الأسير الصحفي محمد منى سيف الاعتقال الإداري يحرمه من نقل معاناة الاسرى
نشر بتاريخ: 05/12/2013 ( آخر تحديث: 05/12/2013 الساعة: 10:15 )
القدس - معا - تعيش الصحافة الفلسطينية والصحفيين الفلسطينيين في جو من الحصار والمنع وفرض التشديدات والقيود، والخوف من المصير، وذلك بسبب الاحتلال الاسرائيلي وملاحقته المستمرة لهم في أماكن عملهم وفي كل مكان يبحثون فيه عن حقيقة الاحتلال والكشف عن جرائمه وتوثيقها ورصدها بالصوت والصورة.
ويؤكد مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد جمهور الإعلاميين هنا في فلسطين لا تنتهي، وهي بصور متعددة، ومن أبرزها الاعتقال، وهو ما تكرر مع الصحفي محمد منى من مدينة نابلس.
وفي التقرير الآتي لمركز أحرار، تظهر حجم المعاناة التي يتكبدها فرسان الحقيقة وفاضحي جرائم الاحتلال وناقلي الصورة للعالم أجمع.
الصحفي محمد أنور فتحي منى من مدينة نابلس، وهو من مواليد: 6/8/1982، ويعمل مراسلاً لشبكة قدس برس، كما إنه طالب دراسات عليا في جامعة النجاح للسنة الثالثة.
شهد محمد ومنذ كان طالباً جامعياً للسنة الأولى، العديد من الاعتقالات على أيدي سلطات الاحتلال الاسرائيلية، والتي عرقلت دراسته الجامعية وعطلت حياته.
يقول مدير مركز أحرار فؤاد الخفش، إن محمد والذي قرر ومنذ دخوله لجامعة النجاح الوطنية دراسة الصحافة والإعلام، اعتقل خلال عامه الدراسي الأول في 2003، فقد اعتقلته قوات الاحتلال الاسرائيلية من منزله، وحكمت عليه بالسجن 28 شهراً، وغرامة مالية قدرها 10000 شيكل.
وتكمل أم فتحي:" بعد أن خرج محمد من اعتقاله الأول، أسرع بالتسجيل لإكمال دراسته في الجامعة التي انقطع عنها أكثر من عام، ومع قربه من التخرج، وبالتحديد في ليلة الامتحان الأخير، اعتقل مرة ثانية عام 2007 وحكم بالسجن 16 شهراً، وكان ذلك الاعتقال هو الأقسى والأصعب، فقد جاء في لحظات ما قبل التخرج والفرح، إلا أن الاحتلال لا يعبأ بذلك ويستهدف الجميع أينما كانوا ومهما بلغت ظروفهم".
أما بعد الإفراج عن الصحفي محمد منى، وبعد قضائه لمحكوميته البالغة 16 شهراً، وفي عام 2009 قررت العائلة تزويجه والفرحة به، لكن الاحتلال اختطفه من عروسه بعد مرور أسبوعين فقط على زواجهما.. ليتبدل الفرح إلى حزن وفراق واشتياق لكلا العروسين، وفي ذلك الاعتقال تم تحويل محمد للاعتقال الإداري لمدة 11 شهراً متواصلة.
وتؤكد أم فتحي لأحرار، إنه وبعد خروج محمد من الاعتقال الإداري وبعد حوالي عام، أنجب محمد ابنه البكر حمزة، وكانت تلك أكثر لحظات الفرح على محمد الذي كان على الدوام يخشى انتزاع الاحتلال لتلك الفرحة منه، وبالفعل كان ما خاف منه محمد، فقوات الاحتلال جاءت لمنزله بوكان عمر حمزة أسبوعاً واحداً فقط، وقامت باعتقاله واحتجازه في سجن مجدو لمدة 10 أيام متواصلة، كانت عبارة عن استجواب وأسئلة تدور حول نشاطاته المتعلقة بالكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية.
وتشير عائلة الأسير الصحفي محمد منى.. إن جميع اعتقالاته كانت تتزامن مع فرح أو مناسبة، وقد كان اعتقاله الأخير متزامناً مع يوم ميلاده ويوم زواجه وكان اليوم الذي يسبق عيد الفطر المبارك، فحرمت عائلته وابنه الصغير فرحة العيد جراء فقدانه.. وكل هذه الأفعال من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي تدل على تعمده في انتزاع أفراح الفلسطينيين.
والآن تعيش العائلة مرار الانتظار والقلق والخوف من جديد، وخاصة بعد قرار تحويل محمد للاعتقال الإداري، ونقله من سجن مجدو إلى سجن النقب الصحراوي، ولم تتمكن العائلة حتى الآن ومنذ اعتقاله من زيارته بسبب الرفض الأمني.
ويؤكد الخفش، إن اعتداءات الاحتلال على الصحفيين الفلسطينيين مستمرة في كل يوم وفي كل لحظة، كما إن اعتقال الصحفيين مستمر بالرغم من المعاهدات الدولية التي تضمنت بنودها ونصوصها حماية الصحفيين أينما كانوا، ودعت إلى منحهم الحماية وضمان الوصول إلى مصادر المعلومات بحرية، وقد أكدت لجنة حماية الصحفيين الدوليين على حرية العمل الصحفي والحق بسلامة الصحفيين أينما كانوا.