الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير القواسمي من سجن النقب: 2013 العام الأسوأ بتاريخ الحركة الأسيرة

نشر بتاريخ: 01/01/2014 ( آخر تحديث: 02/01/2014 الساعة: 16:30 )
رام الله- معا - أكد الأسير محمد عيسى القواسمي ان حركة فتح متمسكة بالثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها الشهداء، وتقف سدا منيعا في وجه الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس.

وأضاف الأسير القواسمي المعتقل في سجن النقب الصحراوي منذ عام 2003 ومحكوم أربعة عشر عاما ونصف العام وهو حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية بتقدير جيد جدا من جامعة ( Victorville International University) عن طريق المراسلة من داخل السجن وأحد قيادة حركة فتح داخل سجون الاحتلال في مقابلة صحفية لمناسبة ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية وحركة فتح ان "فتح ستدخل العام الجديد بهمة عالية واستعداد كبير لمواجهة تحدي إنهاء الاحتلال وإنهاء الانقسام والتشرذم الذي أساء لشعبنا ونضاله العادل".

وأكد القواسمي ان "التهرب من استحقاق إنهاء الانقسام لم يعد مقبولا أو مبررا، ومن المخجل والمؤسف بل من العار أن تتحول الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام إلى قضية تتحمل وجهات نظر". وقال: "من هذا المنطلق نناشد الشرفاء الغيورين على المصلحة الوطنية في حركة حماس أن يلتزموا ببنود الاتفاقيات، وندعو شعبنا وشبابنا إلى أخذ زمام المبادرة وفرض الوحدة من خلال الخروج للشوارع والميادين في قطاع غزة والاعتصام حتى إنهاء الانقسام".

وحول دور الأسرى في انهاء الانقسام قال القواسمي: "إذا لم يتم انجاز المصالحة خلال الفترة القصيرة المقبلة فإن حوارا سريعا جاريا بين صفوف الأسرى لاتخاذ خطوات حاسمة وفي مقدمتها إمكانية الإضراب المفتوح عن الطعام لانجازها".

وأكد ان نجاح المفاوضات وشق الطريق نحو سلام حقيقي في المنطقة يكمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس والانسحاب إلى حدود 1967 والوقف الشامل للاستيطان والاعتراف بالقرار الدولي 194 والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين.

وبشأن وضع الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال قال القواسمي: "عام 2013 هو الأسوأ في تاريخ الحركة الأسيرة بسبب ممارسات ادارة السجون، لكن مهما فعلت اسرائيل فانها لن تنال من عزيمتنا ولن تكسر إرادتنا في الصبر والصمود".

وقال ان التحضيرات لعقد المؤتمر السابع لحركة فتح حقيقية وسيعقد في موعده، وسيشهد المؤتمر تغيرات عميقة وجذرية في البرنامج والأداء.
ودعا الأسير القواسمي جماهير شعبنا للالتفاف حول الرئيس محمود عباس في هذه المحطة المهمة في تاريخ القضية.

بعد 49 عاما من انطلاقتها وثورتها، أين تقف فتح الآن؟

في ذكرى الانطلاقة، وفي كل يوم نستذكر الشهداء وأبطال صناعة الحرية، شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة وعلى رأسهم الشهيد الرئيس ياسر عرفات وأبو جهاد وأبو علي مصطفى وفتحي الشقاقي وأحمد ياسين وعمر القاسم وكل الشهداء العظام أبطال شواهد التاريخ الفلسطيني.

حركة فتح بعد 49 عاما تقف ثابتة على الثوابت الوطنية التي ضحى من أجلها الشهداء.. وتقف سدا منيعا في وجه الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس.. حركة فتح بسواعد رجالها قيادة وكوادر وأعضاء ومؤيدين تستعد لدخول عامها الجديد وهي تتطلع للمستقبل المرفوع على هذه السواعد، بقلوب يغمرها الأمل بانتصار الحرية والعدالة بعدما انتصرنا على مشروع الإبادة والتغيب ومحو اسم فلسطين عن الخارطة.

حركة فتح كان لها شرف إطلاق الرصاصة الأولى وتفجير الثورة المسلحة والمعاصرة وبعثت الهوية الفلسطينية من تحت ركام النكبة واستطاعت أن تبلور الكيان السياسي من خلال منظمة التحرير الفلسطينية. ولا شك أن حركة فتح تواجه الآن تحديات صعبة وكبيرة وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال ومخلفاته، فوطنية أي فصيل أوحزب أومؤسسه أو قائد تقاس بمدى إسهامه في معركة إنهاء الاحتلال باعتبار هذا التحدي هو الأهم، وحركة فتح هي صاحبة الانجازات العظيمة وحامية الدور التاريخي في الانتفاضتين وأقامت أول سلطة على الأرض الفلسطينية المحتلة واستطاعت أن تحقق انتصارات وانجازات سياسة كبيرة لشعبنا، وستدخل العام الجديد بهمة عالية واستعداد كبير لمواجهة تحدي إنهاء الاحتلال على كل الأصعدة وفي كل المجالات وبكافة الوسائل والأساليب، وعلى القيادة أن تحشد كل الإمكانيات وتكريس جميع الطاقات والجهود لتحقيق هذا الهدف.

