الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

منظمات أهلية تطالب: البناء على إرث مانديلا لتشديد حملة مقاطعة إسرائيل

نشر بتاريخ: 16/12/2013 ( آخر تحديث: 16/12/2013 الساعة: 16:44 )
غزة- معا - طالب ممثلو منظمات أهلية ونشطاء في قطاعي الشباب والمرأة بضرورة الاستفادة من البناء على إرث الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا في مناهضته لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا "الأبارتهايد" وانتصاره عليه، وتشديد حملة مقاطعة حكومة الاحتلال الإسرائيلي اقتصادياً وأكاديمياً وسياسياً، والتي تمارس سياسة الفصل والتمييز العنصري.

وأشادوا بسلسلة النجاحات التي حققتها حملات المقاطعة الفلسطينية للبضائع الإسرائيلية، مؤكدين أن حركة مقاطعة بضائع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في العديد من الدول الأوروبية والعربية تشجع على الدعوة إلى فرض عقوبات على إسرائيل مماثلة لتلك التي فرضت على نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

وأكدوا على ضرورة توسيع حملة المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية لتشمل العديد من دول العالم العربي والغربي، مشيرين إلى أن الانضمام للحملة هو طوعي من منطلق وطني بحت لمحاصرة إسرائيل عالمياً وفضح ممارساتها العدوانية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني أينما وجد.

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم في قاعة الاجتماعات بمقر الشبكة بمدينة غزة، وذلك ضمن مشروع تعزيز الديمقراطية وبناء قدرات المنظمات الأهلية بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية NPA، تحت عنوان "الزعيم الراحل نيلسون مانديلا وتجربة جنوب أفريقيا في النضال ضد نظام الأبارتهيد".

وبدأت الجلسة بكلمة ترحيبية لرئيس الهيئة الإدارية بشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن أبو رمضان أكد فيها أن تنظيم هذه الجلسة هو لتأكيد موقف المجتمع المدني الفلسطيني على أهمية المقاطعة الدولية للاحتلال الإسرائيلي، موضحا أن المقاطعة الدولية بحاجة إلى استنهاض من كافة المؤسسات الدولية وخاصة مؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا على ضرورة الاستفادة من تجارب الشعوب السابقة مثل ما حدث مع جنوب أفريقيا وإنهاء العنصرية.

من ناحيته قال احد مؤسسي الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عمر البرغوثي في مداخلة قدمها عبر نظام الدائرة التلفزيونية المغلقة "الفيديو كونفرس" من رام الله، إن جريمة التمييز والفصل العنصري التي تمارسها إسرائيل على السكان الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، هي جريمة دولية بامتياز، يجب على المجتمع الدولي التعامل معها على هذا الأساس كما تعامل مع جريمة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وعمل على إنهائها، وأعطى للسود حقوقهم التي نصت عليها كافة الأعراف والقوانين والدساتير الدولية.

وأشار البرغوثي إلى أن في إسرائيل نحو 50 قانوناً عنصرياً لا يميز بين العرب واليهود فحسب، بل وبين اليهود أنفسهم، أي بين ما هو يهودي وغير يهودي، بين الأبيض والأسود، بين اليهود الشرقيين وبين اليهود الغربيين، موضحاً أن هذه القوانين شُرعت وسنت في الكنيست الإسرائيلي تحت غطاء ديني عنصري متطرف، حيث أن الكثير من اليهود لا يعترفون باليهود من قوميات أخرى يعتبرونها غير يهودية.

وبيَّن البرغوثي أن دولة جنوب أفريقيا التي توَّجها الزعيم مانديلا بصموده في السجن، ونضاله ضد نظام الفصل العنصري بين البيض والسود، أرست قواعد وأسس في مواجهة ومناهضة التمييز العنصري يجب البناء عليها والاستفادة منها، قائلاً إن كل هذه القوانين التي نجحت في التغلب على العنصرية في جنوب أفريقيا يمكن استعمالها في فلسطين ضد إسرائيل لأنها تمارس الجريمة نفسها، وبالتالي على الفلسطينيين التمسك بأي سلاح في يده يمكن أن يوصله إلى غايته من الحرية والانعتاق من الاحتلال كما تمسك مانديلا حتى بالكفاح المسلح.

وقال "إننا في حملة المقاطعة استوحينا الكثير من نضالات مانديلا التي بُنيت على المقاطعة للعنصريين، ويمكن القول بتواضع أننا نجحنا إلى حد "ما" في فرض عزلة ومقاطعة في الكثير من دول العالم على إسرائيل اقتصادياً وأكاديمياً وسياسياً، كما حدث مع نقابة الأساتذة الأيرلنديين التي تبنت بالإجماع مقاطعة إسرائيل أكاديمياً، ومثلها نقابة الطلبة البلجيكيين الناطقين باللغة الفرنسية ، وأيضاً المؤسسة الأكاديمية التي تمثل الدراسات الأميركية تبنت المقاطعة بالإجماع منذ شهر نيسان الماضي.

من جهته أشاد مدير الشبكة بغزة أمجد الشوا، بالعرض الوافي الذي قدمه البرغوثي عن حملة المقاطعة الفلسطينية لإسرائيل على مختلف الأصعدة، الأمر الذي جعلها تتوسع وتصبح قضية العرب والغرب الذين بدأوا يسارعون إلى الانضمام المقاطعة.

وأوضح الشوا أن نيلسون مانديلا جعل قضيته قضية شعب بأكمله ناضل من خلالها وانتصر، وجعل الجميع يستلهم نضاله ضد العنصرية الإسرائيلية التي تمارسها حكومة الاحتلال العنصرية عليهم، بل عمل من خلال حملات المقاطعة إلى جعلها قضية العالم بأسره، مشدداً على أن حملة المقاطعة التي قطعت شوطاً كبيراً مازالت تحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت لمحاصرة إسرائيل على مختلف المستويات.