الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير أحمد شحادة يتنفس عبق الحرية بعد اعتقال لـ 30 عاماً

نشر بتاريخ: 30/12/2013 ( آخر تحديث: 02/01/2014 الساعة: 15:10 )
رام الله – تقرير معا – لغاية اللحظة، لم تصدق الحاجة أم محمد، والدة الأسير أحمد فريد شحادة، من مخيم قلنديا للاجئين، شمالي القدس المحتلة أن ابنها وفلذة كبدها أحمد سيتحرر من أسره الذي احتجزت حريته لمدة 30 عاما.

ولا تزال الحاجة الثمانينية التي لم تر ابنها أحمد منذ ثلاث سنوات، جراء عجزها شبه التام عن الحركة، وعدم مقدرتها على تحمل أعباء التنقل بحافلات الصليب الأحمر، وقضاء ساعات طويلة في الحافلة للزيارة، لا تزال غير مصدقة لنبأ الإفراج عن ابنها في الدفعة الثالثة لتحرير قدامى الأسرى، إلا حين تراه بأم عينيها.

ورغم صعوبة نطقها للكلام، إلا أن الحاجة أم محمد تؤكد على أنها ممتنة لبقائها على قيد الحياة، حتى ترى نجلها بين أحضانها بعد غياب قصري لقرابة الثلاثين عاماً، حيث بات أحمد عميد أسرى محافظة القدس المحتلة.

وتؤكد الحاجة أنها ستقوم بالعمل على تزويج ابنها، فكل أملها الآن أن ترقص وتغني في حفل زفافه، وأن تر أبناءه يلعبون حولها.

طوال ثلاثين عاماً، ما كلت إحدى خنساوات فلسطين، أم محمد عن زيارة فلذة كبدها متنقلة بين سجون عديدة، حيث كان يقضي حكماً بالسجن المؤبد (99 عاماً)، ولكن المرض أقعدها عن زيارته منذ ثلاث سنوات، ما جعل قلبها يتشوق حرقة لرؤيته. |257877|

الحاجة أم محمد تؤكد أن مرضها لن يمنعها مساء اليوم من التوجه إلى مقر الرئاسة الفلسطينية، لاستقبال فلذة كبدها، على الرغم من مرضها والبرد القارص، فهي انتظرت هذه اللحظة ثلاثين عاماً، ولن يبخل عن نجلها بمزيد من التعب.

واعتقل ابنها وهو في الحادية والعشرين من عمره، أما اليوم فبات عمره 51 عاماً، وتتمنى أن تحتضنه أخيراً، وأن تجعله ينام الليلة في أحضانها وأحضان زوجها.

ورغم الأمل الدائم للحاجة بأن ابنها سوف يفرج عنه يوماً ما، إلا أن الأمل بدأ يتلاشى رويداً رويداً، قبل أن يتم الإعلان عن الإفراج عن الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، فاستعدت العائلة لاستقباله في الدفعة الثانية، ولكن اسمه لم يدرج فيها، فانتكس الوضع الصحي للحاجة التي تعاني من أكثر من مرض.

وحين اعتقل أحمد كان أشقاؤه صغاراً، فتولت الحاجة أم محمد مهمة الزيارات، وكانت أحياناً تزور ابنيها أحمد ومحمد، اللذين اعتقلا بفارق زمني مدته عامين، وهو ما زاد من الأعباء الصحية التي بدأت تعانيها لكثرة زيارات السجن.

أما شقيه الأكبر محمد، فله ذكريات خاصة من أخيه الأصغر أحمد، فكانا كما التوأمين، يلعبان في أزقة المخيم، فكبرا سوية، إلا أن الاحتلال تدخل فاعتقل الشقيق الأكبر محمد، وبعد عامين فقط، اعتقل شقيقه أحمد، ولم يلتقيا مطلقاً، إلا قبل الإفراج عن محمد الأخ الأكبر، فتقابلا لساعات.

محمد الأخ الأكبر يؤكد أن اعتقال شقيقه الأصغر أحمد ترك فراغاً كبيراً في البيت، كونه كان نشيطاً ومبادراً، وكان سنداً له وللعائلة.

يقين كبير لدى محمد بأن أحمد سيرى النور يوماً ما، إلا أنه لم يكن يعرف الوقت، حتى تم الإعلان عن الإفراج عن الأسرى القدامى، وهنا ازداد منسوب الأمل، وبدأت العائلة تعد الأيام ليعود أحمد إلى منزله الذي غاب عنه.