلسطين في المحفل القاري، وبعد الظهور الطيب للأمعري وهلال القدس، جاء الدور على الغزلان، وواثقون من قدرة بطل دورينا على حمل أمانينا، والتأسيس لعهد جديد في سياق المشاركات الخارجية لأنديتنا، وكل دعوات التوفيق لأبناء الظاهرية في جعل رايات فلسطين خفاقة في البروع، ومجالات الدعم كثيرة والآفاق متاحة، وأولها الإسناد الإعلامي الذي لم يرتق بعد للحد المأمول، وبانتظار إفراد مساحة كبيرة للحدث.

لقاء عابر مع لاعب معتذر
هو لقاء بالصدفة مع أحد اللاعبين المعتذرين عن مشاركة المنتخب تحضيراته لبطولتي غرب آسيا والتحدّي، وحديث عن أسباب الاعتذار، والسبب يعود حسب اللاعب للاحتراف، وعجز الأندية عن دفع المستحقات ما يجعل اللاعب مجبرا على الالتزام بوظيفة توفّر له مصدر دخل ثابت.
قالها اللاعب بمرارة: كان طموحي مشاركة المنتخب، لكن عدم وفاء الأندية بالتزاماتها راكم المسئوليات، وكل ما نطمح إليه تسديد مستحقاتنا وحينها لن نتردد في قبول المهمة.

هذا الكلام يقودنا للحديث عن دور الأندية في رفد المنتخب بلاعبين جاهزين، والجاهزية لم تعد تقتصر على الجانبين الفني والبدني بل باتت تشمل قبل كل ذلك الإعداد النفسي ما يقتضي توجّه اللاعبين للعب بأريحية، وبالتالي فإن قدوم اللاعبين للمنتخب وهم محبطون سيلقي بظلاله حتما على مستوى الجاهزية والحضور الذهني، علما أن اللاعب لم يقصر حديثه على مستحقات الموسم الحالي بل تناول مستحقات الموسمين السابقين من فريق غادره ما يعني صعوبة التحصيل.

وما بين حق اللاعبين في الاستقرار، وطموح الجماهير في أن يتواجد اللاعبون المبدعون في صفوف المنتخب، تبقى القضية موضع نقاش، لكن الخاسر الأكبر في النهاية هو المنتخب ولا نقاش في ذلك.

دوري الثانية يتواصل
في الشمال والوسط والجنوب، إثارة كبيرة شهدتها الجولة الثالثة من المباريات، ففي الجنوب عاد جورة الشمعة ليفوز بشكل واضح وصريح، في حين نجح أبناء بني نعيم في الفوز على مرشح كبير للصعود وهو العبيدية، ونال بيت فجار التعادل بشق الأنفس، ونتائج الجولة الحالية أعادت الدوري للاشتعال.
الحال ذاته ينسحب على فرق الوسط، ويبدو أن التوقعات بأن يكون سلوان العريق والقوات وجبل الزيتون في طليعة الفرق المتنافسة توقعات واقعية، وهذا على الأقل ما أفرزته نتائج المباريات حتى الآن.

في الشمال: لا زال الجميع بانتظار فرق نابلس، ومدى المردود الذي سيقدمه الوافدون من الوسط مع بروز مرحلي لفريقي طوباس وأهلي قلقيلية الفريق الذي بدأ يعيد للأذهان ذكريات فريق لطالما كان رقما صعبا في المشهد الكروي.

مع تواصل مباريات الدرجة الثانية، وتوقّف دوري المحترفين والمحترفين جزئي نتساءل: لماذا لا يكون هناك بث لبعض المباريات ومن مختلف المناطق؟
دوري الدرجة الثانية زاخر بالمواهب، والفرق تغطي أكبر نسبة من الامتداد الجغرافي، وبث المباريات سيكون أقل تقدير ممكن لفرق لا زال لاعبوها وإداريوّها ينحتون في صخر، وسيكون البث بمثابة مكافأة للاعبيها وجماهيرها وإداراتها.

نادي جنين .. والتدارك المنتظر
لجنين في دائرة الفعل الوطني حضور لافت على كل المستويات، فالمدينة الناثرة عطر إبداعها نضاليا واقتصاديا وفكريا تستحق الظفر بظهور رياضي ناجح، وفعلا نجح مركز جنين في فرض اسمه منافسا قويا في الاحتراف الجزئي، في حين تواصلت معاناة نادي جنين القابع في أسفل ترتيب الدرجة ذاتها.
مؤخرا: حديث عن حالة استنهاض في أروقة نادي جنين، وأنباء عن استقطاب لاعبين جدد، وهو ما يتطلب خوض الفريق المتجدد سلسلة مباريات ودية لزيادة التجانس بين الجدد والقدامى، والفريق قادر على تدارك هفوات الذهاب وتثبيت تواجده بين الأندية المنافسة على البقاء، بل وأكثر من ذلك...فلربما كان بمقدور الفريق خلط الأوراق من جديد وتجاوز مجرد المشاركة في الدوري.

استفاقة متأخرة نوعا ما... لكنها قد تعيد الروح للفريق، وبقاء الفريق في دائرة اهتمام الأوفياء من رجالات جنين وفعالياتها سيفضي حتما إلى تغيير الواقع.
كل التوفيق لنادي جنين، وبانتظار عودته بحلّة جديدة وبروح متوقدّة تنأى به عن مزالق الترتيب المتأخر.. كيف لا وهو الذي كان قبل موسم واحد في عداد المحترفين؟!