هل كشفت الثلوج المستور في محافظة سلفيت..؟
نشر بتاريخ: 18/12/2013 ( آخر تحديث: 18/12/2013 الساعة: 11:26 )
سلفيت- معا - مرصع على العتبات... وفوق أغصان الأشجار المتدلية... وفي الطرقات ليكدس على جنبات الشوارع ، كقمم جبال صغيرة لا تذوب في يومها..يجتمع الصغير قبل الكبير حولها فرحا.. لتكون براءتهم بتشكيل كرات الثلج ليقذفوها على بعضهم البعض.. يلتقطون الصورالتذكارية ليخبروا أبناءهم في المستقبل كما أخبرنا أباءنا وأجدادنا، "اتذكرون هذه الصور انها أيام الثلجة"، انها الصورة في محافظة سلفيت والتي نادرا ما تتعرض لعاصفة ثلجية كما تعرضت خلال الأيام الماضية..
تجولنا في عدة مناطق في محافظة سلفيت فكان التذمر من قبل بعض المواطنين، ،فهل كشفت الثلوج عورات البنية التحتية في محافظة سلفيت ام لا؟
تجولنا في قرية اسكاكا بصعوبة، شوارع ما زالت مغلقة بسبب تراكم الثلوج، التقينا بالمواطن "ايوب"امام منزله ليتحدث الينا قائلا":لأول مرة تتساقط الثلوج بمنطقتنا بهذه الصورة، فكان تساقطها قليل جدا دون تراكمات تذكر، ولم نتوقع كما حذرت الأرصاد الجوية، وكنا نخشى عدم وصول الثلوج الينا، ففيه تجددت الآمال عند رؤيتنا هذه المناظر والحلة البيضاء، ويضيف لكن فرحتنا إنعكست بسبب الضعف في البنية التحتية والانقطاع للتيار الكهربائي،علاوة على ذلك عدم قدرة المجلس القروي على ازالة الثلوج من الشوارع ومن أمام المنازل علما أن القرية عبارة عن شارع رئيسي إضافة الى شارعين يعتبروا فرعي بالنسبة للاهالي، اربعة أيام وما زالت الثلوج متراكمة ولا نستطيع التحرك فعلى من تقع المسؤولية؟
الحاجة"ام احمد" تقول": عمري 72 عاما ولم اذكر مثل هذه العاصفة، وهذه نعمة من الله يجب ان نحمده ونشكره، فالثلوج بالرغم من اضراره الا ان له فوائد للارض وللاشجار، ولكن هناك تقصير من قبل المسؤولين، فالشوارع ما زالت مغلقة ،وأين الجرافات ،وأين المتطوعين ،ما بدنا إياهم بس لما نستغيثهم".
إتصلنا برئيس مجلس قروي اسكاكا "سمير حريص" للإستفسارعن إزالة الثلوج من الشوارع ليحدثنا قائلا": نعمل منذ نزول الثلج حسب الامكانات المتوفرة،وحسب الاولويات، فقمنا بتشكيل لجنة مكونة من 10 افراد وكانوا يواصلون عملهم ليلا نهارا طوال فترة نزول الثلوج وخصوصا مع الحالات الإنسانية الخاصة كالمرضى ومساعدة نقلهم الى المشافي،اضافة الى ذلك وجود 3 جرافات تعمل على فتح الشوارع ولكن الثلوج ما زالت متراكمة، أما بخصوص ازالة الثلوج من امام منازل المواطنين فهو ليس من أولوياتنا فقط نسارع الى فتح المداخل الرئيسية للقرية والشوارع وامام منازل المواطنين الذين لديهم حالات خاصة، ويضيف":اسكاكا من القرى المتضررة في المحافظة بسبب تساقط الثلوج ، فكان الامن الوطني والدفاع المدني دورا في مساعدتنا في انقاذ سيارات علقت في القرية.
