"الاسلامية المسيحية": 2013 شاهد على تهويد القدس
نشر بتاريخ: 30/12/2013 ( آخر تحديث: 30/12/2013 الساعة: 11:59 )
القدس- معا - أكدت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم الاثنين الموافق 30/12/2013م، على ان العام 2013 شهد اجراءات تهويدية ومشاريع اسرائيلية عديدة لاكمال تهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها العربية وصبغها بطابع يهودي غريب عنها، حيث صادرت سلطات الاحتلال المزيد من الاراضي، وهدمت البيوت وهجرت مئات المقدسيين، ناهيك عن تهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية والاعتداء عليها وعلى راسها المسجد الاقصى المبارك.
واشارت الى ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي مارست ضروباً من الانتهاكات والاجراءات التهويدية والتحديات المختلفة لوجود الفلسطيني في مدينته القدس الشريف خلال عام 2013م، في ظل حضارتها العربية الاسلامية المسيحية، وما تحتويه من اثار ومعالم ومساجد وكنائس، وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة.
من جهته اضاف الامين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى "تعتبر الانتهاكات والاقتحامات اليومية لحرمة المسجد الاقصى المبارك من ابرز التحديات التي مارستها سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال عام 2013 بكل ما أوتت من قوة لتهويد المسجد وتحقيق اطماعها ومزاعمها على انقاضه، حيث تم اقتحام المستوطنين والمتطرفين لساحات المسجد المبارك بشكل يومي وأداء الطقوس التلموديه قبالة مصلياته، ناهيك عن تم تدنيس مساجده (القبلي والمرواني وقبة الصخرة)، والصعود على سطح المدرسة التنكزية في باب السلسلة الملاصقة للمسجد الاقصى، ورفع الأعلام الاسرائيلية وإلتقاط الصور وخلفهم قبة الصخرة، تمهيداً لتحقيق مزاعمهم بتحويل المسجد الي كنيس يهودي لتأدية الصلوات والطقوس التلمودية على حساب الحضارة والتاريخ الاسلامي.
واكد على ان افتتاح سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمتحف يهودي تحت المسجد الاقصى المبارك، هو عبارة عن تدشين المسجد ككنيس يهودي وقبلة لليهود لتأدية صلواتهم وطقوسهم التلمودية على حساب اسلامية المسجد وحضارته. وبالتالي باتت اسرائيل على مشارف الانتهاء من تهويد المسجد الاقصى واعلانه كنيس يهودي".
واشارت الهيئة الاسلامية المسيحية الى سلسلة المهرجانات التهويدية التي تنظمها سلطات الاحتلال باستمرار في مدينة القدس المحتلة، والتي كان اخرها مهرجان كبير تحت اسم "فرسان البلدة القديمة" على مدار شهر كامل. حيث اتخذ طابع إحياء أمجاد الثورات الإنجيلية والحملات التي قامت أواخر العصور الوسطى وعلى رأسها الحملة الصليبية، وجذب اكبر عدد ممكن من السياح واليهود لتغيير طابع القدس العام، وصبغها بتاريخ ومعالم يهودية بحتة تشوه تاريخ القدس وحضارتها العريقة.
ومن التحديات الجديدة ايضاً مخطط تهويدي يستهدف تحويل موقع أثري إسلامي قرب المسجد الاقصى المبارك إلى مغتسل ومطهرة دينية نسائية يهودية تخدم النساء اليهوديات اللواتي يقتحمن ويدنسن المسجد الأقصى، حيث يعتبر اعلان عن مواصلة الاقتحامات للمسجد وزيادة كثافتها.
كما وتنوي بلدية الاحتلال في القدس بالتعاون مع شركات انتاج اسرائيلية وهو ما يعتبر اسلوب جديد في عملية تهويد القدس وتزوير تاريخها عن طريق انتاج المسلسلات والافلام من قلب المدينة المقدسة برواية اسرائيلية تهويدية متطرفة.
