الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس الوزراء.. شريط مسجل!!

نشر بتاريخ: 29/05/2007 ( آخر تحديث: 29/05/2007 الساعة: 23:34 )
بيت لحم -معا- كتب المحرر السياسي ابراهيم ملحم- لاول مرة منذ ادائه اليمين الدستورية رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية قبل نحو سبعين يوما يترأس رئيس الوزراء اسماعيل هنية جلسة حكومته عن بعد ومن مكان مجهول وبوسائل لم يفصح عنها.

ولعل تغيب رئيس الوزراء عن ترؤس جلسة الحكومة "حكومة الوحدة الوطنية" ينطوي على معان ودلالات شديدة الخطورة من شأنها ان تزيد الاداء الحكومي وهناً على وهن وتكرس حالة الشلل لحكومة "كسرت عصاتها من اولى غزواتها" بعد ان ضربت في "منطقتها الرخوة" قبل ان تكمل عدتها عندما اجبر وزير داخليتها على تقديم استقالته تحت وطأة الصلاحيات المختلف عليها بين المتنازعين على توفير الامن الغائب في غابة البنادق لتسقط من ثم السلطة التنفيذية مضرجة بالعجز لاحول لها ولا قوة بعد ان اكمل رموز السلطة التشريعية نصابهم خلف القضبان تاركين البرلمان كـ" قرية بلا سقوف".

ولعل رئيس الوزراء احسن صنعا باخذ التهديدات الاسرائيلية باغتياله على محمل الجد في ضوء التحليق المكثف لرحلات الصيد الاسرائيلية المحملة بالموت الطائر، في سماء غزة باحثة عن صيد سهل او سمين تضرب فيه عصفورين بصاروخ واحد.!

فهي من جهة ان نجحت في اصابة هدفها لا قدر الله ستسهم في تعميق التجاذبات الداخلية واحداث فراغ سياسي يشكل دفيئة للفوضى العارمة ويقرب السلطة والمشروع الوطني برمته اكثر من اي وقت مضى من حافة الانهيار، ومن جهة اخرى يقدم للجمهور الاسرائيلي جرعة جديدة يستعيد بها بعضا من معنوياته المفقودة في ثنايا تقرير فينوغراد الذي شكل زلزالا له ما بعده من ارتدادات لن تكون غزة بمنأى عن تاثيراتها القادمة .

وامام هذه الحالة الشاذة في العمل السياسي التي لا مثيل لها سوى حكومة طالبان في افغانستان والمحاكم الاسلامية في الصومال فانه لم يعد امام رئيس الوزراء سوى الظهور في شريط مسجل على الجزيرة يوجّه تعليماته ،ويملي سياساته ويحدد اليات تطبيق برنامج لم يعد قادرا على ضمان استمرار التحليق الامن لطائرة الوحدة بعد ان هبت عليها الرياح العاتية من كل صوب واعترضت طريقها مطبات هوائية تنذر بسقوطها او هبوطها الاضطراري وهو سقوط او هبوط اذا ما تم فانه لن يكون بوسع اية حكومة بعده الاقلاع .

ولعل سوداوية المشهد البائن في الصورة الطبقية لحكومة لوحدة على الارض وفي السماء تدفع المتحاورين للمرة الالف في القاهرة بعد ان اقسموا اغلظ الايمان تحت استار الكعبة بالا تتقاطع السيوف بينهم، ان يراجعوا حساباتهم وغلال محاصصاتهم ونبرات تصريحاتهم ازاء كل ما يتعلق بالهم الوطني لدرء المفاسد ما ظهر منها وما بطن.. فدرء المفاسد خير من جلب المنافع .