الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

التمثيل والخداع و إضاعةالوقت...... و الحكم ؟

نشر بتاريخ: 13/12/2013 ( آخر تحديث: 13/12/2013 الساعة: 13:34 )
بقلم : مهيوب الصادق

الخداع ... التمثيل ، ادعاء الإصابة ، هدر وضياع الوقت... احتجاج اللاعبون... عدم وجود نقالة لنقل اللاعبين المفترض اصابتهم ، موقف محرج للحكم ، مقدار الوقت بدل الضائع المقرر من قبل حكم المباراة كلها سيناريوهات تشخص مرض ما زال ولا يزال يكتنف لعبتنا الجميلة، ، لا يختلف اثنان ممن يعشقون الساحرة المستديرة مدى الضرر الذي يلحق بسمعة وأهمية اللعبة كلعبة تحض على نبل الاخلاق و نصرتها، اذ ان ميدان اللعب ليست بالمكان الانسب و مهداً لبث سموم الحقد والخداع والغش والتحايل لمن استهوتهم هذه السمات البغيضه ،والغايه هنا بطبيعة الحال الحصول على مآرب ونزوات شخصيه بحته قائمه على سلب حقوق الاخرين وامتلاك ما لا يستحق ولا يحق له بجميع الاعراف والمِلَل.

لقد ايقن الإتحاد الدولي لكرة القدم- الفيفا- مدى الضرر الذي يلحق بجميع عناصر اللعبة،وفي العام 1998 وتحديداً في مونديال كأس العالم بفرنسا، وقع كثيرا من الحكام فيه ضحية التمثيل والخداع والذي قام به اللاعبين خلال المونديال فكانت القرارات العكسية والتي بدورها القت بظلالها على نتائج المباريات.

وبناءاً عليه تبنى المجلس التشريعي – البورد – واخذ على على عاتقه محاربة هذه الآفه، وشن حرباً بلاهواده على مفتعليها وكانت باكورتها أن قام بتعديل في قانون اللعبة وذلك بعدم الإكتفاء بالعقوبة الإدارية - بطاقة صفراء- كعقوبةانضباطية، بل للحد من حالات التمثيل والخداع زاد عليها العقوبة الفنية ´ركلة حرة غير مباشرة ” وفي حال التكرار- العقوبة الاشد – البطاقة الحمراء.

ولم يحدد البورد حالات خاصة بالتمثيل والخداع داخل منطقة الجزاء بل في أي جزء من ميدان اللعب ، ان تعمد السقوط او الغوص من قبل اللاعبين وايهام الأخرين- قبل الحكم - بحصول مخالفة وهمية ،الامر نفسه ينسحب على استعمال اليد في لعب الكرة عمداً لأجل الحصول على مالا يستحق، وفيه ايضاً سلب لحقوق الأخرين،علماً بأن قانون حظر لمس الكرة باليد هو اقدم مادة في قانون اللعبه .

ان بعض اللاعبون بارعون في الغش والخداع بهدف تحقيق الفوز، انها الأنانية وحب الذات، انها تعويض النقص والعجز بالإنانية، انها الإستخفاف بعقول الأخرين، وكلها مسميات تتنافى واخلاق كرة القدم والهدف التربوي التي تسعى الاتحادات الاهلية اليه، ان سلوكيات اللاعبين يجب ان تتعدى حدود الملعب ليشمل دعم قيم واخلاق المجتمع لصون مبادى اللعب النظيف.

ان " العلم الأصفر "- ليس مجرد علم يحمله صبيه وفتيان وكجزء من بروتوكول بطولة او مباراة، تلك المبادئ التي لا يتسع المجال لذكرها- و التي يجهلها- وللاسف الشديد- من يمارسون كرة القدم حتى يومنا هذا من مدربون وفنيون ولاعبون و... ، إن من يعطي نفسه الحق في ممارسة الغش والخداع ،يكون قد مارس ضربا من ضروب العنصرية البغيضة، الادهى والأمَر ان هناك ثلة من المدربين ممن يمرسون و يدربون لاعبيهم على كيفية وفن الخداع والتحايل و الغش - وما هو بفن؟!!!!- و ذلك في كيفية ان يوقع فريستة على نحو في هذا السيناريو المزعج، من هنا تعالت الإصوات لضرورة وجود حكام اضافيون على خطوط المرمى وهذا نهج قائم حاليا على دراسة مستفيضة من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم ولربما يتم اقرارها بشكلة النهائي و تضمين قانون اللعبة ذلك .

