السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسرى المرضى يرسلون برسائلهم الأخيرة خلال مؤتمر صحافي في نابلس

نشر بتاريخ: 26/12/2013 ( آخر تحديث: 26/12/2013 الساعة: 21:14 )
نابلس -معا- أرسل الأسرى المرضى في سجون الاحتلال برسائلهم الأخيرة للعالم حول مستجدات أوضاعهم المتدهورة باستمرار، وجاءت هذه الرسائل خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الخميس، في مقر محافظة مدينة نابلس، وحضر المؤتمر وزير الأسرى وشؤون المحررين عيسى قراقع، ومدير نادي الاسير قدورة فارس، وعضو الكنيست محمد بركة، إضافة إلى عدد كبير من أهالي الأسرى المرضى والعاملين في هذا المجال.

وتلا رسالة الاسرى المرضى رامي عريدي شقيق الاسير المريض سامي عريدي، والذين أكدوا فيها أن مطلبهم الوحيد الإفراج، عنهم مشددين أن حكم الإعدام بحقهم أهون عليهم مما يلاقونه من العذابات اليومية.

كما شكر الأسرى المرضى كافة الجهود، مشيرين أنها لا تكفي للإفراج عن أسير واحد من بين 80 أسيراً من أخطر الحالات المرضية، موزعين على عدة سجون، وتطرق الأسرى في رسالتهم إلى سوء الظروف التي تفرض عليهم سواء من الطبيب الذي يتعامل معهم بأسلوب المحقق، والكاسر لعزائمهم، او ظروف الاحتجاز بكافة تفصيلاتها التي لا تتناسب مع شروط الحياة الآدمية.

بدوره، وحمل الأسير المحرر "المقعد" عثمان الخليلي رسالة من الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، عرض فيها المعاناة التي يتعرضون لها.

من جانبه، تطرق الوزير قراقع إلى حملات التحريض العنصرية التي يعلنها الاحتلال ضد الأسرى، مؤكداً أن الإفراج عنهم استحقاق وطني وسياسي للشعب الفلسطيني.

وأضاف قراقع أن "ملف المرضى مقلق ومفزع، بعد ان تحولت السجون لمصدر وباء"، مستذكراً رسالة الأسرى في سجن الرملة الأخيرة معزّيين أهلهم وشعبهم بأنفسهم".

وذكر قراقع بأن هناك 1400 أسيرا مريضا في سجون الاحتلال من بينهم 80 أسيرا بحالة خطرة، متوقعا سقوط شهيد منهم بأي لحظة، طالما لم يتم أي تحرك سريع لإنقاذ حياتهم.

وأكد قراقع أن المرض خلال الفترة الزمنية الأخيرة انتشر بسرعة ووضع غير طبيعي، أدى لارتفاع احتمالية ارتقاء شهداء خلال الأيام القادمة.

ونوه الوزير قراقع لسياسة الإهمال الطبي وما يصاحبها من ظروف تؤهل لاستفحال المرض بأجساد الأسرى كظروف الاحتجاز، وعدم وجود أطباء مختصين، حيث قال: إن تأخر العلاج واعتماد الاسير على المسكنات إضافة لعدم التشخيص الأولي يسبب عدم نجاعة العلاج فيما بعد، مشددًا أن الاحتلال لا يفكر بالعلاج إلى بعد وصول الأسير لحالة الخطر الشديد.

وطالب قراقع المؤسسات الدولية والحقوقية بمباشرة التحقيق مع الاحتلال بعد ارتفاع حصيلة الاسرى الشهداء داخل السجون، وأن الوقت يمضي والاحتلال يواصل استهتاره بأرواح الأسرى والتي أصبحت حقل تجارب للعلاجات، مشيراً أن الأسرى المرضى لا يشكلون خطراً على الاحتلال بل إن سياسات الاحتلال وقمعه لهم من يشكل الخطر الحقيقي عليهم.

من جهته، أكد عضو الكنيست بركة على ضرورة مقاضاة الاحتلال، لما يرتكبه بحق الأسرى من سياسة الإعدام بحق الأسرى، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم.

كما طالب بركة بإغلاق سجن الرملة فوراً، كونه لا يصلح كعيادة طبية أقل من عادية، مطالبًا السلطة الفلسطينية تبني أهداف المؤتمر، واستخدام ورقة المفاوضات ورقة رابحة لأجل الإفراج عن الأسرى، وانتهاج سياسة المقاطعة الاقتصادية والسياسية وغيرها التي لها دور كبير في إيذاء الاحتلال.

وأضاف بركة "يجب إطلاق حملة محلية وعالمية تهدف للإفراج عن الأسرى المرضى، وتحويل نقاط التماس مع المستوطنات لنقاط مقاومة تجبر الاحتلال على إعادة حساباته، مؤكدًا استعداده لخلق حراك قانوني داخل الكنيست لصالح قضية الأسرى" .

وفي السياق ذاته، أكد مدير نادي الأسير فارس على ضرورة تكثيف جهود العاملين في حقل الأسرى، ممثلاً بالقيادة السياسية لكافة الفصائل والقوى، وغيرهم من المؤسسات الناشطة.

كما أدان فارس الصمت العالمي حيال جرائم الاحتلال، ودعا الأمم المتحدة والمحافل الدولية والمحلية بالعمل على تحقيق العدالة وإدخال لجان تحقيق من أجل تدويل قضية الأسرى وتسريع الإفراج عنهم قبل فوات الأوان .

من جانبهم، أثنى أهالي الأسرى على كافة الجهود المبذولة رغم بطئها، مطالبين بتكثيف التحركات قبل خسارة حياة أبنائهم الذين دخلوا للسجون دون أمراض، وأكدوا على أهمية وجود برنامج فعاليات يضغط على الاحتلال لإيقاف قتل ابنائهم داخل السجون.

بدورها، طالبت الناطقة الإعلامية لمركز أسرى فلسطين للدراسات أمينة الطويل كافة المؤتمرين ببذل الجهود الحثيثة لإيقاف مسببات الأمراض بحق الأسرى، وإجبار الاحتلال على إزالة كافة أجهزة التشويش التي بسببها تزايدت الأمراض المجهولة بين الأسرى، كما طالب عضو الكنيست بركة بالعمل على تشكيل لجنة طبية مختصة لزيارة الأسرى والاطلاع على أحوالهم، وإنهاء كابوس الإهمال الطبي بحقهم.