الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأعرج: لا يوجد شريك إسرائيلي ناضج لتحقيق السلام

نشر بتاريخ: 10/12/2013 ( آخر تحديث: 10/12/2013 الساعة: 17:20 )
رام الله -معا - قال رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية الدكتور حسين الأعرج بأنه لا يوجد شريك إسرائيلي ناضج لتحقيق السلام لان العقلية الموجودة لدى الحكومة الإسرائيلية تقوم على عدم الجدية ونكران الحقوق الفلسطينية والمراوغة، بالرغم من القرار الاستراتيجي الذي اتخذته منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة في السلطة الوطنية بالسير بالمفاوضات لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود العام 1967 وبتأكيد من المبادرة العربية الموقعة من قبل 18 دولة عربية اضافة الى قرارات الشرعية الدولية، مضيفا الى ان إسرائيل تتصرف وكأنها دولة فوق القانون الدولي وتمعن بممارستها العنصرية بحق الأرض والإنسان الفلسطيني.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها لطلبة الجامعة العربية الامريكية حول المفاوضات والإستراتيجية الفلسطينية القادمة.

وكان باستقباله خلال زيارته، رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور محمود ابو مويس ونوابه ومساعديه، ومجلس اتحاد الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية، ورحب الاستاذ الدكتور ابو مويس بالأعرج، وأشاد بجهوده الاكاديمية ووطنيته، وقدم له شرحا عن الجامعة وكلياتها وبرامجها الاكاديمية وخططها المستقبلية والحالية، كما استعرض إمام الأعرج انجازات الجامعة الاكاديمية التي تحققت خلال العام الماضي من خلال الحصول على شهادة المواصفات والمعايير العالمية للجودة والنوعية ISO9001:2008 كأول جامعة فلسطينية تحقق هذا التميز العالمي، اضافة الى اعتماد أربعة برامج أكاديمية في البكالوريوس والماجستير، من ضمنها ماجستير إدارة الأعمال MBA بالتعاون والاتفاق مع جامعة إنديانا في ولاية بنسلفانيا الامريكية.

وأضاف الاستاذ الدكتور ابو مويس "ان الجامعة العربية الامريكية هي بيت المميزين وأصحاب الإبداع في هذا الوطن فهي تعتز وترحب بجميع الكفاءات، لأنها تعلم جيدا بأنهم الجنود المجهولين الذين يربطون الليل بالنهار ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل تخريج طلبة على قدر عالٍ من المسؤولية والانتماء والعلم لتشريف فلسطين وتعزيز صمود أهلهم والتسلح بأهم أدوات النضال في مواجهة الاحتلال لنيل الحرية وتحقيق تطلعات وأحلام هذا الشعب بإقامة الدولة الفلسطينية".

من جانبه، عبر الأعرج عن سعادته بزيارة الجامعة التي ينتمي لمجلس أمنائها، واعتبرها صرحا علميا فلسطينيا يسعى للنهوض بالعملية التعليمية، وإيصال رسالة فلسطين العلم والثقافة والفكر والحضارة لأرجاء العالم، وأشاد بالتطور الذي وصلت إليه الجامعة، مؤكدا أنها نموذج فريد للعمل الجماعي الناجح، والاستثمار المثالي الوطني القادر على بناء الأجيال على أسس حضارية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

وخلال المحاضرة نقل الأعرج تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأسرة الجامعة العربية الامريكية، وقال: ان الرئيس ابو مازن يشارك اليوم باسم الشعب الفلسطيني في وداع الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، الذي وقف دائما بجانب الحقوق الفلسطينية ووصل به الأمر الى القول عندما حصلت جنوب إفريقيا على استقلالها"ان استقلال جنوب إفريقيا لن يكتمل إلا بتحرير فلسطين وتحقيق النصر لقضيتها".

وأضاف، "ان التطور الكبير الذي تشهده الجامعة اليوم يذكرني بمقولة الرئيس الراحل ابو عمار عندما توجهت لزيارة برفقة وفد من بلدية جنين حاملين له بعض المطالب قائلا:"ألا يكفي جنين أن أعطيناها الجامعة العربية الامريكية".