توجهنا الى قرية ياسوف التقينا بإمرأة تجلس أمام بيتها وتضع يدها على خدها، إقتربنا منها لتصرخ بوجهنا": الله قاله انه لليوم الرابع والكهرباء مطفية عنا بسبب إنهيار البرج،لا انارة ولا تدفئة، مسؤولية من هذه،لا أجد قطعة ملابس نظيفة لأطفالي أنتظر الكهرباء كي استطيع الغسيل، لو كانت البنية التحتية مبنية على أساس جيد لما وصلت بنا هذه الحالة في اول منخفض قوي".
الشاب خالد يحدثنا قائلا: "لا شك ان نزول الثلج على منطقتنا شييء جميل كونه أول مرة يتساقط بهذه الكثافة، ولكن بيئته الجمالية فقدناها بسبب سقوط برج الكهرباء مما تسبب في إنقطاع التيار الكهربائي طوال فترة العاصفة ولغاية الان، وهذا سبب لنا مشاكل كثيرة منها عدم وجود تدفئة ولجوءنا الى التدفئة من خلال الحطب والغاز،علاوة على ذلك انقطاع الكهرباء أدى الى انقطاعنا عن العالم سواء من خلال الاتصال، لاننا بحاجة الى شحن البطارية، وعدم توفرشبكة نت،ويكمل قائلا": اضف على ذلك، أثبت سقوط الثلوج على منطقتنا عدم قدرتنا على التعامل مع مثل الحوادث،وعدم قدرة المؤسسات بشكل عام التصدي لها ، لغاية الان والشارع الرئيسي لياسوف شبه مغلق بسبب تراكم الثلوج مما تسبب في حوادث مختلفة من تزحلق للسيارات".
انتقلنا الى مدينة سلفيت إلتقينا ب"صالح" يحدثنا قائلا": الوضع في مدينه سلفيت أفضل من غيرها في مواجهة المنخفض،ويعود ذلك الى جهود وتكاثف الاجهزة الامنية وخصوصا الامن الوطني والدفاع المدني والهلال وطواقم البلدية من جهة أخرى،ولكن يجب أن يكون هناك طواقم أكثر لأن حجم العاصفة الثلجية كانت كبيرة، ويضيف "صالح" بالنسبة للشوارع كانت الطواقم تعمل باستمرار لفتحها ، ولكن المشكلة كانت بإنقطاع الكهرباء بفترات مختلفة ،سببت مشكلة لبعض المواطنين، وأتمنى أخذ العبر لمواجهة اي كارثة طبيعية ممكن أن تحدث في المنطقة".
وبدون توجيه سؤالنا أخذ أحد المواطنين يتحدث الينا بنبرة صوت عالية قائلا": انا أب لثلاثة طلاب، ولليوم الثاني بعد انتهاء العاصفة لا يذهبون الى المدارس لتراكم الثلوج في بعض الشوارع ، إضافة الى ذلك أن البنية التحتية للمدارس غير مؤهلة، فالثلوج ما زالت متراكمة على أسطح المدارس وفي الساحات،علاوة على ذلك تسرب المياه من خلال جدران بعض الصفوف، فمن المسؤول عن هذه الكارثة؟ مع أنه يجب ان تكون البنية التحتية للمدارس من أفضل شيء بسبب تلقي الدعم بشكل متواصل من قبل الجهات المانحة من أجل بناء مدارس نموذجية".
تجولنا في شوارع سلفيت لنلتقي بمجموعة اطفال وهم في حالة ابتهاج ظاهرة على وجوههم يلعبون بكرات الثلج، إقتربنا لنتحدث الى إحداهم، الطالب"ايهاب" يقول: "الحمد لله ما في مدارس اليوم ولا بكرة ويمكن ليوم الخميس، وهذه فرصتنا لنلعب أكثر بالثلج، وعند استفسارنا عن السبب في عدم توجههم للمدارس أجابنا قائلا": مريت من عند مدرستي والثلوج متكومة على سطحها وفي الساحة وما بعرف كيف داخل الصفوف،يمكن لهذا السبب عطلونا عن الدوام،اضافة الى ذلك تراكم الثلوج في بعض المناطق".
اسئلة نطرحها.. هل يبقى المنخفض القطبي القوي يتناسب مع حجم إمكانياتنا لمواجهته؟ وهل المواطن على حق فيما ينتقد؟ لنترك الاجابة للقاريء.