رسالة الميلاد من الرئيس محمود عباس
نشر بتاريخ: 23/12/2013 ( آخر تحديث: 23/12/2013 الساعة: 12:30 )
رام الله- معا - تنشر وكالة معا نص رسالة الميلاد من الرئيس محمود عباس:
تتقدم فلسطين، الأرض المقدسة، بأحر التمنيات لشعوب العالم بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد، ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
قبل اكثر من الفي عام شهدت مدينة بيت لحم ميلاد السيد المسيح، الرسول الفلسطيني الذي امسى نورا اهتدى به الملايين حول العالم. وفي الوقت الذي نسعى فيه كفلسطينيين لنيل حريتنا بعد اكثر من الفي عام على ميلاد السيد المسيح، فإننا نبذل قصارى جهودنا لنسير على خطاه ودربه، يحذونا الأمل في سعينا نحو العدل من اجل تحقيق السلام الدائم والشامل.
نحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد في مدينة بيت لحم في ظل الاحتلال. لكن عقودا من المعاناة والممارسات والمحاولات قد تسببت في تغيير معالم فلسطين لكنها لم تنجح ابدا في تغيير هويتها، فنحن ما زلنا صامدين على ارضنا وهويتنا الوطنية والثقافية تنبض بالحياة اكثر من اي وقت مضى. في عشية عيد الميلاد هذه، نتوجه بصلواتنا من اجل الملايين من البشر الذبن حرموا من حقهم في العبادة في اوطانهم.
نتذكر شعبنا في قطاع غزة وهم يقبعون تحت الحصار ونتذكر اولئك الذين يمنعون من الصلاة في بيت لحم. كما اننا نتوجه بدعائنا وصلواتنا لأهلنا في مخيم الضبيه للاجئين في بيروت ولكل اللاجئين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين الذين اقتلعوا من قراهم ومدنهم في العام 1948 والذين ما انفكوا منذ ذلك الوقت يعانون من صعوبات وتقلبات الحياة في منافيهم القسرية.
صلواتنا تتوجه للكنائس والمساجد في القدس والتي تذكر العالم اجمع بالهوية العربية لعاصمتنا المحتلة. نصلي من اجل اهلنا في بيت جالا وبالتحديد نصلي من اجل الثماني وخمسين عائلة فلسطينية مسيحية في منطقة كريمزان حتى يمنحهم الله القوة والعزيمة في نضالهم السلمي ضد جدار الضم الذي يسرق اراضيهم ومستقبلهم. نحن نؤكد لهم ان نضالهم يتجاوز حدود فلسطين لأن صلواتهم وافعالهم دفعت العديد من قادة العالم لإثارة قضية كريمزان في اجتماعاتنا. لقد تم ممارسة الضغوط على اسرائيل حيال هذه القضية وقضايا اخرى عديدة اثارتها حملات المجتمع المدني وهي ان دلت على شيء انما تدل على اهمية وجدارة المقاومة السلمية اللاعنفية.
بهذه المناسبة، نسترجع بحزن حقيقة ان عدد اهالي بيت لحم الذين سيضيئون الشموع في سانتياجو في تشيلي وشيكاغو وسان بيدرو دي سولا وملبورن وتورنتو يفوق عددهم في مدينة بيت لحم نفسها. لهؤلاء نقول اننا لن نألو جهدا وسنواصل العمل بدأب وعزيمة لإعطائهم الحرية لأن يقرروا اين سيقضون عطلة عيد الميلاد.
المسيحيون ليسوا اقلية في بلادنا هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني. المسيحيون من مختلف الطوائف الآرثوذكس والكاثوليك والأرمن والسريان واللوثريون والإنجليون والأقباط والروم الكاثوليك والبروتستانت وغيرهم هم جميعا جزء من الفسيفساء الغنية لفلسطين الحرة وذات السيادة والديمقراطية والتعددية التي نطمح لأن نجسدها كما عبرنا عنها في اعلان الاستقلال ومسودة الدستور.
وفي الوقت الذي نبدأ فيه التحضيرات لزيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس العام المقبل، فإننا نتوجه بالدعوة للحجاج من كافة ارجاء العالم لزيارة فلسطين واماكننا المقدسة. ونحن نتطلع لأن تشكل زيارة قداسة البابا فرنسيس فرصة جيدة للمسيحيين من كل انحاء العالم ليتقربوا من اشقائهم في فلسطين وان ينشر قداسته رسالة العدل والسلام للفلسطينيين ولشعوب العالم اجمع.
نحتفل هذا العام بعيد الميلاد المجيد وقد ادرجت كنيسة المهد ضمن قائمة التراث العالمي الخاصة بمنظمة اليونيسكو ويتم ترميمها تحت رعايتي ويتم تنسيق العمل من قبل اللجنة الرئاسية التي تنسق وتعمل بشكل وثيق مع رؤساء الكنائس بهذا الخصوص. اتوجه بالدعوة لأصدقائنا حول العالم للمساهمة في ترميم وصيانة هذا الموقع المقدس.
نحن الآن في خضم عملية التفاوض مع اسرائيل ونحن ملتزمون بالمساهمة في إحلال السلام العادل في المنطقة بما يتضمنه ذلك من انهاء لاحتلال الأرض المقدسة من خلال انشاء دولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة على حدود العام 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.
بالنيابة عن الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل العدل الذي سيفضي إلى السلام، نستذكر ميلاد السيد المسيح في المغارة المتواضعة في مدينة بيت لحم. رسالته لنا وللملايين حول العالم لها نفس الأهمية والوقع اليوم كما كانت دائما " طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون". هذه رسالة امل لشعبنا في سعيه ونضاله اليومي من طفل المغارة الذي ولد هنا على هذه الأرض قبل اكثر من الفي عام.
محمود عباس
رئيس دولة فلسطين
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية