الرئيس يأمر بتنكيس الأعلام ويعلن الحداد على وفاة مانديلا
نشر بتاريخ: 06/12/2013 ( آخر تحديث: 06/12/2013 الساعة: 15:14 )
رام الله - معا - أمر الرئيس محمود عباس، بتنكيس الأعلام، وأعلن الحداد ليوم واحد على وفاة رئيس جنوب إفريقيا السابق الزعيم نيلسون مانديلا، اليوم الجمعة.
وقال الرئيس عباس كما نشرت الوكالة الرسمية :" ننعي الزعيم الاممي الكبير فقيد شعوب العالم اجمعها وزعيم جنوب افرقيا وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان اشجع واهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا".
وأضاف "جمعتنا مع الزعيم الأممي مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة إلى الأبد بين الشعبين الفلسطيني والجنوب أفريقي"، مضيفًا "مانديلا كان قائدًا ومقاتلًا من أجل حرية شعبه، وكان رمزًا للتحرر من الاستعمار والاحتلال لكل الشعوب من أجل حريتها".
وقال "لن ننسى ولن ينسى الشعب الفلسطيني مقولته التاريخية، إن ثورة جنوب أفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته".
وكان الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما اعلن ليل الخميس-الجمعة عبر التلفزيون الرسمي مباشرة ان نيلسون مانديلا، بطل الكفاح ضد "التمييز العنصري"، توفي عن عمر (95 عاما) في منزله في جوهانسبورغ.
وقال ان مانديلا "مات"، واشاد مطولا بالرئيس الجنوب افريقي السابق.واضاف "سيكون للغالي مراسم دفن رسمية"، معلنا ان الاعلام سوف تنكس اعتبارا من الجمعة وحتى الدفن.
ونيلسون روليهلاهلا مانديلا من مواليد 18 يوليو 1918 وهو سياسي مناهض لنظام "الفصل العنصري" في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام "الفصل العنصري" من خلال التصدي "للعنصرية" المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية.
سياسيا، هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي في الفترة من 1991 إلى 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999.
ولد في قبيلة الكوسا للعائلة المالكة تيمبو. درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند، حيث درس القانون. عاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضوا مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب. بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في 1948 وبدء تنفيذ سياسة "الفصل العنصري".
برز على الساحة في 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيسا لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام 1955.
وعمل كمحام، وألقي القبض عليه مرارا وتكرارا لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد. كان يحث في البداية على احتجاج لاعنفي.
في 1962، شارك بالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا في تأسيس منظمة اومكونتو وي سيزوي. وفي 1962، القي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. مكث مانديلا 27 عاما في السجن، أولا في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر.
وفي الموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في 1994، الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز.
وانتخب رئيسا وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية. كرئيس، أسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية.
دوليا، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو. امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلا من حكماء الدولة، ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا.
تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار و"للفصل العنصري"، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي.
تمتع ماندبلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالبا ما يشار إليه بإسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه "أبو الأمة".