الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أحرار: أشواق عائلة الأسير نضال طقاطقة تتحطم على صخرة الرفض الأمني

نشر بتاريخ: 16/12/2013 ( آخر تحديث: 16/12/2013 الساعة: 13:42 )
بيت لحم - معا - منذ سنوات لم تتمكن عائلة الأسير نضال سليمان ياسين طقاطقة 32 عاماً من مدينة بيت لحم من زيارته بسبب الرفض الأمني الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلية، وهو القرار الذي يسري على كثير من عائلات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ويحرمهم من اللقاء.

يقول نبيل طقاطقة شقيق الأسير نضال لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن عائلته ممنوعة من زيارة شقيقه منذ قرابة ثلاثة أعوام متتالية، لم يتمكنوا فيها من رؤية شقيقهم رغم المطالبات الحثيثة لكافة الجهات المعنية بالتدخل من أجل تحقيق الزيارات.

أما اعتقال نضال، فيقول نبيل إن شقيقه اعتقل بتاريخ: 27/2/2002، من على حاجز عسكري نصبه جنود الاحتلال في مدينة بيت لحم، حيث كان نضال في طريقه إلى عمله.

وفي ذلك اليوم، كانت هناك قوة من جيش الاحتلال الاسرائيلي قد نصبت كميناً لنضال على الحاجز الذي أعدته، واعتقلته من الحافلة التي كان يتواجد فيها بشكل وحشي ومؤلم.

يقول نبيل:" لحظات سماع خبر اعتقال نضال كانت مؤلمة للغاية، خاصة وأنه كان على مشارفة إنهاء دراسته الجامعية، والتفرغ للعمل، حيث درس نضال الهندسة المعمارية في المعهد التقني في بيت جالا، وكان مثابراً كل المثابرة على إنهاء دراسته والعمل فيما بعد، لكن اعتقاله أوقف كل شيء.

وتشير العائلة لمركز أحرار، إن الاحتلال أبدى باعتقاله الوحشي لنضال حقداً كبيراً، حيث وضعه في مركز التحقيق لمدة 40 يوماً متواصلة ذاق فيها الكثير الكثير من العذاب الذي كانت تبدو آثاره واضحة على وجهه وجسمه في المحاكم.

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار أنه وبعد التحقيق، جرى نقل نضال إلى سجن عوفر الذي صدر فيه الحكم ضده بالسجن 14 عاماً، بالإضافة إلى دفع مبلغ من المال (غرامة) قدرها 10 آلاف شيكل، وهنا تجدر الإشارة إلى استخدام الاحتلال أسلوب دفع الغرامات المالية إضافة إلى الحكم لكثير من الأسرى، وهي وسيلة إذلال وإخضاع وإضعاف بدفع مبالغ مالية باهظة غير قادرة كثير من الأسر على دفعها لكنها تبذل مجهودها لتأمينها من أجل إخراج أسيرها.

ووفق ما تؤكده العائلة وعلى لسان المحكمة الاسرائيلية، فإن الحكم على نضال جاء بهذا القدر لانتمائه إلى حركة الجهاد الإسلامي واعتباره شخصية قوية من الممكن أن تحقق أهدافاً وانتصارات كبيرة ضد الاحتلال.

وفي يوم صدور الحكم على نضال، كان المتواجدون في قاعة المحكمة من أفراد العائلة قد أصابهم الذهول من الحكم الصادر، وأخذوا يبحثون عن طريقة تخفف النبأ على والدتهم المريضة حتى جاء ذلك الموعد لإخبارها وكانت ردة فعلها: "بأن خذوني لزيارته أريد ان أراه" والدموع تنهمر على وجهها.

وبعد تحقق تلك الزيارة لأم نضال... كبر سنها وأصيبت بأمراض منعتها من زيارة ابنها وهي الآن لم تره منذ 4 أعوام، لكنها تامل لو تتمكن من رؤيته.

وتنوه عائلة الأسير طقاطقة إلى أن نضال يعاني من آلام في كلتا عينيه جراء الأسر، ولكن من المخيف وكما علمت العائلة، إن نضال في الفترة الأخيرة أصيب بحالة مرضية لم تكشف إدارة السجن مسبباتها حتى الآن وهو أنه يعاني من آلام في البطن ويتقيأ دماً بشكل مفاجئ.

كما أفادت عائلة الأسير طقاطقة لأحرار، إن نضال والمتواجد في سجن بئر السبع حالياً استطاع ورغم أنه طالب جامعي متفوق في دراسته، أن يؤدي امتحان الثانوية العامة بفرعيه العلمي والأدبي في سجنه والنجاح بكلاهما، وإكمال دراسة العلوم السياسية للسنة الثالثة والنصف بالالتحاق بجامعة الأزهر من غزة.

من جهته، يؤكد مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن هناك العشرات من أهالي الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال يعانون المنع والرفض الأمني لزيارات أسراهم، ويرفض الاحتلال إصدار تصاريح زيارة لهم تحت حجج واهية، فعلى سبيل المثال يدعي الاحتلال بأنه لا يوجد صلة قرابة بين الأسير وأحد أفراد عائته (وهو أسلوب استفزازي)، أو تدعي سلطات الاحتلال بأن الأسير يشكل شخصية خطيرة لذا من الممنوع زيارته، مما يسبب ذلك المنع حالة من الخوف والاضطراب للأسير وعائلته التي لا تتمكن من زيارته والاطمئنان عليه إذا كان مريضاً.

كما يؤكد مركز أحرار، إنه وفي كثير من الحالات يمارس جنود الاحتلال وأثناء الزيارات، أسلوباً آخر قاس، وهو إرجاع بعض الأهالي الذين قطعوا مسافات طويلة وجاؤوا لزيارات أبنائهم ومنعهم من الزيارة عن طريق وضع إشارات على تصاريحهم تدل على المنع المطلق من الزيارة، مما يسبب ألماً كبيراً لتلك العائلات... ويتسبب بعقد نفسية للأطفال الصغار إن كانوا بصحبتهم.