للأسف الشديد فإن صاحبة الجلالة " السلطة الرابعة " لم تتسيد اقلامها هذا الموضوع لخط السطور عن ظاهرة التمثيل والخداع و الغش واضاعة الوقت في لعبتنا الجميلة التي تعالت كثيرا واصبحت كابوس مزعج يقصد من ورائه الحصول على الهدف بصورة غير شرعية ، ان تربية اللاعبين على هذا السلوك السيء لهو بمثابة طرق المسمار الأول في نعش جمالية اللعبة وخلوها من الرشوة والفساد والخداع ،و ترويض اللاعبين على كيفية الخداع والفوضى لكسر القانون والمبادئ في الملعب والذي يسميه البعض بالمهارة والذكاء إعتباطاً -.كالحصول على ركلة جزاء بدون جهد وتعب - اصطدام لاعب بلاعب للحصول على ركلة جزاء. من هنا لابد لنا وعطفاً على مما سبق ان نخلص الى القول ان :-

• على الحكام الإستغناء عن الفضول في الإصغاء لكل صغيرة وكبيرة تصدر من اللاعبين داخل الملعب ،لقد حدد قانون اللعبة والمشرع في كيفية تفاعل واتصال الحكام مع اللاعبين، مميزاً وموضحاً انه يجب على الحكم التركيز على الأحداث الفعلية للمباريات وعدم الإلتفاف على ما يعكر تركيزه ومطالعة الحالات التي حددها المشرع للحكم في قانون اللعبة والتي تتعلق بأساليب التي يتفنن اللاعبون من خلالها في هدر الوقت، كذلك الحساب الدقيق لحالات العلاج والتبديل والتي من خلالها يعمد الحكم على تقدير الوقت بدل ضائع .

• ان عدم اهتمام الحكام بمجالات التمثيل والخداع واستسهال كثيرا منها والمبرر هو ظروف المباراة وروح القانون والذي يكون في الغالب على حساب شخصية الحكم داخل الملعب ليحمل على كتفيه مخالفات وعدم اكتراث وسذاجة المخالفين من اللاعبين بقصد الوصول بالمباراة الى بر الامان- وهو ليس بمطالب بذلك البته .

• غض الطرف من قبل الحكام على إستحواذ حارس المرمى على الكرة بين يديه لأكثر من 6 ثوان وتعدي خط منطقة الجزاء عند ركله للكرةعندما تكون الكرة بحوزته بين يديه ،وبهذا تمر هذه المخالفة مرور الكرام وتعزز في ضياع وقت من عمر المباراة، فيكرر اللاعبون ذلك ويتفننوا في اضاعة الوقت في شتى السبل، تماما مثل الطفل الذي يسرق بيضه فيقابل من قبل والديه بالإبتسامة والنتيجة الحتمية ان هذا الطفل سوف يسرق اكثر من ذلك ويسترسل ويطلق العنان لهواه .

• ان روح القانون ( منح الأفضلية ) روح القانون له ملزمه تحده من كل صوب وهو عدم كسر او تعطيل قانون اللعبة وبعد ذلك يمكن أخر تطبيق المادة ( 18) روح القانون - ان جاز التعبير – او ما يسمى بحسن التصرف واللباقة، او عندما يعرض سلامة اللاعبين للخطر او الايذاء وعندما لا يستفيد المجني عليه من روح القانون .

• يجب ان يدرك الحكام ان تفنن اللاعبون في التمثيل وفي اضاعة الوقت يشكل ضغطا عليهم، وبالتالي فقدان القدره على دقة القرار التحكيمي، لذلك يجب التعامل مع مثل هذه الحالات بحكمة وروية تحفظ ماء وجه الحكم وشخصيته وبالتالي الإقناع في القرار التحكيمي وتقبله من الجميع.

• اللاعبون بارعون في الغش والخداع واضاعة الوقت، إن من يلجأ لهذه الأساليب الرخيصة يعمل على حرماننا من متعة كرة القدم بهدف تحقيق غايته بشكل غيرشرعي، فما ذنب المشاهد الذي جاء الى الملعب ليستمتع بعد ان دفع مبلغا من المال وقطع مسافه من اماكن بعيدة، لذلك على الإتحادات الأهلية اتخاذ العقوبات صارمة وثابته بحق اللاعبين الذين يتخذوا من الخداع والحيلة والتحايل وهدر الوقت دربا مشروعا بنظرهم لتحقيق الفوز ايماناً منهم بأن الغاية تبرر الوسيلة،واعتقد ان من اوائل من تنبه لهذة المسألة هو الاتحاد الالماني لكرة القدم الذي قام بفرض العقوبات والغرامات بل والحرمان على من تثبت ادانتهم بهذا الجرم المشهود من خلال الاستعانة بالفيديو واللقطات التلفزيونية كأدلة على ادانة المخالفين، ان مثل هذه الاساليب تسبب المشاكل والمشاحنات، ان اتخاذ خطوات عملية وفعلية صوب من يمارسون هذه الاساليب لهو البلسم الشافي للحد من ظاهرة او آفة التمثيل وضياع الوقت .