الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحكم و لغة الجسد

نشر بتاريخ: 04/12/2013 ( آخر تحديث: 04/12/2013 الساعة: 22:15 )
بقلم : مهيوب الصادق

إن التحكيم هي عملية ارشادية لكل العنصر البشري الموجود داخل الملعب وهذا يتطلب الكثير من الاساليب الخاصة التي تكفل اداءا سلسا وذلك لتحقيق الذي يبتغيه صاحبها وهو الحكم هو الشخص الذي لا تتم المباراة إلا بوجوده وهو بالمناسبة نفس الشخص الذي يحاول دائما من يملكون نصف العلم- واوكد على نصف العلم – لان الجهل بالشيء يكمن بمضادة وهو العلم _,يحاول تجريده من انسانيته بشتى الوسائل والسبل وذلك لاسباب دفينه تعبر عن ما يختلج في خلد ذلك الذي يعتز بانسانتيه وينفها في الوقت ذاته عن الحكم على اعتبار أنه الحلقة الاضعف وذلك من منظور بيئي خاص وفي احيان كثيره لتبرير ما يريد ان يفعل لغايه في نفس يعقوب ليس الا .

من هنا يعمل الفيفا وكذا الاتحادات الاهلية على حماية حكامه_ وحتى في حالة اتحاذ اجراءات وقائيه او ارشاديه بحق الحكام, على اية حال, من الاهميه بمكان الاشارة الى ان الحكم هو المولد الرئيسي لعملية سيران اللعبة وفق قوانين وانظمة يتوجب على اللاعبين تنفيذها بنصها وروحها وهو في ذات الوقت" الشخص الذي تحب ان تكره" والتناقض ياتي في ان الحضور وقبلهم اللاعبون وكل بني البشر يعولون كثيراً على الحكم في عملية ضبط ايقاع المباراة والإيماءات الحركية أو الشفوية في بعض الإحيان الصادرة عن الحكم تصب في بوتقة العمليه الارشاديه في الاسلوب التحكيمي الذي يتنوع من فرد لاخر مع عدم اختلاف المضمون .

أن وسائل الإرشاد والتوجيه متعددة للحكم في الميدان كالصافرة مثلاً الذي يوحي صوتها أن هناك شيئ ما خطأ أو أنه تم خرق أو كسر قانون من قوانين اللعبة، كذلك استخدام الساعدين في توضيح اتجاه اللعب أو لمن الكرة أو نوع الركلة مباشرة أو غير مباشرة، أو لفت نظر اللآعبين من حيث لعب الكرة من المكان الذي خرجت منه عند رمية التماس، ناهيك أن استخدام البطاقات الصفراء والحمراء تعتبر طريقة ارشادية توجيهية نحو سلوك مناسب للاعبين داخل الملعب كونها طريقة فعالة نحو تطبيق قاعدة اللعب النظيف وتنقية اللعبة من كل الشوائب التي قد تتخللها في أحيان كثيرة من قبل اللاعبين و اخرون، وبذلك تكون البطاقات وسيلة تهذيبية، الى جانب انهاً ارشادية في المستقبل المنظور بالنسبة للاعبين ومحاسبة انفسهم لأخطاء اقترفوها في الملعب.

كذلك يمكن اعتبار حركة الحكم في الملعب حركة ارشادية للاعبين و الحكام المساعدين- استخدام لغة الجسد للحكم –تعتبر وسيله لفرض شخصيته و السيطرة على النفس ، و ليس تفسيرا للقرار التحكيمي ، كذلك تعتبر الراية وسيلة ارشادية للاعبين بالنسبة الحكم المساعد وهنا يجب على الحكم المساعد أن يتقن سرعة ابدال الراية والتركيز لتحديد اتجاه اللعب وخاصة أن القانون أعطى الحكم المساعد امتيازات اضافية تضاف على سابقتها وتحديداً فيما يتعلق باحتساب ركلة جزاء (وضمن حالات خاصه فقط ).

أو ربما يستخدم الحكم ايماءة استمرار اللعب أو الافضليه بعد مخالفه لعدم مكافأة مرتكب المخالفة ، وكذلك هناك الإشارات الإرشادية للحكام لبعضهم البعض_بصريا اوالكترونيا_ وهي عادة غير مرئية للعيان ,علاوة على ذلك, الإرشادات الشفوية من قبل الحكام للاعبين التي قد يحتاجها الحكم في بعض الأحيان لأرشاد وتوجيه اللاعبين إذ أنه من غير المناسب استخدام الصافرة كوسيلة تخاطب في هذه الناحية كون أن هذه الحالة هي اتصال انسان مع إنسان، وقد يرى الحكم أنه من المناسب التكلم مع اللاعب المخالف لارشاده وتوجيهه في عدم تكرار الخطأ – التحذير الشفوي- .

إن العملية الإرشادية داخل الملعب هي عملية تبادلية بين الحكام واللاعبين ، فالحكم يجب عليه قراءة اللعب جيداً وان يكون لديه وعي لطريقة واسلوب اللعب بالنسبة للاعبين وخطتهم الفنية و تحركاتهم وهذا بالطبع يأتي من خلال مشاهدة مباريات سابقة للفريقين أو ربما المشاهدة الحية لمبارياتهم في وقت سابق خاصة وأن القانون وبنوده تسير جنباً إلى جنب مع اساليب اللعب الفنية المعاصرة وهذا بالطبع يقود الحكام ويرشدهم إلى الطريقة المناسبة لإدارة المباراة بصورة ناجحة وسلسة وإنهاء المباراة بأقل هفوات انسانية .