الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاعلام المقاوم.. بدايات ثابتة لمرحلة متحركة.. عندما تنقلب الصورة فيغدو الجلاد ضحية والضحية جلادا !!

نشر بتاريخ: 30/05/2007 ( آخر تحديث: 30/05/2007 الساعة: 11:49 )
خان يونس- معا- لعب سلاح الإعلام دورا هاما في دائرة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار اعتداءاته المتكررة على أبناء الشعب الفلسطيني, وارتكابه لمجازر الحرب باستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا التي يتغاضى عنها المجتمع الدولي.

فقد قلبت وسائل الاعلام الاسرائيلية والغربية السائرة في فلكها الحقائق وقدمت الجاني بثوب الضحية، فيما البست الضحية ثوب الجاني.

امام تلك الصورة جاء الإعلام المقاوم أو ما يعرف لدى فصائل المقاومة بـ "الإعلام الحربي"، ليقدم بعضاً من الصورة الحقيقية لواقع المعركة التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف أطيافها وتنوعاتها، وكشف الدور الكبير الذي تقوم به المقاومة في تصديها ومواجهتها للاحتلال، وأهدافه، بعد أن ألصقت بها تهمة الارهاب.

أهمية الإعلام المقاوم:

يقول المهندس أبو الحسن، المدير العام للموقع الالكتروني التابع لألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية" أن الإعلام المقاوم له أهمية بالغة فهو المكمل لدور المجاهد، ولا يقل دوره عن دور المحارب في المعركة كونه يعطي دفعات معنوية على الصعيد النفسي ويركز على التأثير سلباً على نفسية المحتل وأجهزة استخباراته وإعلامه".

واعتبر أبو أحمد الناطق الإعلامي باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الإعلام المقاوم "بمثابة الرافد الأساسي والاستراتيجي للمقاومة وهو الذي يعطي لعمليات المقاومة ونشاطاتها المختلفة ما تحتاجه من شرعية في ظل الإعلام الصهيوني المضاد الذي يحاول إظهار المقاومة وكأنها حركات إرهابية مهمتها فقط القتل والذبح والخراب".

واكد "أن دور الإعلام يأتي ليوضح أن المقاومة هي دفاع عن النفس ومحاولة استعادة الحقوق، وكشف جرائم الاحتلال بصورتها الحقيقية والأدوات التي يستخدمها لقتل الشعب الفلسطيني، وهذا ما يحدث توازنا كبيرا لدى الرأي العام المحلي والعالمي والذي نحن بحاجة أن يكون هذا الرأي إلى جانبنا على الدوام".

وقال أبو حسام الناطق باسم كتائب شهداء الأقصى المجلس العسكري الأعلى: "ما دام هناك مقاومة للاحتلال فلا بد أن يرافقها إعلام يوضح مدى نبل رسالة الجهاد والمقاومة ويظهر دور المجاهدين ولهذا تأثير كبير في إدارة المعركة مع المحتل".

ويتابع "فالإعلام المقاوم اليوم بات ركيزة أساسية ترتكز عليها فصائل المقاومة الحية ومن بينها ألوية الناصر صلاح الدين كونها وسيلة مهمة لا تقل أهمية عن الصاروخ والعبوة الناسفة".

سلاح للمواجهة:

ويؤكد أبو أحمد "أن الإعلام يمكن أن يكون في بعض الأحيان أهم من العمل المسلح وأحيانا أخرى رافد لهذا العمل يمده بالشرعية ويعطيه الغطاء اللازم للاستمرار بالإضافة لتوجيه الكثير من الرسائل سواء على المستوى النفسي أو العملي".

واشار إلى" أن الإعلام حقق إنجازات حقيقية تدعم المقاومة وتقوي صورتها أمام المشاهد والمتابع المحلي والعربي حيث استطاعت تثبيت الرواية الفلسطينية ودحض الرواية الصهيونية التي تقوم على الكذب والغش والخداع".

