المفاوضات بين رفض "أبو مازن" وضغوط أمريكا ومناورات نتنياهو
نشر بتاريخ: 28/12/2013 ( آخر تحديث: 28/12/2013 الساعة: 21:31 )
بيت لحم- معا - أكدت تقارير استخبارية أمريكية وإسرائيلية متطابقة طرحت مؤخرا على طاولة الرئيس الأمريكي باراك اوباما ووزير خارجيته "كيري" وكذلك على طاولة نتنياهو أن المشكلة الأساسية التي تعيق تقدم المفاوضات تتمثل برفض الرئيس الفلسطيني القاطع وعدم رغبته بأي شكل من الأشكال التوصل إلى اتفاق لقناعته بقدرته على تحقيق أهداف وتطلعات الفلسطينيين عبر ممارسة ضغوط خارجية من قبل المجتمع الدولي دون حاجته للولايات المتحدة وإسرائيل، حسب ادعاء موقع "تيك ديبكا" الموصوف بالقريب من مصادر الاستخبارات الإسرائيلية الذي أورد النبأ اليوم السبت.
وادعت التقارير الاستخبارية التي ادعى الموقع العبري وجودها أن السبب الوحيد الذي يدعو الرئيس الفلسطيني لعدم ترك المفاوضات واستمراره بها هو رغبته بعدم خسارة الدعم الأمريكي المالي وخشيته من ممارسة واشنطن ضغوطا على دول أوروبا لوقف الدعم المالي المقدر بـ مليار يورو سنويا يشكل الى جانب نصف مليار دولار أمريكي مصدر الدخل الكبير إن لم يكن الوحيد للسلطة الفلسطينية ولو نجح ابو مازن بتجنيد مصادر دعم بديلة لترك المفاوضات منذ فترة طويلة وفقا للتقارير الاستخبارية المذكور.
وأضاف الموقع العبري أن الإدارة الأمريكية وكذلك نتنياهو يتجاهلون هذه التقارير ويتعاملون وكأنها غير موجودة لذلك فإن المفاوضات ستستمر بوتيرة عالية وهذا بالضبط ما يفسر سيل الأخبار المتناقضة التي توالت خلال الفترة الماضية والتي تحدث بعضها عن وجود رابط وعلاقة بين الجاسوس بولارد وإطلاق سراح "المخربين" الفلسطينيين ومن ضمنهم حملة الهوية الإسرائيلية أو كما قال البعض الأخر إن الإدارة الأمريكية تخطط لطرح خطة سلام خاصة بها لتحقيق حل الصراح الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي.
وتفيد التقارير بان الخطة الأمريكية لن تكون ملزمة للأطراف في حال طرحت بل ستشكل ورقة عمل من خمسة صفحات ستقدم للطرفين لدراستها وإبداء الملاحظات عليها دون الطلب من أي طرف الرد بقبول او رفض هذه الورقة ويمكن لكل طرف ان يطرح تحفظاته على الورقة خلال المفاوضات التي ستستمر لأشهر طويلة أخرى.
ورغم ما سبق هناك تقارير أخرى على طاولة نتنياهو تؤكد نية الإدارة الأمريكية اتخاذ خطوات ضده شخصيا فور طرح ورقة العمل الأمريكية.
وتخطط الإدارة الأمريكية فور طرحها ورقة العمل لتدشين حملة دعائية وإعلامية تنطلق داخل الولايات المتحدة وإسرائيل وتستهدف نتنياهو شخصيا وتصوره كفاشل سياسيا وأن حكومته فاشلة ولا تعمل ولا يمكنها ان تؤدي الواجب المناط بها وتصور نتنياهو كرافض للسلام وستحمله المسؤولية الشخصية عن توقف المفاوضات والأزمة التي تواجهها دون أن تتطرق لمسؤولية ابو مازن عن هذه الأزمة.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي وصفه بالكبير قوله "إن الحملة الأمريكية ستكون معقدة وستشمل تجنيد شخصيات ووسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية الأمر الذي لا يعتبر مقبولا في تاريخ العلاقات بين الطرفين".
ووفقا للمصادر الإسرائيلية فإن نتنياهو على علم بقرب الحملة الأمريكية لكنه يعتقد بان هذه الحملة غير مرتبطة بالموضوع الفلسطيني بل ردا أمريكا على رفضه ومعارضته الشديدة للاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع إيران، وعلى محاولات نتنياهو إثارة الكونغرس ضد سياسة اوباما الساعية للتقارب مع إيران.
وقال مصدر أمريكي "كل ما تنوي الإدارة الأمريكية القيام به ضد نتنياهو في إسرائيل هو بالضبط ما ينوي ويخطط نتنياهو للقيام به ضد الإدارة في واشنطن وان الأمر يتعلق بانتقام سياسي مشروع".
واختتم الموقع تقريره بالقول إن نتنياهو يقف امام ثلاث مشاكل مستعصية على الحل قبيل زيارة الوزير الامريكي جون كيري للمنطقة هي:
1- النووي الايراني حيث تواصل إيران تفاخرها بالاتفاق الذي حققته مع الغرب فيما تقوم بخرقه وبشكل يومي في واقع الحال، بما في ذلك مواصلتها تخصيب اليورانيوم الى مستويات عسكرية، ونصب اجهزة طرد مركزي متطورة، وبناء مفاعل المياه الثقيلة في "اراك" مستغلة عدم وجود أي جدول زمني أو تاريخ معين يحدد متى يصبح الاتفاق مع الغرب ساري المفعول.
2- " الإرهاب الفلسطيني" الآخذ بالازدياد والتعاظم وفقا لجميع التقارير الاستخبارية والمستويات السياسية والعسكرية والاستخبارية الإسرائيلية تعرف تماما من يقف وراء هذا "الإرهاب" لكنها تمتنع عن اتخاذ إجراءات ضد هذه الجهات وبالتالي تطلق إسرائيل على" الإرهاب" تسميات غير موجودة على ارض الواقع مثل "إرهاب جماهيري" وعمليات متأثرة بالأجواء العامة، حسب قول الموقع العبري.
3- المعركة التي تخطط الإدارة الأمريكية لشنها ضد نتنياهو تلك المعركة التي بدأت إشاراتها الأولى بالظهور في إسرائيل.
هل تنجح مناورات نتنياهو السياسية والحزبية في تجاوز هذه الأزمة ومواجهة الحملة الأمريكية المتوقعة؟ سؤال يبقى برسم الزمن القريب للإجابة عليه.