الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير عماد الشريف كان مطارداً ..ونجا من الاغتيال

نشر بتاريخ: 04/12/2013 ( آخر تحديث: 04/12/2013 الساعة: 10:54 )
القدس - معا - كان قدر من الله تعالى أن يبقى الأسير عماد الشريف على قيد الحياة، عندما اغتالت أيدي الاحتلال الاسرائيلي ثلاثة من رفاقه وكانت تظنه معهم، وبعد نجاته لم يتركه الاحتلال بل اعتقله في اليوم ذاته بعد أن فشل في اغتياله، بينما أعلنه الجميع شهيداً حينها بسبب عدم إذاعة خبر اعتقاله.

إنه الأسير عماد نعيم صالح الشريف، من مواليد: 24/5/1979 من مدينة رام الله وهو الابن البكر للعائلة، كان يعيش مع أمه وأبيه وأخته الوحيدة رانية التي تصغره بسنوات، وكان عماد مهتماً ومتفوقاً في دراسته منذ الصغر، فأنهى الثانوية العامة بنجاح ودرس الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت للسنة الثالثة، لكنه لم يستطع إكمال دراسته بسب المطاردة ومن ثم الأسر.

والدة الأسير الحاجة (أم عماد) وفي حديثها لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، والذي بدأته منذ لحظة إعلان ابنها مطارداً قالت:" ذات يوم وزع الاحتلال الاسرائيلي أسماء ل"مطلوبين" فلسطينيين له، وكان اسم عماد من بينهم، وعندما رآى اسمه انطلق مغادراً المنزل، ومن تلك اللحظة بدأ مشوار مطاردته، ومشوار الألم والعذاب للعائلة كلها".

وتواصل أم عماد حديثها وتقول:" كان الاحتلال بعد إعلان عماد مطارداً ومطلوباً لديه، يأتي إلينا باستمرار وفي جميع الأوقات بحثاً عنه، وعندما لم يئس في النيل منه، قرر هدم منزلنا ولم يمهلنا أخذ أشيائنا منه، وبالفعل تم تنفيذ قرار الهدم بتاريخ: 11/9/2003، وكان مصابنا جلل، لكن خوفنا على عماد كان هو المصاب الأكبر والأشد".

ظلت العائلة تفكر بعماد وأين هو؟ مشيرة إلى أنها ومنذ اللحظة التي خرج فيها من المنزل، ولعامين ونصف لم تعرف عنه أي أخبار حتى تاريخ: 1/12/2003 وهو اليوم الذي اغتالت فيه قوات الاحتلال ثلاثة ممن تعدهم "مطلوبين" لديها وكان الكل يعتقد أن عماد بينهم فشاع خبر استشهاده... أما عائلة عماد فلم تكن تدري بالنبأ، حتى إن والدته ذهبت لإحدى بيوت عزاء هؤلاء الشهداء.

وتضيف أم عماد في حديثها:" كنت لا زلت لا أعلم أي شيء عن ابني عندما رن هاتفي وإذ بإحدى المحامين يقول لي:" أم عماد الحمد لله على سلامة عماد. هو معتقل وما استشهد... فأصابتني الدهشة وبت خائفة من أن مكروهاً قد حل بعماد وأخذت أكرر على المحامي السؤال، وهل هو متأكد من أن عماد ما زال على قيد الحياة حتى طمأنني وقال نعم هو في المسكوبية في التحقيق...

سجدت أم عماد لله وحمدته على سلامة ابنها ودعوت بالرحمة للشهداء... لكنها كانت لا زلت خائفة عليه خاصة وأنه كان مطلوباً، وظل ذلك الخوف والقلق يراودها ووالد عماد وشقيقته لحين صدر الحكم بسجنه مؤبد مدى الحياة تم تخفيضه إلى 27 عاماً، وكانت تلك أيضاً مصيبة كبرى تضاف لهمومهم.

وأشار فؤاد الخفش مدير مركز أحرار إلى أن عماد تم نقله بين أكثر من سجن، وهو حالياً في سجن نفحة، واستطاع أن ينتسب لأحد الجامعات، وأن يدرس العلوم القرآنية وتأهيل الدعاة في الأسر، ويتمتع بمعنويات عالية في سجنه وبصفات مميزة بين إخوانه في الأسر.

من جهة أخرى، تحدثت للمركز الحقوقي أحرار، رانية الشريف شقيقة عماد، والتي تقول إنها تفتقد من كان توأماً لها وحبيباً وأخاً غالياً... تفتقد وجوده في منزلهم وحديثه وصفاته الخلوقة ومحبته لكل الناس وتقول:" غاب عنا عماد عامين ونصف أثناء فترة مطاردته وكدنا نجن على غيابه... والآن يفرض الاحتلال عليه قسراً السجن 27 عاماً ويحرمنا رؤيته... فما عساي أن أقول إلا فرج الله عنك يا أخي الحبيب عماد وأمد بعمرك وجمعنا بك إن شاء الله.