النائب الطيراوي: القيادة الفلسطينية لن تقبل بصفقة سياسية مع اسرائيل
نشر بتاريخ: 24/12/2013 ( آخر تحديث: 24/12/2013 الساعة: 10:44 )
نابلس- معا - قال النائب جمال الطيراوي الناطق باسم كتلة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي ان وجود وفد أمريكي مكون من 50 شخصا في احد فنادق القدس يؤكد ان هناك رؤية أمريكية للحل النهائي .
واكد الطيراوي خلال لقاء صحفي عقده مكتب وزارة الإعلام في نابلس في مكتب النائب ، ضم مجموعة من الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة، ان الموقف الفلسطيني واضح وثابت وغير قابل للجدال، ويقوم على رفض الحلول المؤقتة، وعدم القبول ببقاء أي جندي إسرائيلي في اراضي الدولة الفلسطينية، وعدم القبول باي حل من دون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وأي تبادلية في الاراضي يجب ان تكون بذات الكم والكيف.
وأوضح الطيراوي ان الرؤية الأمريكية للحل تطرح صفقة سياسية، الامر الذي يرفضه الطرف الفلسطيني، ويصر على التوصل الى اتفاق سياسي، مؤكدا الحاجة الى دراسة كافة المقترحات الأمريكية بشكل مستفيض، واجراء حوار وطني شامل يضم كل القوى الوطنية والاسلامية.
وأضاف ان الجانب الإسرائيلي يرفض كل التصورات والمقترحات الفلسطينية، وهو مستعد لفعل أي شيء لاثبات ان الفلسطينيين غير قادرين على ادارة دولتهم، مما يتطلب من اعادة ترتيب البيت الفلسطيني وان يدرك الجميع متطلبات المرحلة والابتعاد عن الحزبية والمناكفة السياسية.
من جهة اخرى، تطرق الطيراوي الى اوضاع اللاجئين في المخيمات، مؤكدا ان هذه القضية تشكل رمزية مهمة للقضية الفلسطينية، ويجب ان تبقى على الطاولة باستمرار.
واشار الطيراوي الى اللقاء الذي تم مؤخرا بين الرئيس محمود عباس ووفد كبير من اعضاء المجلس التسريعي والمجلس الثوري لحركة فتح ولجان الخدمات في المخيمات، وتم فيه الحديث مطولا حول التطورات السياسية الحالية وموقع اللاجئين منها، وتم الرد على كافة الاشاعات التي تروجها جهات إسرائيلية وغيرها بهذا الخصوص، والتاكيد على ان ابناء المخيمات هم جزء اصيل من مكونات الشعب الفلسطيني، كما تم التطرق الى ارتفاع نسب البطالة بين ابناء المخيمات، منوها الى ان نسبة البطالة في مخيم بلاطة وصلت الى 58% والوضع مشابه في باقي المخيمات.
وأضاف انه تم الاتفاق مع الرئيس على اعادة تفعيل صندوق الاستثمار الفلسطيني للفئات الاشد فقرا في المجتمع الفلسطيني، وتشجيع الاستثمار في محافظة نابلس وتوجيه المستثمرين الفلسطينيين والعرب للاستثمار فيها نظرا لما تعرضت له من اضرار كبيرة في السنوات الماضية.
ولفت الى انه تم خلال اللقاء التطرق الى الحالة الامنية في محافظة نابلس وباقي المحافظات، وتم التاكيد على رفض أي مساس باي مواطن من جانب المؤسسات الامنية، ورفض استخدام مصطلح الحملات الامنية لمضمونه السلبي، والقيام بدلا من ذلك بنشاط امني يومي لملاحقة الخارجين عن القانون.
واعلن الطيراوي ان الرئيس وافق على تمويل اقامة عرس جماعي بتاريخ 2/1/2013 في اريحا بمشاركة 500 عريس وعروس، وسيركز العرس على الاسرى المحررين وابناء الشهداء وذوي الاعاقة والحالات الفقيرة جدا، كما وافق الرئيس على ان يكون هذا العرس الجماعي تقليدا ونهجا سنويا.
وذكر الطيراوي انه كان هناك لقاء مع مجلس الوزراء وتم فيه التأكيد على ضرورة تفعيل دور الحكومة تجاه البؤر الاشد فقرا وتهميشا، وكان هناك قرار من رئيس الوزراء الدكتور رامي حمد الهة بتخصيص 300 الف دولار لدعم مراكز الشباب، منوها الى ان الرئيس "ابو مازن" سبق وان قدم منحة مماثلة لمراكز الشباب، كما اسفر الاجتماع عن قرار بتفريغ مجموعة من الاسرى المحررين في المؤسسة الامنية.
