انطلاق مؤتمر "تعزيز النزاهة والشفافية في قطاع الحكم المحلي"

بيت لحم - معا - انطلقت صباح اليوم فعاليات مؤتمر تعزيز النزاهة والشفافية في قطاع الحكم المحلي الذي تنظمه هيئة مكافحة الفساد ووزارة الحكم المحلي، بالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني وهيئات المحلية، وصندوق تطوير وإقراض البلديات، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP . والذي يستمر لمدة يومين، بهدف إطلاق الحوار بين الأطراف المعنية في عمل الهيئات المحلية، نحو سبل تعزيز النزاهة والمساءلة والشفافية لمكافحة الفساد على المستوى المحلي، مع الجهود المبذولة على المستوى الرسمي.

وتحدث رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة: إن البلديات هي الشريحة الأساسية في حكم هذا البلد، معتبرا أن البلديات بيدها أن تقدم النموذج الأفضل في إصلاح الوطن.

كما ثمن التعاون القائم مع هيئة مكافحة الفساد على المستويين الرسمي والشعبي. ونوه النتشة إلى أن المشكلة تكمن في مرور سنوات طويلة دون العمل الجدي على محاسبة الفاسدين قبل إنشاء الهيئة.

وشدد على أن هيئة مكافحة الفساد لا تعمل بمجرد المعرفة، وإنما تتحرك بناء على الأدلة الوثائق. ودعا المواطنين إلى عدم توجيه التهم دون دليل، لأن الفساد والاحتلال وجهان لعملة واحدة.

وفي كلمته أشار وزير الحكم المحلي الدكتور سائد الكوني الى الحاجة لأنظمة وقوانين تضمن المساءلة المسؤولة، مؤكدا أن القرآن الكريم ربط الفساد بالهلاك، وأن الإنجيل المقدس دعا إلى حفظ الأمانة، كما أن الثقافة البشرية تؤكد أن مكافحة الفساد واجب أخلاقي، وضرورة مجتمعية، وأن القاموس الفلسطيني لا يسمح بوجود أي فساد مهما كان صغيرا.

وشدد الكوني على أنه هناك محاولات حثيثة من قبل الاحتلال لإفساد الواقع الفلسطيني وافساد افراد المجتمع حتى لا يتمكنوا من المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني.

وثمن الكوني دور هيئة مكافحة الفساد، كما تعهد بتبني توصيات المؤتمر للعمل بها في وزارة الحكم المحلي، وصولا إلى حكم محلي رشيد. وطالب الوزير المواطنين بدفع التزاماتهم المالية المستحقة للبلديات، لأن التهرب من دفع الفواتير نوع من سرقة المال العام.

من جهته نقل محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل تحيات الرئيس محمود عباس إلى الحضور، وأكد في كلمته أن أهمية مثل هذا المؤتمر تكمن في رفع مستوى الوعي بضرورة وآليات محاربة الفساد في البلديات.

من جانبه أعلن ممثل اتحاد البلديات عقاب دراغمة الدعم الكامل لجهود هيئة مكافحة الفساد، ولا سيما أن مكافحة الفساد تنعكس إيجابا على التنمية والتطوير. وقال دراغمة: إنه لابد من تعزيز أسس الديمقراطية والشفافية والمحاسبة ، وخاصة أن المجالس المحلية تعمل في ظروف صعبة بتكليف من المواطنين الذين انتخبوهم.

من جهة اخرى أكد مدير عام صندوق تطوير وإقراض البلديات المهندس عبد المغني نوفل إن بناء الدولة يتطلب تعزيز مكافحة الفساد. وأشار إلى أن الصندوق من خلال مراحل اعماله ساهم في تعزيز ثقافة التدقيق والمساءلة وإرساء أسس الشفافية، من خلال دعم البلديات بالمشاريع والبرامج التي تهدف الى رفع كفاءة العاملين وتعزيز قدراتهم اضافة الى احداث تنمية حقيقية من خلال دعم تلك الهيئات بمشاريع تطوير البنية التحتية وتقديم افضل الخدمات للمواطنين.

ويذكر أن المؤتمر يعقد في مدينة بيت لحم، بحضور أكثر من مئة وعشرين شخصا منهم رؤساء بلديات ومحافظ بيت لحم ومحافظ الخليل، ومديري مديريات الحكم المحلي في محافظات الضفة الغربية. ويتناول عددا من المحاور والقضايا سيتم نقاشها، خاصة ما يتعلق بتجارب الهيئات المحلية في هذا المجال، واستعراض أهم إنجازات هيئة مكافحة الفساد في رفع مستوى الوعي القانوني في هذا القطاع.