أما التحدي الثاني فهو إنهاء الانقسام والتشرذم الذي أساء لشعبنا ونضاله العادل وذلك من خلال التسريع في تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت بداية من وثيقة الأسرى للوفاق الوطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتوحيد كافة المؤسسات والتحضير الفعلي لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ولعضوية المجلس الوطني، خاصة أن الاستحقاقات الانتخابية مضى عليها عدة سنوات وأصبحت المؤسسات ضعيفة وهشة.

إن التهرب من استحقاق إنهاء الانقسام لم يعد مقبولا أو مبررا ولن يغفر التاريخ ولا الشعب ولا الشهداء ولا الأسرى لأي طرف يضع العراقيل في دولاب المصالحة الوطنية.

هل تعتقد امكانية تحقيق إنهاء الانقسام بعد هذه السنوات؟

من المخجل والمؤسف بل من العار أن تتحول الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام إلى قضية تتحمل وجهات نظر، فإذا كان مرور 46 عاما على الاحتلال، و65 عاما على النكبة، وحرب التهويد لمدينة القدس، إذا كانت عمليات الاعتقال والحواجز والاستيطان المسعور والحصار الخانق، إذا كان كل ذلك لا يستدعي وحدة وطنية وإنهاء الانقسام فما الذي يستدعي!؟

من هذا المنطلق نحن نناشد الشرفاء الغيورين على المصلحة الوطنية في حركة حماس أن يلتزموا ببنود الاتفاقيات التي وقعت وأن يتخلوا عن فكرة المصلحة الحزبية الضيقة، هذه الفكرة التي لن تؤتي أي ثمار في مسيرة إنهاء الاحتلال وإنهاء معاناة شعبنا وأهلنا في قطاع غزة، وعلى حماس أن تدرك جيدا أن حكم المرشد لا يخدم المصلحة الوطنية، ونحن ندعو شعبنا الفلسطيني وشبابنا إلى أخذ زمام المبادرة وفرض الوحدة من خلال الخروج للشوارع والميادين في قطاع غزة والاعتصام حتى إنهاء الانقسام.

هل تتوقع أن تقدم الحركة الأسيرة مبادرة جديدة لإنهاء الانقسام؟

نحن لسنا بحاجة إلى مبادرات أو وثائق أو اقتراحات جديدة، نحن بحاجة إلى إرادة وطنية وروح عالية تجاه شعبنا وقضيته المقدسة التي تحتاج إلى الترفع عن المصالح الفئوية والحزبية والشخصية، والتاريخ لن يرحم من يعبث بمصير قضية الشعب الفلسطيني، وإذا لم يتم انجاز المصالحة الوطنية خلال الفترة القصيرة المقبلة فإن حورا سريعا جاريا بين صفوف الأسرى لاتخاذ خطوات حاسمة وفي مقدمتها إمكانية الإضراب المفتوح عن الطعام لانجازها.

كيف تنظر الحركة الأسيرة للمفاوضات؟ وهل أنتم متفائلون من نجاحها؟

نحن دائما نؤكد ضرورة المزاوجة الحكيمة والشجاعة والذكية بين المقاومة الشعبية والعمل السياسي والدبلوماسي. وأثبتت الأحداث والتطورات أن المفاوضات لن تجدي نفعا بل تلحق ضررا، فإسرائيل تستخدم المفاوضات للتغطية على جرائمها واستيطانها واحتلالها وحصارها، في الوقت ذاته يشن الإعلام الإسرائيلي ومسؤولون اسرائيليون حملة تحريض ضد الرئيس محمود عباس متهمة إياه بالإرهاب الدبلوماسي، كل هذه الأحداث والتطورات لا تدل على أن إسرائيل معنية بإنهاء الصراع، وقد آن الأوان لتدرك الحكومة الإسرائيلية أنها ترتكب حماقة كبرى إذا ما اعتقدت أن شعبنا وقيادته تنقصه الإرادة والتصميم بمواصلة نضاله المشروع لانتزاع حريته وإقامة دولته على ترابه الوطني، ويجدر بالإعلام الإسرائيلي أن ينظر إلى جيشه وحكومته ليرى قوة احتلال غير مشروعه تمارس منذ عقود طويلة أبشع الانتهاكات وتقف أيضا في الخندق المعادي للحرية ولحقوق الشعوب لتقرير مصائرها وفي الخندق المعادي للشرعية الدولية وقراراته.

ونجاح المفاوضات وشق الطريق نحو سلام حقيقي في هذه المنطقة يكمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة والقدس عاصمة لها والتعهد الإسرائيلي بقبول الانسحاب إلى حدود 1967 والوقف الشامل للاستيطان والاعتراف بالقرار الدولي 194 الخاص باللاجئين الفلسطينيين والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين قبل أي مفاوضات وتحت رعاية الأمم المتحدة وضمانتها.