وتحدث الطيراوي عن اللقاء الذي تم مع اتحاد العاملين العرب في وكالة الغوث، والذي اجمع على دعم واسناد موقف العاملين، لان القضية ليست قضية راتب وإنما قضية سياسية، مبينا ان تقليصات الوكالة شملت اكثر من 80% وهي ذات ابعاد سياسية بهدف التهرب من التزامات الوكالة تمهيدا لانهاء خدماتها.
وأضاف انه تم تبني مبادرة وزير العمل لحل الازمة لانها تتوافق مع الحد الادنى من مطالب العاملين، كما تم تحميل الوكالة المسؤولية الكاملة عن الاوضاع المعيشية الصعبة للاجئين نتيجة استمرار الاضراب، وتم توجيه رسالة الى الرئيس "ابو مازن" والى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من اجل التدخل، كما تم التاكيد على ضرورة التنسيق والتعاون ما بين اتحاد العاملين ولجان الخدمات خاصة وان لجان الخدمات مقدمة على خطوات تصعيدية ضد تقليصات الوكالة.
وحول الوضع الامني في نابلس، اكد الطيراوي ان الحالة الامنية في نابلس مستقرة وافضل من كثير من المحافظات الاخرى، داعيا الى تسويق نابلس كبلد آمن ومستقر من اجل جذب الاستثمار اليها، مؤكدا ان نابلس بحاجة الى حلول اقتصادية واجتماعية وآخر ما تحتاجه هو الحلول الامنية.
ودعا الطيراوي الى وجود جهة راعية للقاء يجمع ابرز الشخصيات في نابلس لبحث كيفية النهوض بهذه المحافظة واستعادة مكانتها السابقة.
من ناحية اخرى، اكد الطيراوي صحة الانباء التي تحدثت عن وجود مشاورات لاجراء تعديل وزاري، مبينا ان هذا التعديل هو استحقاق محدد مسبقا، وليس له علاقة بمبادرة حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مبينا انه تم سابقا تحديد شهر كانون اول لاجراء التعديل والذي سيطال عددا من الوزارات، معربا عن امله بان يكون التعديل منسجما مع حاجة وتطلعات المواطن الفلسطيني.
وأوضح الطيراوي ان هناك حوارات لدى حركة فتح التي لديها راي واضح فيما يتعلق بالتشكيلة الوزارية الحالية والتشكيلة المرتقبة، وقد طالبت الحركة الرئيس بان يكون هناك تغيير جدي في الوزارات وان لا تطول فترة وجود أي وزير على راس وزارته اكثر من 4 سنوات.
وكشف الطيراوي عن وجود مبادرة منذ حوالي شهر، يقودها عدد من النواب من اجل اعادة تفعيل المجلس التشريعي، وان هناك لقاءات وحوارات بين مختلف الكتل البرلمانية ورؤساء تلك الكتل من اجل ايجاد صيغة لاستئناف جلسات المجلس على أسس لا تتعارض مع القانون الاساسي.
وفيما يتعلق بالوضع التنظيمي لحركة فتح، اكد الطيراوي ان فتح بحاجة الى اعادة صياغة وترتيب للبيت الداخلي الفتحاوي وهذا ما يتطلب عقد المؤتمر السابع الذي من المقرر عقده بعد 8 شهور، مبينا ان انتخابات بعض الاقاليم قد انجزت حتى الان.
وفيما يتعلق باعادة افتتاح مكتبه في نابلس، اوضح الطيراوي ان الهدف من ذلك هو التواصل مع ابناء المحافظة بعد غياب 6 سنوات في الاسر، من اجل ان يقوم بواجبه تجاه ابناء شعبه في المحافظة، مبينا ان المكتب نحج بايجاد فرص عمل لعدد من المواطنين في الوظائف الحكومية والامنية والحصول على تحويلات طبية لعدد اخر.
ووجه الطيراوي التهنئة للاسير سامر العيساوي بمناسبة الافراج عنه من سجون الاحتلال، معتبرا الافراج عنه انتصارا للارادة الفلسطينية، كما وجه الطيراوي التهنئة لابناء الطوائف المسيحية بمناسبة حلول الاعياد المسيحية.
وكان مدير مكتب وزارة الاعلام في نابلس ماجد كتانة قد افتتح اللقاء الصحفي بالترحيب بالصحفيين، واشار الى الدور الذي يقوم به النائب الطيراوي بصفته عضوا في المجلس التشريعي، في خدمة ابناء المحافظة على الصعيد الاجتماعي والانساني، مضيفا ان الطيراوي له رؤية سياسية فيما يتعلق بالوضع الراهن وعلى الاطلاع على كثير من التطورات الجارية.