الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسامون صغار يستخدمون الألوان والفرشاة احتفالاً برحيل الاحتلال عن القطاع ويتمنون تحرير القدس

نشر بتاريخ: 25/08/2005 ( آخر تحديث: 25/08/2005 الساعة: 14:44 )
غزة - معا - لم تكد هيلانة خطاب الطفلة ذات الثلاثة عشر ربيعاً تنهي قضمة الخبز الصغيرة حتى عادت بنهم ولهفة إلى لوحتها شديدة الالتصاق بحائط المجلس التشريعي لتكمل ما قد بدأته فقد رسمت علماً لإسرائيل به نجمة داوود وبعد رحيله من غزة تشققت هذه النجمة وتفككت دولة إسرائيل وبقي العلم الفلسطيني متماسكاً.

بمشاركة ثلاثين طفلاً فلسطينيا بين الثامنة والأربعة عشر عاماً بدأت المرحلة الثانية من جدارية الأرض السعيدة وهو الاسم الذي اختاره الأطفال للوحاتهم الثلاثين لتعبر عن فرحتهم بعودة الأرض إلى أصحابها وأملهم بان تتسع آفاق الانسحاب لتشمل الضفة الغربية والقدس وباقي الأراضي التي احتلها الاحتلال الإسرائيلي بالقوة وطرد منها أجدادهم وآباءهم وأسكن بعضهم في المخيمات كما هو حال الطفل محمد الأستاذ الذي يقطن مع أربعة أشقاء بيتاً من طابق واحد وعدد من ألواح الأسبست وسط مخيم الشاطئ الأكثر اكتظاظاً بين مخيمات القطاع، راسماً في لوحته ما يوحي بأنه اثنين من أفراد الشرطة الفلسطينية يحملان علمين ويؤديان التحية العسكرية للرئيس ياسر عرفات الصاعد على البرج آملاً أن تبدأ عملية بناء دولة فلسطين لتصبح " فلسطين أحلى" كما قال الطفل الذي لا يتعدى 7 سنوات.

أما الطفل عبد الله الجمل "14" عاماً القادم برفقة 14 طفلاً من جمعية الأخوة الفلسطينية المغربية المنظمة لهذه الجدارية والمشرفة على رسومات الأطفال فقال أنه جاء ليعبر عن فرحته الكبيرة بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة مما يعني لديه توقف هذا الاحتلال عن قتل الأطفال كما قتل ابن عمه وصديقه من عائلة شاهين، اما لوحته فقد جسدت خارطة فلسطين يلفها العلم المترامي ويبدأ فلاح حاملاً فأسه بمزاولة مهنته التي حرمه الاحتلال منها فيما تبدأ الأرض المحررة بالاخضرار ويلاحظ فيها نمو الأعشاب والحشائش.

لم تقترب الساعة من الثانية عشر ظهراً حتى قارب أغلب الأطفال على إنهاء لوحاتهم التي حملت الألوان الزاهية والبراقة بالإضافة إلى ألوان العلم الأربع وكوفية الرئيس الراحل أبو عمار معبرين عن فرحتهم بالانسحاب الإسرائيلي ومؤكدين على ان لوحاتهم سيقومون بعرضها في كافة المناطق التي ستحرر كما ستعقد لهم جمعية الأخوة معرضاً يحوي رسوماتهم المتنوعة من العلم حتى الصبار الذي يعبر عن توصل الفلسطينيين بالصبر إلى هذه المرحلة الهامة من حياتهم.