نشطاء يدعون إلى تكريس قيم التسامح بين الأطفال كبداية لإنهاء الانقسام
نشر بتاريخ: 08/12/2013 ( آخر تحديث: 08/12/2013 الساعة: 11:04 )
غزة -معا - طالب نشطاء بضرورة بتعزيز المصالحة المجتمعية لفئة الأطفال لتعزيز وحدة النسيج الاجتماعي الفلسطيني منذ الطفولة وتكريس قيم التسامح والتكافل بين هذه الفئة لتحسين الوضع المجتمعي في المستقبل .
وتم تحديد خلال ورشة عمل نظمتها جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية بعنوان " واقع الطفل الفلسطيني في ظل الانقسام", وهي ضمن مشروع "تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في تحقيق المصالحة الوطنية" الذي تنفذه شبكة المنظمات الأهلية بالشراكة مع مؤسسة فريد ريش ايبرت الألمانية بمشاركة 50 ناشطا وناشطة مجتمعية، ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة الوسطى لقطاع غزة , عدة مبادرات لتطبيقها على الأطفال من بينها جمع بصمات للأطفال على شاشة بيضاء تطالب بإنهاء الانقسام ,وتجميع جميع الإعلام الفصائل في علم واحد ,وإطلاق بلالين مكتوب عليها كلمات تدعوا للتسامح بين الفرقاء .
وتناول إبراهيم مزروع المدير التنفيذي للهيئة الفلسطينية للتنمية الأوضاع السياسية والواقع الاجتماعي والسياسي لقطاع غزة منذ الاحتلال الإسرائيلي للقطاع عام 1967م، مروراً بمرحلة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، وقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م، والانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000م، حتى الانتخابات التشريعية عام 2006م، والتي نتج عنها فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية وسيطرتها على قطاع غزة عام 2007م، بعد صراع مسلح مع حركة فتح أدى إلى الانقسام السياسي والاجتماعي.
وبين من جهته نادر عواد الأخصائي الاجتماعي في ورقة له بعنوان "المشكلات الظاهرة التي يعاني منها الأطفال الناتجة عن الانقسام الفلسطيني", الانقسام الفلسطيني ومظاهره السلبية على الأطفال، وأثره على الأسرة والمدرسة، وأهم المشكلات الظاهرة على طلاب المدارس نتيجة الانقسام.
وأضاف " وبسبب الانقسام سيطر الإحباط على الأطفال وفقدت الرغبة في الحياة واستكان للوضع الحالي، ومنهم من سيطر عليهم الشعور بالنقمة والعدائية؛ فأصبح يصب جامّ غضبه على أصدقائه من الطرف الثاني، وكثيراً ما أدّى إلى العنف الجسدي واللفظي ما بين الأطفال بسبب حالة الانقسام الحاصل ".
وتمنى عواد أن يكون هناك اهتمام أكثر في هذه الفئة وفي تقليص هذه الفجوة فيما بينهم لتحقيق مصالحة مجتمعية اكبر عن طريق هذه الشريحة باعتبارها أن هذه الشريحة هي القوة النامية وأمل النهوض في المستقبل وهي قوة التعبير المجتمعي القادم.
وعن الجهود التي بذلتها الهيئة الفلسطينية للتنمية لتحقيق المصالحة خلال الأعوام الماضية , تحدث عبد الله نجم مدير البرامج في الهيئة الفلسطينية للتنمية خلال ورقة عمل بعنوان "الجهود التي بذلتها الهيئة الفلسطينية للتنمية لتحقيق المصالحة المجتمعية" ، عن الأنشطة والمشاريع والفعاليات المباشرة التي نفذتها الجمعية لتعزيز الحوار الفلسطيني ونشر ثقافة التسامح وتعزيز المحبة بين الأطفال، والتخفيف من الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأطفال، والأنشطة والفعاليات التي شاركت بها الهيئة الفلسطينية مع المؤسسات المحلية لتحقيق المصالحة المجتمعية.
وأوضح إسماعيل النعامي الناشط المجتمعي في مداخلة بعنوان "أثر تحقيق المصالحة الوطنية على مستقبل الأطفال" , أثر الانقسام الاجتماعي على الأطفال مع عرض بيانات وإحصائيات تخص الصراع الداخلي الفلسطيني، وتأثير الانقسام على البنية المجتمعية الفلسطينية، وخطورة الوضع الفلسطيني الذي يعيشه أهالي قطاع غزة في ظل الانقسام الفلسطيني.
وتخللت الورشة العديد من المداخلات من الشباب المشاركين ,واختتمت ورشة العمل بالعديد من التوصيات، من أهمها ضرورة تضافر جميع الجهود الفلسطينية من أجل العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق المصالحة المجتمعية ولتأكيد على أهمية العمل الجماعي لإنهاء الانقسام الفلسطيني للقضاء على جميع المشكلات التي يتعرض لها الأطفال، ودور الناشطين والمجتمع ككل في المساهمة في حل هذه القضية ,وتعزيز دور الشباب في المساهمة في المشاركة المجتمعية.