صغيرات يحلمن بالفستان الأبيض فيحملن لقب مطلقات
نشر بتاريخ: 09/12/2013 ( آخر تحديث: 09/12/2013 الساعة: 13:01 )
غزة- تقرير معا - لم تكن تعلم معنى تكوين أسرة، ولم تستطع الإفصاح عن ما يدور بداخلها بكلمة واحدة، فالخوف والخجل من الأب كان المسيطر عليها ليحول حياتها من طفلة ما زالت تتابع دراستها إلى امرأة تحمل مسؤوليات بيت وأسرة.
(خ. أ) إحدى النساء اللواتي تزوجن وهن قاصرات.. لم تتجاوز (15 عاماً) قالت لـ معا" كنت أحب دراستي كثيراً فقد كنت طفلة صغيرة أذهب إلى مدرستي كل صباح، ولكنني فوجئت في إحدى الأيام أثناء عودتي من المدرسة بوالدي يقول لي قررنا تزويجك وسيأتي أحد أقربائنا اليوم لخطبتك".
وأشارت (خ. أ) إلى أنها لم تكن تعرف كيفية الدفاع عن النفس، أو رفض كلام والدها، مشيرة إلى أنها لم تكن تعلم بأن هناك مسؤولية كبيرة بانتظارها، فكل ما تعرفه هو لبس الفستان الأبيض فقط.
|254408|
وبينت أنها توجهت للمحكمة الشرعية في اليوم الثاني ليتم عقد قرانها وحين سألها القاضي إذا كانت موافقة، لم يترك لها مجالاً للإجابة فقط كانت إجابة العريس وأشقاؤه أسرع منها.
وقالت:" لم أتكلم بأي شيء، ولم أكن أعلم التخطيط لحياة زوجية فانتظرت حتى تم الزواج، وانتقلت للعيش في بيت الزوج وهنا بدأت المشاكل".
وأكدت أنها كانت تواجه كل المشاكل الصادرة عن زوجها ووالدته بالصمت والخوف وعدم الإفصاح عنها لعدم معرفتها بحقوقها، مبينة أن كل ذلك تراكم إلى أن عادت لمنزل والدها بعد 5 سنوات تعرضت فيها لألوان مختلفة من ضرب واعتداء واهانة من قبل الزوج وأهله، وطلبت للطلاق الذي حصلت عليه بعد معاناتها الكبيرة لرفض الزوج تطليقها.
|254410|
(خ. أ) هي واحدة من عدد كبير من الفتيات اللواتي يتم تزويجهن وهن قاصرات، فقد أظهرت النتائج أن 36% من النساء المتزوجات في فلسطين تزوجن وهن أقل من 18 سنة منهن 5% أقل من 15 سنة وذلك حسب تقرير مركز الإحصاء الفلسطيني.
أبعاد خطيرة تحملها تلك النسب لتزويج القاصرات اللواتي تقل أعمارهن عن 18 سنة، والتي لاتكون فيه الفتاة مؤهلة جسدياً وعقلياً ونفسياً وعاطفياً لتحمل أعباء ومسئوليات الزواج.
مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر قالت لـ"معا": "تزداد نسبة تزويج القاصرات يوماً بعد يوم والتي لها أبعاد نفسية واجتماعية وصحية خطيرة على الأسرة باعتبار أن القاصر لا تستطيع أن تقوم بمتطلبات الزواج ما ينتج عنه الطلاق".
وأشارت زقوت إلى أن الأسر الفلسطينية تلجأ لتزويج بناتها لعدة أسباب بعضها يرجع الى الفقر أو الأفكار السائدة بأن الزواج سترة للبنت أو النظرة السلبية للفتاة في المجتمع والخوف من العنوسة.
|254411|
وبينت زقوت أن الأسرة تزوج ابنتها القاصر لترتاح من أعبائها، ولكنها تتفاجأ بأعباء أكبر بعد فترة حينما تعود الفتاة إلى منزل والدها وتطلب الطلاق وتكون قد أنجبت أطفال.
مرسيل المصري مستشارة قانونية لمركز صحة المرأة بجباليا أوضحت أن المشكلة تكمن في عدم وجود قانون فلسطيني يحكم ظاهرة الزواج.
وقالت:" المجلس التشريعي أقر مسودة للأحوال الشخصية وبسبب الانقسام لم تصبح تلك المسودة قانون"، مبينة أنها وضعت سن18 كحد أدنى للزواج، مبينة أنه فعلياً ينظر إلى شكل الفتاة الخارجي إن كانت ناضجة ويتم تزويجها بغض النظر عن العمر.
وشددت المصري على ضرورة تطبيق القانون وعدم تزويج الفتيات قبل سن 18 عاما لتفادي المشاكل الناتجة عن الزواج.