وأضافت الهيئة: "من التحديات الراهنه التي تمارسها سلطات الاحتلال وسوائب المتطرفين في مدينة القدس، اعتداءات مجموعة "دفع القمن" التي تقوم بخط مجموعة عبارات عنصرية "الانتقام ... والموت للعرب"، ورسم إشارة نجمة داود على القبور والمساجد والكنائس والمنازل وممتلكات الفلسطينيين شتى، حيث كان اخرها الاعتداء على 13 قبراً ومقام كبكي بمقبرة مأمن الله غرب القدس المحتلة، بخط عبارات وشعارات عنصرية متطرفة. اضافة لاستمرار "اسرائيل" بطمس معالم مقبرة مأمن الله، ونبش قبور المسلمين، وتدمير رفاة الائمة والعلماء، وتجريف مئات القبور وتدنيس رُفات أصحابها وإنتهاك حرمة موتاها.
ومنذ أن احتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية سنة 1967، شرعت السلطات الإسرائيلية في إقامة وجود استيطاني إضافة إلى وجودها العسكري، وقد تباينت وتيرة هذا الوجود بين منطقة محتلة وأخرى، تبعاً للتصورات الإسرائيلية المتباينة بشأن هذه المناطق ومستقبلها. حيث اتخذت إسرائيل سلسلة من الإجراءات والقرارات الهادفة إلى إحكام السيطرة على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة من اجل إحداث تغييرات إدارية وقانونية في وضعها، والتمهيد للاستيلاء على اكبر مساحة واسعة من أراضيها وإقامه المستوطنات عليها. واستمرت أعمال البناء وإسكان اليهود في القدس في ظل مفاوضات السلام وفي عهد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بل لعل وتيرة هذه الأعمال ازدادت في ظل حكومة أو لمرت المنصرفة رغم المناشدات الدولية والعربية والفلسطينية بوقف الاستيطان. وبالتالي فان المحصلة الاستيطانية في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة جاءت منسجمة مع جوهر الاستراتيجيا الاستيطانية الصهيونية، التي سبق أن حددتها الهاغاناه منذ سنة 1943 "ليس الاستيطان هدفاً في حد ذاته فحسب، إنه أيضاً وسيلة الاستيلاء السياسي على البلد فلسطين". فقد ارتسمت خريطة الاستيطان الجديدة، سواء بانتشار المستوطنات فيها أو بتركيز هذه المستوطنات، وكأنها ترجمة دقيقة للاستراتيجيا الاستيطانية القديمة والثابتة.
وتعتبر سياسة هدم منازل المقدسيين لصالح المشاريع الاستيطانية، وبهدف طرد اكبر عدد ممكن من سكانها الفلسطينيين وتهجيرهم منها، وتهويد المدينة نهائياً. حيث تتم عمليات الهدم تحت حجج وذرائع واهية منها عدم حصول أصحاب هذه المنازل على التراخيص اللازمة دون احترام لكرامة الإنسان الفلسطيني وحقوقه، ودون احترام كحرية حق السكن الذي هو حق محوري لعدة حقوق مثل الحق في العيش بكرامة وبأمان والإقامة والخصوصية وغيرها.
واكدت الهيئة ان المقدسي يواجه تحد آخر يتمثل باعتداءات المستوطنين اليومية على مختلف مناحي الحياة الفلسطينية، حيث تترصد سوائب المستوطنين يرافقهم قوات من شرطة وجيش الاحتلال الفلسطينيين على الطرقات والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل والتكسير، اضافة الى رجم مركبات المواطنين وتحطيم زجاجها، اضافة الى الترصد للاطفال والاعتداء عليهم، ناهيك عن الاعتداء شبه اليومي على الاراضي الفلسطينية بقطع الاشجار من زيتون ولوزيات واحراقها، ما ادى الى احراق الاف الدونمات المزروعة الذي يكبد المزارع الفلسطيني خسائر كبيرة وفادحة.
والصمت الدولي الرهيب لاجراءات الاحتلال التهويدية العلنية للمسجد الاقصى وكل معالم المدينة المقدسة من التحديات الراهنه في مدينة القدس المحتلة، وندعو الى خروج العالم عن صمته واحقاق حقوق المسلمين في المسجد المبارك، مؤكدةً على ان صمت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته المختلفة له دوره في تمادي سلطات الاحتلال بانتهاك حرمة المسجد الاقصى والاعتداء اليومي عليه باقتحامه وتدنيسه، وتهويد القدس بكافة اجزائها ومعالمها، ليكون عام 2014 عام نصرة القدس ومقدساتها.