ابو يوسف: اي حديث عن تبادل الاراضي من حيث المبدأ هو خطير
نشر بتاريخ: 31/12/2013 ( آخر تحديث: 31/12/2013 الساعة: 12:47 )
رام الله- معا- اكد الدكتور واصل ابو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظنة التحرير الفلسطينية ان ما يتعرض له الفلسطينيون في مخيمات سوريا هو كارثة انسانية وخاصة في الشمال والجنوب في درعا ومخيم اليرموك عاصمة المخيمات ، بعد نزوح اكثر من 60 % الى خارج المخيمات والدول المجاورة .
وقال ابو يوسف في حديث صحفي ان الموقف الفلسطيني كان واضح منذ بداية الازمة السورية بعدم التدخل في الشأن الداخلي ، ورغم ذلك قدم الشعب الفلسطيني اكثر من الف وستمائة شهيد وعدد كبير من الجرحى ، وخاصة من غرقوا في عرض البحر هروبا من استهدافهم في المخيمات ، وفي هذا المجال نترحم على الشهداء .
ولفت الى ان هنالك اتصالات تجري مع بعض الدول وايضا مع سوريا بهدف توفير الحماية لشعبنا في مخيمات سوريا و من اجل المواكبة الانسانية على صعيد اغاثة عاجلة وفي ظل نقص الغذاء والدواء والحصار الذي يتعرضون ، وكذلك النازحين الى الدول المجاورة وخاصة لبنان ، لمواكبة وضعهم الانساني والاجتماعي والظروف الصعبه التي يعيشونها وحث الدول من اجل تقديم المساعدة الفورية .
وقال أبو يوسف إن القيادة الفلسطينية تقود المفاوضات بمساعدة دول عربية أخرى من أجل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سوريا ومعرفة مصير مفقودين آخرين من مخيمات اللجوء الفلسطينية في سوريا.
واضاف ان منظمة التحرير الفلسطينية قامت بتقديم اكثر من مساعدة ، ولكن الامر بحاجة الى تضافر كل الجهود لحماية شعبنا على كافة الصعد ، وكذلك العمل من اجل فك الحصار عن مخيم اليرموك .
واشار امين عام جبهة التحرير الى زيارة الوفد الفلسطيني برئاسة زكريا الاغا ومن بعدها زيارة الاخ عباس زكي الى سوريا والتي تم البحث فيها من اجل تحييد شعبنا الفلسطيني عن اتون ما يجري من صراع ، ومواكبة ما يتعلق بالشأن الانساني ، وقيادة الفصائل الفلسطينية في سوريا ايضا تواصل عملها الميداني على الارض بهدف تحييد شعبنا وتوفير له المواد الغذائية .
ورأى إن نزوح الآلاف من سكان مخيم اليرموك وتهجيرهم له أهداف سياسية ترتبط باستغلال الوضع الفلسطيني ومحاولة للمساس والنيل من تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة باعتبار المخيم الفلسطيني هو عنوانا ورمزاً لتمسك الفلسطينيين بحق العودة.
واكد ابو يوسف على الموقف الفلسطيني بعدم زج الشعب الفلسطيني في المخيمات باتون الصراع ومواصلة سياسة الحياد الايجابي والقيام بمبادرات خلاقة تهدف إلى تخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا وتوفير عودة آمنة إلى مخيماتهم ، لان شعبنا واجهته ونضاله هو فلسطين وحق العودة الى دياره التي هجر منهاوفق القرار الاممي 194.
من جهة اخرى قال الدكتور واصل ابو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مقابلة مع قناة الميادين ان ما تم تسريبه عن المفاوضات في وسائل الاعلام الاسرائيلية عن تبادل الاراضي، لا يمكن ان يكون سوى للتغطية على ما تقوم بتنفيذه حكومة الاحتلال من مخططات تهدف لنهب المزيد من الأرض وإستغلال عامل الوقت .
واضاف اعتقد حتى الان ان حكومات الاحتلال من خلال اطلاق العنان عن تبادل الاراضي من اجل استكشاف ردود الفعل حول المسار التفاوضي المتعثر ومن اجل التغطية على استمرارها في فرض الوقائع على الارض من خلال سياسة التطهير العرقي والقتل والتدمير وتهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها وما يجري في المسجد الاقصى دليلا على ذلك من خلال تدنيس المستوطنين لباحاته ، وكل ذلك ينذر بالخطر الكبير على القضية الفلسطينية .
ولفت ابو يوسف ان تبادل الاراضي ، وموقف وفد الجامعة العربية التي تحدث عن تبادلية للأراضي ، شكل خطر كبير وبالتالي عندما يأتي هذا التنازل بعد الاعتراف الاممي في الامم المتحدة بدولة فلسطين يأتي للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني ، ونحن اكدنا موقفنا الرافض على المستوى الفلسطيني لاي تبادل للاراضي التي احتلت عام 1967 ، لان الاستيطان غير شرعي وقانوني ويجب ازالة كافة الكتل الاستيطانية ، مؤكدا ان التسريبات التي تجري هي بهدف استغلال المفاوضات الحالية من أجل تمرير المخططات الاستيطانية والتغطية على ما تقوم به حكومة الاحتلال من مخططات تهدف لنهب المزيد من الأرض وإستغلال عامل الوقت لصالحها.