هناك تذمر في صفوف وكوادر فتح من الأداء الحالي للحركة، هل تعتقدون عقد المؤتمر السابع في موعده المحدد؟

يجب علينا أن ندرك جيدا أن المؤتمر السادس جاء بعد 20 عاما من المؤتمر الخامس، بمعنى أن المؤتمر السادس جاء للم الشمل الفتحاوي تحت مظلة القيادة التاريخية في الحركة التي استطاعت أن تعيد ترتيب البيت الفتحاوي.

التحضير للمؤتمر حقيقي وسيشهد تغييرات عميقة وجذرية في البرنامج والأداء، وبكل تأكيد سيعقد المؤتمر السابع في موعده المقرر.
نحن داخل السجون نشارك الكادر الفتحاوي قلقه وتذمره ودعوته لتحسين الأداء والنهوض بالحركة، ونحن على ثقة أن حركة فتح هي بحر من المناضلين الأوفياء والمستعدين للنزول للميادين لاستكمال مسيرة الحرية والعودة والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية، وعلى كل الفتحاويين وشعبنا العظيم مواجهة تحدي إنهاء الاحتلال باعتباره التحدي الأكبر والأهم.

كيف تقيمون الوضع في السجون خاصة أن الأنباء التي تخرج حول وضع الأسرى مقلقة للغاية؟ وهل انتم راضون عن تفعيل قضيتكم رسميا وشعبيا؟

لا شك أن السلوك العام لإدارة مصلحة السجون يتنافى مع كل الأعراف والقوانين والشرائع ولا نتوقع من إدارة السجون سوى مزيد من العنجهية والضغط النفسي النفسي والجسدي بحق الحركة الأسيرة جمعاء، فالعام 2013 هو الأسوأ في تاريخ الحركة الأسيرة لأن السجون الإسرائيلية باتت ساحة مفتوحة لممارسة الانحطاط الأخلاقي والإنساني بحقنا، وباعتقادي فان ما تقوم به إدارة السجون من قمع وتنكيل وإهمال طبي يهدد حياة العديد من الأسرى، نابع من ان إسرائيل تجد نفسها فوق الاتفاقيات والقانون الدولي فتحاول تفريغ حمولة حقدها المسخرة لها من تجارب القهر والقمع وانتهاك حقوق الإنسان التي باعتقادي ايضا انها فاقت أساليب أجهزة القمع الفاشية وكافة تجارب القهر عبر التاريخ.

لكن مهما فعلت اسرائيل فانها لن تنال من عزيمتنا ولن تكسر إرادتنا في الصبر والصمود، فنحن نراهن على شعبنا والقيادة الفلسطينية التي لم ولن تنسى أسراها، فدعمهم ومناصرتهم لنا في كافة الخطوات التي نقوم بها تمنحنا القوة الدائمة، فبوقفتهم معنا لن تفتر لنا عزيمة ولن تلين لنا إرادة ولن يجد الإحباط أواليأس لقلوبنا سبيلا.

ونحن نعلم أن الطريق إلى الحرية شائك والمشوار طويل لكننا في نهاية هذا المشوار الطويل، فخطوة تحررنا من قيود الأسر بدأت منذ بدء الإفراج عن قدامى الأسرى بفعل الجهود التي بذلته وتبذله قيادتنا والتي تعتبر الرهان الأكبر والوفي والمخلص والداعم لقضيتنا ونضالنا العادل والمشروع في سبيل الحرية.

هل أنتم متفائلون من العام الجديد؟ وماذا تقولون للشعب الفلسطيني؟

بالتأكيد نحن متفائلون وإيماننا لا حدود له لأن فجر الحرية آت لا محال وانه قريب أكثر مما يتصور البعض، وما حصل في الآونة الأخيرة من الصمود الأسطوري للقيادة والشعب الفلسطيني وانتصار المقاومة الشعبية والمعركة السياسية والدبلوماسية في عزلة إسرائيل دوليا ورضوخ الأخيرة للإفراج عن الأسرى الذين اعقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو يدعو لكثير من التفاؤل، ويؤكد قدرة شعبنا بقيادة الرئيس محمود عباس على انتزاع حقوقنا الوطنية الثابتة. نحن على ثقة أن هذا العام سيكون عام إنهاء الاحتلال وعام الوحدة الوطنية وعام تحررنا من الأسر.

نقول لشعبنا الفلسطيني في هذه المناسبة العظيمة "إننا نجدد العهد والقسم على التمسك بالثوابت الوطنية. ونقول أيضا في هذا اليوم، لأم الشهيد والجريح والأسير، وللعاملين في كل حقل وعلى كل آلة، للكاتبين والدارسين، للسياسيين والطلاب وللفلاحين والمخططين، للأطباء والمعلمين والقائدين لفيالق المجد ان ثمرة الثورة لن تتوقف وأن العطاء في بناء الثورة الفلسطينية متواصل وسنتخطى كل الصعاب التي تنصب لنا وللقضية. ونطالبهم جميعا بالالتفاف حول القائد العام الأخ الرئيس محمود عباس في هذه المحطة المهمة في تاريخ القضية ونعاهدكم أن تطلق اليد الفتحاوية الرصاصة الأخيرة احتفالا برحيل الاحتلال وبالحرية والعودة والاستقلال".