إسرائيل تلطم المفاوضات وتناور في وجه الأمريكان
نشر بتاريخ: 01/01/2014 ( آخر تحديث: 01/01/2014 الساعة: 11:11 )
بيت لحم- تقرير معا - تتمسك إسرائيل بمواقفها المتعنتة إزاء المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وعلى الرغم من التشاؤم الذي خيم على هذه المفاوضات في ظل إعلان إسرائيل عن مزيد من البناء الاستيطاني وضم منطقة الأغوار، إلا أن المتحدث الرسمي باسم نتنياهو اوفير جندلمان تمسك بالموقف الاسرائيلي التقليدي الذي يظهر اسرائيل بمظهر المتمسك بالمفاوضات في حين القى باللائمة على الفلسطينيين الذين اتهمهم بالتحريض وعدم الجدية في المفاوضات.
وقلل جندلمان في حديث لـ معا من أهمية تصريح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التي اعلن من خلالها فشل المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية.
وقال جندلمان إن إسرائيل ملتزمة بالمفاوضات مع الجانب الفلسطيني وأنها "وفت" بتعهداتها في هذا الخصوص، مضيفاً أن تصريحات عريقات لن توقف المفاوضات؛ لان الرئيس محمود عباس أكد الالتزام بالمفاوضات والإطار المحدد لها.
وكان عريقات قد صرح في وقت سابق أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى 9 أشهر للحكم على المفاوضات، "إسرائيل أفشلتها، فما معنى هذه القرارات؟ في إشارة إلى قرار إسرائيل بضم منطقة الأغوار في الضفة الغربية إلى أراضي دولة إسرائيل"، مطالبا القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى عضوية المؤسسات الدولية بدعم عربي.
وأكد الرئيس محمود عباس من مقر المقاطعة لـ معا "أننا لا نزال ملتزمون على ما تم الاتفاق عليه مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وهو الالتزام بالمفاوضات لمدة تسعة أشهر".
"اسرائيل ملتزمة بجهود انجاح المفاوضات"
ورفض جندلمان التعقيب على سؤال غرفة تحرير وكالة معا الإخبارية، حول تأثير المشاريع الإسرائيلية التي تطرح مؤخرا والمتعلقة بالتمدد الاستيطاني وخاصة مشروع القانون المتعلق بضم أراضي غور الأردن إلى إسرائيل، على مسار المفاوضات، مكررا عبارة "إسرائيل ملتزمة بالجهود نحو التسوية وإنجاح المفاوضات".
وطالب المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي الجانب الفلسطيني "وقف التحريض ضد إسرائيل، ويجب أن نرى التزام فلسطيني حقيقي بعملية السلام، من خلال وقف استمرار التذرع الفلسطيني، وإبداء الجدية في محادثات السلام".
وادعى جندلمان أن إسرائيل مستعدة لاتخاذ ما وصفه بـ "قرارات صعبة" من أجل أن يسود السلام، رفضا توضيح ماهية هذه القرارات.
تصريحات تحمل طابع "التشاؤم"
وعلى الصعيد الفلسطيني، يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن تصريحات عريقات عادة ما تحمل طابع "التشاؤم" ولا تدل بالضرورة عن نهاية خط المفاوضات والمساعي الأمريكية لإحلال السلام، فالحديث ما زال مبكراً عن نتائج المفاوضات.
وأوضح عوكل لـ معا أن الإدارة الأمريكية تعمل على معادلة خاطئة من خلال الضغط على الجانب الفلسطيني لتقديم تنازلات أكبر بدل الضغط على إسرائيل لدفعها نحو الالتزام بتعهداتها.
وفيما يتعلق بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري وما تحمله في طياتها، قال المحلل السياسي إن كيري قادم ولديه أفكار حول اتفاقية إطار ولديه عزم ودعم من قبل الاتحاد الأوروبي لدفع عجلة عملية السلام.
هل سترضي وثيقة كيري الطرفين؟
ويعتقد عوكل أنه بات من المستحيل أن يطرح كيري وثيقة ترضي الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي؛ في ظل عدم حياديته ولكثرة التعقيدات في طريق المفاوضات.
وكانت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية قالت في بيان لها إن الوزير كيري سيبحث خلال جولته الجديدة في المنطقة مع نتنياهو وعباس إطارا قد يشكل خطوطا توجيهية للتعامل مع جميع القضايا الجوهرية العالقة.
وينظر المحلل السياسي إلى العام المقبل 2014 بأنه سيقود الفلسطينيين إلى مرحلة جديدة اسمها "مرحلة الوضوح" فيما يتعلق بالتعاطي مع المشروع الوطني الفلسطيني والمصالحة الداخلية وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
توقعات بتمديد فترة المفاوضات
وبالعودة إلى الطرف الإسرائيلي، توقع المحلل السياسي الإسرائيلي أيلي نيسان أن يطلب وزير الخارجية الأمريكي تمديد فترة المفاوضات من تسعة أشهر إلى عام على الأقل، بهدف مواصلة بحث بعض الملفات العالقة والمتعلقة بالقدس، والاستيطان؛ لان فترة التسعة أشهر قد لا تكفي لحسم هذه الملفات.
ومن المفترض أن تنتهي جولة المفاوضات الحالية مع الجانب الاسرائيلي برعاية امريكية في شهر نيسان(ابريل) المقبل.
ورأى نيسان خلال حديثه لـ معا أنه وفي ظل الأجواء "التشاؤمية" المحيطة بالمفاوضات لن يتم التوصل إلى اتفاق تسوية في ظل تمسك كل طرف بمطالبه.
أمن اسرائيل "لا" كبيرة
ولفت إلى أن "إسرائيل تنازلت عن العديد من مبادئها للوصول إلى السلام وكان من ضمن هذه التنازلات الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، مؤكدا أن إسرائيل لن تقدم تنازلات فيما يتعلق بأمن الدولة، واصفا ذلك بـ "أمن الدولة لا كبيرة".
ودعا المحلل السياسي الفلسطينيين إلى "التوقف عن طرح المزيد من الطلبات وعدم الاستمرار برفض كل ما يطرح عليهم والتوقف عن قول (لا)".