واكد ان اي حديث عن تبادل الاراضي من حيث المبدأ هو خطير ، ونحن نعتبر ان الاسنيطان الاستعماري غير شرعي وقانوني ، وهذا ما اكدته قرارات الشرعية الدولية ، والاستيطان جريمة حرب ضد الشعب الفلسطيني ، وكان الاجدى ان نستمر وفي الذهاب الى الامم المتحدة من اجل محاسبة اسرائيل على جرائمها وان نلجأ الى اتفاقيات جنيف وروما .
واضاف ابو يوسف ان ما تقوم به حكومة الاحتلال والائتلاف اليميني المتطرف بين حزبي الليكود وبيتنا ، يحول دون اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ،ولهذا نقول يجب وقف المفاوضات العقيمة القائمة ، واعتقد انه لا يمكن ان يكون هنالك تبادل للاراضي ، او ان تدفع القدس الثمن او مناطق اخرى ، وما يروجه الاحتلال حول حدود مؤقته او حل جزئي مرفوض ، لان الموقف الفلسطيني لا يمكن ان يتنازل عن الثوابت الفلسطينية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس ، لهذا الامر الفجوة كبيرة والاحتلال يحاول ان يغلق المسار التفاوضي امام جمهوره .
وقال لا اعتقد بأن يرشح اي شيئ عن المفاوضات ، وهذه المفاوضات عارضتها اغلبية القوى والفصائل ، واليوم نرى ما تقوم به حكومة الاحتلال وقطعان مستوطنيه من خلال اقتحامات المسجد الاقصى والتصعيد العدواني والتي ادى الى استشهاد عدد من ابناء شعبنا اضافة الى ما يتعرض الشعب الفلسطيني على امتداد الضفة الفلسطينية وخاصة في الاغوار من عدوان واعتقال واستيطان وتهديدات متواصلة لقطاع غزة ، هذا كله يؤكد على ان هذا المسار التفاوضي عقيم ، وكان الخطأ الكبير هو بعدم الذهاب الى الامم المتحدة .
واشار ان موضوع يهودية الدولة معروف انه يعني شطب حق العوده للاجئين الذي يستند الى القرارالاممي 194 ، وايضاً يشكل خطر داهم على شعبنا الفلسطيني في اراضي 48 وبالتالي هذا هو الخطر بحد عينه، ولهذا لا يمكن ان نعترف بيهودية الدولة .
ولفت الى ان تفعيل قرار الاتحاد الاوروبي بمقاطعة المستوطنات الاسرائيلية المقامة على الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس مطلع العام القادم، وهذا يتصدر اولويات القيادة الفلسطينية، منوها الى ان هناك ضغوطا هائلة تمارس على اطراف اوروبية لثنيها على تنفيذ قرار المقاطعة.
واكد ابو يوسف ان منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية تمتلك اوراق كثيرة للعب بها ، وجميعنا سمع وزير الخارجية الامريكي كيري عندما تحدث من مغبة مسائلة حكومة الاحتلال ، وهذا يؤكد على الانحياز السافر للادارة الامريكية للاحتلال ، لذلك نرى اولا اهمية العمل من اجل الاستفادة من الاعتراف الاممي بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب في الجمعية العامة من خلال الانضواء في جميع المؤسسات الدولية والتوقيع على المعاهدات الدولية، بما فيها معاهدات جنيف ومعاهدات روما، لوضع حد لاستهتار الاحتلال وعدوانه وتنفيذ احكام وقواعد القانون الدولي و الانساني ، وثانيا ترتيب البيت الداخلي وتطبيق اتفاق المصالحة،والعمل على البدء بتنفيذ إستراتيجية فلسطينية موحدة وفق البرنامج الوطني والثوابت الفلسطينية، وتعزيز المقاومة الشعبية ، وهذه الاوراق كلها هي عوامل مهمة في النضال الذي يخوضه شعبنا الفلسطيني من اجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعه .
ورأى امين عام جبهة التحرير ان لا احد يجبر الفلسطيني مكرها للتنازل عن ارضه وحقوقه ، والرئيس الشهيد ياسر عرفات دفع ثمن ذلك عندما ذهب الى كامب ديفيد وصمد ورفض اي تنازل عن حق العودة والقدس وقدم حياته من اجل ذلك ، فالشعب الفلسطيني الذي قدم الشهداء والجرحى والاسرى ، وما زال متمسكا بارادته الوطنية سيواجه كافة المخططات ، ولن يقبل دولة منزوعة السلاح او دويلة منقوصة السيادة ، فنحن نتمسك بعدالة القضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني ووقوف كافة الاحرار والشرفاء الى جانب شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية.