بعد ان اغلق عليها باب دورة المياه : طفلة اردنية تقفز من الطابق الثاني في مدرستها وتصاب بكسور ونزيف في الدماغ !

عمان - ذكرت صحيفة الدستور الاردنية في عددها الصادر اليوم ان طفلة تبلغ من العمر الست سنوات قد قفزت من الطابق الثاني للمدرسة بعد ان اغلق عليها باب دورة المياه في مدرستها .

وفيما يلي القصة المفجعة كاملة كما ذكرتها الدستور .

منى ابنة الستة اعوام، شارفت على انهاء سنتها الاولى في المدرسة ولم يخطر ببالها وبال ذويها ان فرحتهم بعبورها العام الدراسي الاول ستغتال بسبب اهمال قد يتكرر في كثير من مدارسنا .

فقد وجدت منى نفسها مضطرة لتجاوز مستواها العقلي وهي تبحث عن حل يخرجها من دورة مياه المدرسة التي لا يفتح بابها الا من الخارج وبح صوتها وهي تصرخ مستنجدة لعل مديرة او احدى معلمات او حتى حارس المدرسة يسمعها.
وبعد ان تأكدت منى أن لا مغيث يسمعها وان الجميع غادر بحثت عن الحل لازمة تبدو بحجم الكون لمن هو في عمرها فهداها التفكير الى الخروج من فتحة التهوية ، وكان مصيرها السقوط من الطابق الثاني للمدرسة لتصاب بكسور في الجمجمة ونزيف في الدماغ.

وتكتمل مهزلة الاهمال بأن تبقى الطفلة البريئة من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الثالثة والنصف عصرا ملقاة في باحة المدرسة لا تجد من يغيثها ويلملم جراحها ولولا ان هدى الله قلب الاب الذي اعياه البحث في ازقة وشوارع المنطقة المحيطة والمؤدية من منزله الى المدرسة للذهاب الى المدرسة عله يجد ابنته قد اخذتها غفوة في ركن هنا او هناك ليفاجأ ان بعض جيران المدرسة في الطوابق العلوية قد شاهدوا الطفلة ممددة في الساحة فطلبوا مسعفي الدفاع المدني لنقلها الى المستشفى قفزا عن اسوار المدرسة حيث لا حارس ولا غيره يفتح لهم الابواب.

والد الطفلة منى محمود الجابر كان يتحدث ل "الدستور" مترددا في اثارة الموضوع في الصحف مؤكدا كل لحظة حرصه على عدم أذية أحد خصوصا وان هناك من اخبره ان مسؤولية هذا الحادث تتحمله اذنة المدرسة في محاولة لاقناعه باسقاط حقه الشخصي وسحب الشكوى التي تقدم فيها للمركز الامني ولمديرية تربية عمان الثالثة التي تتبع لها المدرسة. محمود الجابر لا يخفي خوفه على ابنته من مضاعفات قد تحدث لها لاحقا بسبب النزيف الذي حدث معها والذي ابقاها اسيرة غيبوبة دامت لثلاثة ايام قضتها في غرفة العناية الحثيثة في مستشفى الامير حمزه .

ويضيف ان الذين توسطوا لديه بهدف التنازل عن حقه الشخصي كثيرون وهو في حرج بعد تطور الامر وتدخل وجهاء المنطقة في الموضوع ويشير الى انه لا يبحث عن شئ سوى ضمان عدم حصول ما حدث لابنته مع غيرها وهو امر قد لا يتحقق اذا لم يعاقب المسؤول عن مثل هذا الاهتمام. مدير التربية والتعليم في مديرية تربية عمان الثالثة علي المشاعلة اكد ل"الدستور" ان المديرية قامت فور تلقيها شكوى من والد الطفلة بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة والوقوف على اسبابها لتحديد المسؤولين عن هذا الامر مشددا على انه وفور انتهاء التحقيق الذي سيعتمد ايضا على التقارير الامنية المتعلقة بالحادثة سيقوم باتخاذ العقوبات المناسبة بحق المسؤولين وفق ما هو معمول به في نظام الخدمة المدنية . وقال المشاعلة ان المجتمع التربوي مجتمع كبير لا يمكن ان يخلو من بعض الحوادث والمشاكل بين الحين والاخر ولكن التعليمات التربوية تتشدد في هذا الجانب حيث لا مجال للتهاون في ظل الاعداد الكبيرة من المدارس والطلبة.

مديرة مدرسة المعمورة جهاد الرحيلة رفضت الحديث حول الموضوع بعد أن كانت قد شككت في رواية سقوط الفتاة في المدرسة مؤكدة انها تقوم يوميا بالتأكد من مغادرة جميع الطالبات قبل اغلاق المدرسة قائلة ان لديها اكثر من رواية حول ما حدث للطفلة منى وانه من غير المعقول ان تسقط دون ان يحدث لها كسور في انحاء جسدها،، عدد من طالبات المدرسة أكدن ان باب دورة المياه في المدرسة معطل وبقي على هذا الحال منذ بداية العام الدراسي وان ادارة المدرسة وجميع المدرسات على علم بالامر وان الطالبة التي كانت ترغب بدخول الحمامات كانت تصطحب احدى صديقاتها لتقوم بفتح الباب لها من الخارج بعد انهاء حاجتها.