السبت: 12/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشرافي يدعو العرب لدعم برامج الحماية الاجتماعية بفلسطين

نشر بتاريخ: 15/12/2013 ( آخر تحديث: 15/12/2013 الساعة: 19:36 )
عمّان- معا- قال الدكتور كمال الشرافي وزير الشؤون الاجتماعية ان تعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين وحماية الفئات الفقيرة والمهمشة عبر برامج الحماية الاجتماعية هو المدخل لحماية المشروع الوطني الفلسطيني في وجه الضغوط وسياسة الاملاءات والابتزاز ومحاولات الحكومة الاسرائيلة لتقويض حل الدولتين وتصفية القضية وشطب حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة بعاصمتها القدس.

وقال الشرافي خلال مشاركته في أعمال اجتماع الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي عقد في عمان "ان ما تنفذه حكومة الاحتلال بتنكرها لكل مباديء عملية السلام وسعيها الدائم لتدمير حل الدولتين، وما تقترفه قواتها ومستوطنوها يومياً من اعتداءات وانتهاكات للمقدسات الاسلامية والمسيحية، هو مخطط لاغتيال الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني وتدمير بناه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وهو يحمل تأثيرات لا حصر لها على الأسرة والفرد وعلى منظومة القيم المجتمعية وارتفاع نسبة البطالة والفقر والعوز وزيادة نسبة الأسر التي هي بحاجة إلى مساعدات وتدخلات مختلفة، وهو ما يجعل قطاع الحماية الاجتماعية الذي تديره وزارته قطاعاً بالغ الحساسية، لأن حماية المواطنين وتأمين مستلزماتهم الانسانية الأساسية، هو استثمار مباشر في حماية المشروع الوطني واحباط مخططات الاحتلال".

وخاطب الشرافي المجتمعين قائلاً "منذ أيام رحل عن عالمنا المناضل والقائد الأممي نلسون مانديلا الذي يستذكره العالم كله هذه الايام بوصفه بطل الشعوب المظلومة والمضهدة، ورمز الكفاح ضد التمييز العنصري، وهو القائل "أن حرية شعب جنوب افريقيا ستبقى منقوصة ما دام الشعب الفلسطيني خاضعاً للاحتلال"، لكن اسرائيل تواصل الآن وبكل ما اوتيت من قوة وجبروت ودعم دولي في تنفيذ مخطط تمييز عنصري فريد من نوعه، يقوم على حرمان الفلسطينيين من كافة حقوقهم الوطنية والسياسية ومن أرضهم ووطنهم ومواردهم الطبيعية، والتعامل معهم كمجموعة سكانية ليس لها سوى مطالب حياتية يومية.

وشدد الشرافي على أن شعبنا الفلسطيني لم يستسلم ولن يستسلم أمام هذا المخطط، وتعمل الحكومة من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية وعبر سلسلة من البرامج والتدخلات للحد من تأثير السياسات التدميرية للاحتلال وتعزيز صمود المواطنين.

وكما اوضح الشرافي أن قرابة نصف الأسر الفلسطينية يقل دخلها عن مستوى خط الفقر الوطني، فيما تصل نسبة الأسر التي تعيش تحت خط الفقر المدقع ما يقارب 15 في المئة، كما تزداد معاناة هذه الشرائح الواسعة مع استفحال الغلاء ما يؤدي إلى عجز قطاعات واسعة من أبناء شعبنا عن تأمين مستلزمات حياتها الأساسية من غذاء ولباس ومسكن فضلاً عن حاجاتها الضرورية في التعليم والصحة، واستشهد الشرافي بالآثاؤ المدمرة التي خلفتها العاصفة الثلجية الاخيرة، وخاصة على قطاع غزة، حيث غرقت آلاف البيوت وشرد اصحابها بسبب ضعف البية التحتية والحصار المفروض على قطاع غزة والذي يمنع السلطة من ادخال الاليات والمعدات والوقود، لافتاً الى ان الرئيس محمود عباس اعطى توجيهاته للحكومة الفلسطينية باستنفار كل طاقاتها وامكانياتها بهدف ايصال المساعدات للمتضررين واغاثة الاسر المنكوبة، واكد وعلى الرغم من حالة الانقسام وشح الامكانيات وتأكيدا للمسؤولية الوطنية فانها لا تدخر جهداً ولا امكانتيات في دعم برامج الحماية الاجتماعية في قطاع غزة.

وقال الشرافي أن الحكومة الفلسطينية زادت من مساهماتها في تمويل برنامج التحويلات النقدية الذي يقدم عبر وزارة الشؤون الاجتماعية، مساعدات نقدية مباشرة لاكثر 110 ألاف أسرة، علاوةً على عدد من البرامج والخدمات الإضافية كالمساعدات العينية التموينية، والتأمين الصحي، وبرنامج المساعدات الطارئة، وخدمات الرعاية والحماية والإيواء لشرائح بعينها وهذه الخدمات كلها موجهة للفئات والشرائح المهمشة والفقيرة بهدف تعزيز صمودها الذي يساهم في تعزيز صمود المجتمع الفلسطيني بأسره وتمكينه من مواجهة المخاطر والتحديات التي تحدق بمشروعه الوطني.

وقال نجحنا مؤخراً في احداث سلسلة من التطويرات على برامج الوزارة من خلال الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية المتاحة، ومن خلال مخاطبة الحاجات الأكثر الحاحاً لدى الفئات الفقيرة والمهمشة والأكثر تضرراً من سياسات الاحتلال، وبات قطاع الحماية الاجتماعية يحتل مكانةً رئيسيةً في اولويات عمل الحكومة وموازناتها.

وثمّن الشرافي الدعم الدائم من الاشقاء العرب وطالب بالمزيد من الدعم والاسناد لبرامج الحماية الاجتماعية لفئات الأشخاص ذوي الاعاقة وتحديداً فئة المكفوفين، وهي فئة ذات نسبة عالية مقارنة بمثيلاتها في الاقليم، ولفئة الأحداث والاطفال والمسنين والنساء وباقي برامج الحماية الاجتماعية.
واضاف الشرافي دائماً كان لأشقائنا العرب حكومات وشعوباً ومنظمات اهلية دور رئيسي ومركزي في دعم تعزيز صمود المواطنين، ودعم مؤسساتهم، ودعم البرامج الاجتماعية، كان ذلك قبل قيام السلطة وما زال قائماً.

ودعا الشرافي مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب أن يتخذ القرارات الداعمة لخطط وبرامج قطاع الحماية الاجتماعية في فلسطين، وأن يؤكد على تنفيذ القرارات التي سبق اتخاذها في دورات سابقة.