السبت: 12/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هكذا فشلت إسرائيل في مواجهة العاصفة

نشر بتاريخ: 15/12/2013 ( آخر تحديث: 16/12/2013 الساعة: 14:37 )
بيت لحم- معا - لم يكن بالإمكان تغير العاصفة الثلجية لكن الأضرار الكبيرة وقعت بالأساس نتيجة الاستعدادات الخاطئة وغير السليمة فأين أخطأت شركة الكهرباء والمجالس المحلية والجهات ذات الاختصاص أسئلة كبيرة بدأت الصحافة الإسرائيلية في طرحها حتى قبل ذوبان الثلوج التي بينت هشاشة الاستعدادات الإسرائيلية .

كان من الأفضل للمسئولين إجراء المناقشات الجارية اليوم قبل فترة طويلة للتأكد من اصلاح الخلل الذي أشار اليه مراقب الدولة العبرية في أكثر من موضع ومكان عدم انتظار العاصفة وانهيار الخدمات للبدء بالنقاش والبحث استهل موقع " يديعوت احرونوت " العبري اليوم " الأحد " تقريره المطول الذي تناول فيه إخفاقات البنية التحتية .

" إن انهيار شبكات الكهرباء وانفصال السكان من الشبكات أمرا يحدث حتى في الدول التي تتفوق على إسرائيل من حيث تقدمها وتطورها إضافة لاعتيادها على مواسم الشتاء الصعبة لكن هذا لا ينفي ان استعدادا أفضل وجهوزية اكبر خلال الخمسة ايام الماضية كانت ستخفف الكثير من معاناة عشرات ألاف من الجليل وحتى القدس وشمال الضفة " السامرة" تلك المناطق التي عزلت تماما خلال الفترة الماضية بسبب الثلوج وسينشغل الكثير خلال الأيام القادمة بالإجابة على السؤال هل كان هناك خطوات وإجراءات معينة يجب اتخاذها قبل وأثناء العاصفة ؟ " قال الموقع سالف الذكر.

|255606|

انهيار شبكة الكهرباء:

فصل التيار الكهربائي منذ الخميس الماضي عن 35 الف منزل خصوصا بمنطقة القدس والمنطقة الشمالية واعيد التيار الكهربائي ظهيرة اليوم الاحد الى 14 الف منزل فقط منها 6000 منزل بمنطقة القدس .

ووضع " رونين رغيف" احد المسئولين الكبار في قسم الأبحاث التابعة لمنظمة " ثقة الجمهور" ثلاثة فرضيات أو أسباب محتملة لانهيار الكهرباء الأول سقوط الأشجار وأشياء أخرى على خطوط الضغط العالي والثاني يتمثل بازدياد الضغط على شبكة كهراء متهالكة وقديمة والثالث يتعلق بإنتاج الكهرباء الذي لا يلبي الطلب على التيار في أوقات الذروة ما يستوجب قطع مؤقت " مقصود " للتيار في بعض المناطق

كيف كان يمكن التصرف بطريقة أفضل ؟

فيما يتعلق بالأعطال وقطع التيار المرتبط بسقوط الأشجار على خطوط الضغط العالي لم يكن بالإمكان منع هذا الأمر لكن المشكلة تتعلق بالبطء في إعادة التيار والخدمة للمستهلكين وفي هذا السياق كان من المفترض الشروع بعملية واسعة لتقليم الأشجار في ساحات المنازل الخاصة والقريبة من خطوط الكهرباء لكن شركة الكهرباء تدعي بان اصحاب المنازل والساحات الخاصة لا يوافقون على تقليم أشجارهم .

وقلصت شركة الكهرباء خلال العقد الماضي من استثماراتها في صيانة منظومة الكهرباء التي لم تعد تحتمل ازدياد الضغط ولم تقم بإصلاح حتى تلك الإخفاقات التي أشار إليها مراقب الدولة في تقريره الأخير ما يعني إن انفصال التيار المرتبط بتحمل الشبكة للضغط الزائد كان يمكن تلافيها ومنع حدوثها بنسبة كبيرة جدا .

لم يتم حتى ألان على الأقل الإعلان عن حالات تم فيها قطع التيار بشكل مقصود بسبب زيادة الضغط لأنه وبشكل بساطة كان من السهل على الشركة تلبية احتياجات بقية المستهلكين في ظل انقطاع التيار عن عشرات ألاف المستهلكين الآخرين وهذا سبب عدم إقدامها على قطع التيار بشكل متعمد لكن الامتحان الحقيقي لهذا الجانب سيأتي مع تقدم فصل الشتاء

الطرق المغلقة

تفاقمت معاناة الذين انفصلوا عن شبكة الكهرباء حين حاولوا إن يهربوا إلى منزل قريب أو صديق ليحتموا به من البرد القاتل لكنهم اكتشفوا ان الطرق مقطوعة ولا يمكنهم الفرار من قدرهم بمواجهة البرد منفردين ودون مساعدة وأدى إغلاق الطرق فيما أدى إلى عرقلة عمل شركة الكهرباء أيضا التي لم تتمكن طواقمها من الوصول للاماكن المقصودة حتى تقوم بإصلاح الأعطال .

وشكل إغلاق الطرق فيما يبدو الفشل والإخفاق الأكبر الذي واجهته إسرائيل خلال الأيام الأخيرة خاصة وان هذا الإخفاق كان من السهل منع حدوثه مع قليل من الاستعدادات الصحيحة .

وقال " رغيف" كان يتوجب على شرطة إسرائيل منع تدفق السيارات الخاصة بأعداد كبيرة إلى القدس فور معرفتها بقوة وضخامة العاصفة المتوقعة وفيما يتعلق بعودة سكان القدس إلى منازلهم كان من المفروض استخدام المواصلات العامة بعد منع الشرطة للسيارات الخاصة وإغلاق الطرق أمامها لكن ما حدث إن طاقة هائلة وكبيرة وموارد ضخمة خصصت لإنقاذ الركاب من سياراتهم الخاصة وأبعاد هذه السيارات عن الطرق لتمكين قوات الإنقاذ من العمل وكذلك تسهيل حركة طواقم شركة الكهرباء .

نقص المعدات الثقيلة

نتج إغلاق الطرق نتيجة تراكم الثلوج الذي لم يتم إزاحته بسرعة وفي الوقت المناسب بسبب نقص المعدات الثقيلة لدى بلدية القدس .

"وصلت نسبة إشغال المعدات الهندسية الثقيلة في بلدية القدس إلى أوجها وذروتها وتقضي التعليمات والإجراءات باستعداء قوات من مصادر "خارجية" أو قوات عسكرية تابعة للجيش فور وصول نسبة الإشغال إلى 90% لكن يبدو ان البلدية انتظرت إشغال المعددات الثقيلة بنسبة 1005 قبل أن تكلف خاطرها بطلب مساعدة الجيش علما بانه كان بامكانها توقف مدى قوة العاصفة واتخاذ الإجراءات المناسبة قبل وصولها بما في ذلك ترتيب عمل الجرافات وكاسحات الثلوج كما كان يتوجب على البلدية الاهتمام بإيصال وجبات ساخنة لسائقي كاسحات الثلوج والمعددات الثقيلة إضافة لتجهيز سائق احتياطي لكل معدة لتمكين العاملين عليها من نيل قسط من الراحة .