خاص- عائلة الفقيدين من ترابين الصانع توجه أصابع الاتهام لشرطة إسرائيل

بئر السبع- معا - خلّصت قوات الإنقاذ التابعة لمنطقة عراد- عين جدي في شرطة لواء الجنوب الإسرائيلية صباح اليوم الأحد، جثة الشاب مرعي الصانع (25 عاما) الذي جرف في وادي السيّال (تسئليم) في منطقة عراد في النقب.

وقد تم تشخصيها من قبل العائلة حيث تبيّن أنها تعود للمفقود الثاني من قرية ترابين الصانع، المحاذية لمدينة رهط في النقب. وكانت قوات الإنقاذ انتشلت أمس السبت جثة المرحوم شريف الصانع (22 عاما). وقد عمّت أجواء من الحزن على عائلة مرعي (25 عاما) وشريف (22 عاما) الصانع بعد وصول نبأ مصرعهما نتيجة الفيضانات الليلة الماضية، حيث وجه أبناء العائلة اصابع الاتهام لقوات الإنقاذ والشرطة الإسرائيلية التي تلكأت في عملية البحث، حتى تم العثور عليهما بواسطة فرقة الإنقاذ التابعة لقرية "حورة" البدوية في النقب.

يشار إلى أنه تم نهار البارحة السبت العثور على جثة أحد الشابين المفقودين اللذين كانت قد فقدت آثارهما نهار يوم الأربعاء الماضي مع مغادرتهما لمنزليهما في القرية، وانقطاع الاتصال معهما. وقالت الناطقة بلسان شرطة إسرائيل للإعلام العربي، لوبا السمري، إنّه "تم تخليص أحد المفقودين بينما تعذر تخليص الجثة الثانية التي عثر عليها أيضا في نفس المكان، وذلك لسوء الظروف الجوية التي سادت المنطقة ومداهمة الظلام للقوات التي عملت على الانقاذ مما حال بينها وبين مواصلتها مساء البارحة بذلك".
|255578|
فرقة حورة عثرت على جثتي المفقودين

وكانت فرقة إنقاذ "نادي حورة" أعلنت أمس عن عثورها على جثة الفقيد الأول. وأفادنا عبد الرحمن أبو شلظم، مركز عمل وحدة الإنقاذ التابعة لنادي حورة لسيارات الدفع الرباعي HTR) Hura Rescue Team)، أنّ فرقة الإنقاذ التابعة للنادي هي التي تمكنت من العثور ظهر السبت على احدى الجثتين.

وأشار إلى أنّ المتطوعين اضطروا إلى السير لنحو 4 ساعات متواصلة في منطقة وادي (سيّال) الممتد شمال شرقي مدينة عراد. وقد عثر المتطوعون على إحدى الجثتين في منطقة (النميرة) وقد جرفتها على ما يبدو مياه السيول. وأردف أبو شلظم قائلا: "إنّ عملية البحث والتمشيط كانت صعبة للغاية وذلك لوعورة المنطقة، اضافة الى سوء الأحوال الجوية وتشكل السيول الجارفة في المنطقة".
|255577|
مطالبة بلجنة تحقيق

وفي غضون ذلك انتقد سكان في النقب الشرطة الإسرائيلية على ما أسموه تأخيرها لعملية الانقاذ، بالرغم من وصول شكوى عن فقدان آثار الشابين مساء يوم الأربعاء الماضي، حيث وجهوا لهم اتهامات. وقال النائب السابق في الكنيست ورئيس الحزب الديمقراطي العربي، طلب الصانع، في حديث لمراسل معا في النقب: "لقد فقد عرب النقب شابين نتيجة الإهمال ولو كان الحديث عن مفقود يهودي لتجندت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي للبحث عنه مباشرة ودون تأخير". وأشار الصانع إلى الأضرار التي لحقت ببيوت الأهل في النقب، خاصة في القرى غير المعترف بها التي أسماها "منطقة منكوبة"، حيث قال: "تطايرت البيوت في الهواء وبقي الناس في العراء وبقيت قرى كاملة منقطعة عن العالم الخارجي، وكأن الحديث ليس عن مواطني إسرائيل".

وطالب قياديّون عرب في الداخل بإقامة لجنة تحقيق لفحص عمل الحكومة الإسرائيلية والجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي بكل ما يتعلق بتعاملها مع الوسط العربي خلال فترة العاصفة الثلجية، والأضرار التي تسببت بها.

وقال خليل ترابين الصانع، قريب المفقودين، في حديث لمراسل معا في النقب: "لقد تلكأت الشرطة في الخروج للبحث عن المفقودين، وقد تم العثور على جثتيهما في المنطقة التي تم فيها رصدهما من خلال هاتفهما، ولو كانت الشرطة قامت بواجبها كما يجب لما تأخر العثور عليهما أربعة أيام". ومن المتوقع أن يتم دفن المرحومين في الساعة القريبة في مقبرة القرية.

وعقبت الناطقة بلسان شرطة النقب، الميجور نافه طبو، في تعقيبها لمراسل معا قائلة: "نشاطر العائلتين الثاكلتين الحزن على المصيبة التي حلّت بهما. لقد خرجت قوات من المتطوعين ساعة الحصول على الشكوى في الشرطة حول فقدانهما وخلال عمليات البحث تم بناء على تحديد موقع هواتفهما الخليوية بإرسال قوات إلى مكانين مختلفين. لا نريد أن نحكم على عائلات في حالة الغضب".