وأوضح الأعرج، ان الخيار السلمي الذي اتخذته القيادة الفلسطينية في الصراع مع إسرائيل له أدوات، منها المفاوضات التي مازلنا نحاول من خلالها انتزاع الحق الفلسطيني الشرعي وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بدعم ومناصرة من جميع أحرار العالم، اضافة الى وصولنا للساحة الدولية وما حققناه من اعتراف عالمي كبير تمثل بتصويت 138 دولة في العالم على قرار منح فلسطين دولة بعضوية مراقب في الأمم المتحدة وما سيمنحه هذا الاعتراف لنا بالدخول في 63 منظمة وهيئة دولية عالمية.

وبين ان من أدوات الخيار السلمي، هي المقاومة الشعبية السلمية التي بدأت منذ سنوات قليلة في بعض مناطق فلسطين كما في بلعين وغيرها، مشيرا الى انه يجب تفعيلها لتشمل جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة ولتوجيه رسالة واضحة للمحتل ان على هذه الأرض شعب يحميها وسيدافع عنها، اضافة الى الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة وقوانينها وأنظمتها كالجامعات والوزارات والمؤسسات والنقابات والاتحادات.

وقال الأعرج "إذا أردنا ان نقيم دولة فلسطينية علينا ان نطرق كل الأبواب وان نتوجه للشعب الأمريكي وللشعوب الأوروبية والناخب الأمريكي والأوروبي بالدرجة الأولى لنحاورهم ونقنعهم بعدالة قضيتنا لأنهم قادرين على ممارسة الضغط على حكوماتهم وصناع القرار للمضي قدما وبجدية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة الدولة ونحن نعمل على هذا بالشراكة مع نخبة من الأكاديميين والمثقفين ورجال الأعمال في أمريكا وأوروبا.

وأضاف، أقول لكل ما حاول التقليل من شأن حصول فلسطين على دولة في الأمم المتحدة بان الرئيس الأمريكي باراك اوباما رئيس اكبر دولة في العالم قد زار دولة فلسطين بصفتها دولة وانحنى للعلم الفلسطيني، واستعرض حرس الشرف، ورفع العلم الفلسطيني على سيارته الخاصة كما هو متعارف عليه في البروتوكولات المتبعة بين الدول.

وأوضح الأعرج ان القيادة الفلسطينية ملتزمة بالمفاوضات مع إسرائيل حتى انتهاء فترة التسعة أشهر وإتمام الدفعة الثالثة والرابعة من تحرير الأسرى المعتقلين ما قبل أوسلو والتي تعهد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتنفيذها.

وشدد على ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن وطي الفصل الأسود من تاريخ الشعب الفلسطيني للأبد، داعيا حركة حماس الى الالتزام بتحقيق المصالحة، ومؤكدا ان حماس شاركت في الانتخابات التشريعية وفازت بها تحت مظلة أوسلو ومن ثم انقلبت على الشرعية الفلسطينية وتناغمت في سلوكها وتصرفها مع المخطط الإسرائيلي الرامي لفصل قطاع غزة على الدولة الفلسطينية.

ورد الأعرج على أسئلة الطلبة حول المفاوضات وجدواها قائلا:"أننا ما زلنا في مرحلة المفاوضات ولم نفرط بالحقوق الفلسطينية ولم نوقع أي اتفاق مع إسرائيل حتى الان، وملتزمون بالثوابت الفلسطينية، وهدفنا الاستراتيجي الحالي هو تمكين خمس ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وتعزيز صمودهم وثباتهم في هذه الأرض وتوفير الحياة الكريمة لهم اضافة الى دعم صمود مليون ونصف فلسطيني من أهلنا في المناطق التي احتلت عام 1948، وان هذا لا يحدث من خلال الخطب الرنانة ولا في منابر الفضائيات الإعلامية وإنما بالعمل الجاد والمسؤول والتخطيط المنطقي ودراسة الاوضاع الإقليمية والدولية".