ويؤكد أبو حسام أن الإعلام المقاوم تمكن من كسب جولات في معركته ورسخ مصداقية المقاومة الفلسطينية.

وأضاف "كنا نفتقد للاداوت الإعلامية القوية والإمكانيات وحتى الأفراد الذي يمكن الاستفادة منهم في الإعلام ما كان يدفع بالاحتلال إلى تشويه صورة المقاومة ونقل معلومات غير حقيقية عنها ووصفها بالإرهاب.

الكوادر والخبرات المهنية:

ويقول أبو حسام "من يريد العمل في مجال الإعلام المقاوم، يجب أن يتمتع بالحد الأدنى من الفهم العام للإعلام وخصائصه ووسائله, وان يكون ملماً بأدوات المعركة كي يستطيع إدارة العملية الإعلامية بشكل ناجح في وجه الترسانة الإعلامية التي يستخدمها الاحتلال ومؤسساته الإعلامية الضخمة المنتشرة في جميع أنحاء العالم".

وأشار أبو حسن إلى "أن من يعمل في الإعلام المقاوم يجب أن يتحلى بالعديد من الصفات التي تؤهله للقيام بالإعمال الموكلة إليه, فكما يتم انتقاء المجاهدين وفقاً لمواصفات تتعلق بالرماية واللياقة يتم اختيار الإعلاميين وفقاً للمؤهلات العلمية والإعلامية المعروفة فمن بين أعضاء المكتب الإعلامي من هم على درجة عالية بالممارسة الميدانية والإعلامية لحيازتهم على شهادات علمية بمجال الصحافة والإعلام".

أما أبو احمد فيقول: "يجب أن يتحلى من يعمل في هذا المجال بالكثير من المواصفات ليكون سفيرا مشرفا للمقاومة وخصوصا المتحدثين الإعلاميين، ويجب أن يكون واسع الاطلاع على مختلف الاحداث السياسية والتاريخية التي تحدث بالمنطقة والعالم".

وسائل إعلام المقاومة:

وأشار المتحدثون باسم إعلام المقاومة إلى أنهم يستخدمون كافة وسائل الإعلام سواء أكانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة ولكن؛ أبو حسن يرى أن أكثر المواقع الإعلامية نجاحاً وإزعاجا للاحتلال، هي مواقع الانترنت مدللاً على ذلك للمتابعة الاسرائيلية المستمرة للموقع الرسمية للفصائل المقاومة ومحاولات إغلاقها وتدميرها.

وأوضح "أن لتلك المواقع أهمية كبيرة في فضح ممارسات الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين، وهذا يعزز الرواية الفلسطينية أمام المتابعين الأجانب والعرب كما أنها تساهم في خلق رأي عام مناهض للاحتلال وداعم للمقاومة الفلسطينية".

ويعتقد أبو أحمد أن كل وسائل الإعلام مهمة بالنسبة لهم للتواصل مع الجماهير وإظهار صوت المقاومة وإعلان مواقفها الثابتة والواحدة للجميع, أما فيما يتعلق بالإعلام ألاجنبي، فقد دعا أبو احمد إلى التركيز عليه والتواصل معه بشكل دائم، "حتى نتمكن من إيصال صوتنا وروايتنا الإعلامية المضادة للرواية الإسرائيلية، والعمل على إبراز صورة المقاومة الحقيقة، وفضح الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا الفلسطيني".

ويتابع أبو احمد " أننا بحاجة إلى الكثير من الجهد لتحقيق مكسب إعلامي نوعي، خاصة في الإعلام الغربي والأجنبي وذلك يتطلب دعما إعلاميا عربياً وإسلامياً".

ويؤكد أبو حسام"أن أهم آليات تطوير عمل الإعلام المقاوم هو توحيد الموقف الإعلامي لفصائل المقاومة كحد أدنى في ظل عدم وجود موقف ميداني موحد، وتبني خطاب إعلامي عقلاني قائم على الدقة والموضوعية نخاطب من خلاله الرأي العام العالمي، بعيدا عن الخطاب العاطفي".