مسؤول مصري: التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تهيىء المناخ لمرحلة جديدة في صالح الجميع
نشر بتاريخ: 05/06/2007 ( آخر تحديث: 05/06/2007 الساعة: 13:06 )
بيت لحم- معا- أكد مسؤول مصري رفيع المستوى أن نقاط الاتفاق وتطابق وجهات النظر كان هو العامل الايجابي الرئيسي في كل جلسات الحوارات التي أجرتها مصر مع الفصائل الفلسطينية حتى الان, مشيرا الى أن مصر بدأت منذ حوالي أسبوع مشاورات ثنائية هامة مع التنظيمات الفلسطينية كل على حدا وانتهت حتى الان اللقاءات مع حركات فتح وحماس والجهاد الاسلامي.
ونوه المسؤول الرفيع المستوى ـ الذي يشارك فى جلسات الحوار مع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية المتواصلة بالقاهرة ـ بأن المباحثات المكثفة التي تجريها القاهرة مع الفصائل الفلسطينية هدفت في المقام الاول الى سرعة احتواء المواجهات والاشتباكات المسلحة الداخلية الاخيرة التي كادت أن تصل الى حد الحرب الاهلية وبالتالى "تنهى كل آمالنا وتطلعاتنا نحو اقامة الدولة الفلسطينية".
وأوضح ـ في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الاوسط ـ أن مصر حددت في مشاوراتها قضية رئيسية عاجلة وهي "كيف يمكن أن ننهي الاقتتال الداخلي الدامي المؤسف فى قطاع غزة ونثبت وقف اطلاق النار وما هي الاليات اللازمة لذلك وكيف يمكن دعم آلية مراقبة وقف اطلاق النار؟".
وأضاف "ولقد نجحت مصر بالتوافق والتنسيق في صياغة مسودة تحمل مبادىء وآليات لتثبيت وقف اطلاق النار بحيث يمكن الانطلاق منها الى صياغة رؤية متكاملة ونهائية تنهي الاقتتال وتضمن عدم تكراره نهائيا".
وقال المسؤول رفيع المستوى "لم تكن قضية التهدئة مع اسرائيل بعيدة أيضا عن هذه المشاورات التى أجرتها مصر ولا تزال حيث شغلت حيزا منها وذلك فى ضوء قناعة القيادة السياسية المصرية بضرورة وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية المتواصلة على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكذلك عمليات الاعتقال والاغتيالات التى ترتكبها القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وعلى الجانب الفلسطيني أيضا وقف أي تصعيد تجاه اسرائيل".
وشدد على أن التهدئة الشاملة والمتزامنة والمتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي سوف تهيىء المناخ والاجواء للتحرك نحو مرحلة جديدة ستكون بالتأكيد في صالح الجميع, مشيرا الى أن الفصائل الفلسطينية أبدت تفهما كاملا لهذه المسألة وتلك القضية الهامة.
وقال المسؤول المصري رفيع المستوى "إن المباحثات التي أجرتها مصر مع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية حتى الان أكدت على ضرورة دعم ومساندة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في آداء مهامها في مختلف القضايا لخدمة المواطن الفلسطيني وتوفير الامن له وأن تعمل هذه الحكومة ـ التي تتكون من كافة أطياف الشعب الفلسطيني ـ وأن تؤدى كامل مهامها على أفضل وجه, ونحاول أن نساعدها في تحقيق ذلك".
واكدت المشاورات أيضا "أنه لابد من تهيئة المناخ والاجواء لانجاز كافة القضايا التي سبق الاشارة اليها حتى نتحرك في المجال السياسي وألا تشغلنا خلافاتنا الفلسطينية الداخلية عن السعي الجاد نحو تحقيق الهدف الأسمى وهو اقامة الدولة الفلسطينية".
وأشار الى أن مبادىء وآليات وقف الاقتتال الداخلي ركزت على ضرورة اعتماد لغة الحوار كأساس لحل كافة الخلافات الفلسطينية وازالة كافة عوامل التوتر ووضع ضوابط لتنظيم السلاح في الشارع الفلسطيني وضبط الاعلام ومنع التحريض الدعائي والاعلامي.
وأوضح أنه تم تحديد العديد من الاليات والاجراءات لوضع هذه المبادىء موضع التنفيذ وتحديد أهمها وتحديد آليات لمراقبة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من خلال تشكيل لجنة للمراقبة برعاية مصرية.
وأكد المسؤول المصري أن جولات الحوار مع الفصائل الفلسطينية سادتها أجواء من التعاون والجدية والتفاهم الكامل من كافة الفصائل والحرص على انجاحها لحقن الدماء الفلسطينية والتفرغ للقضايا الاساسية والهامة وحماية حاضر ومستقبل وتطلعات الشعب الفلسطيني.
وأكد أن مصر سوف تستكمل مشاوراتها مع باقي الفصائل الفلسطينية وذلك تمهيدا لعقد حوار موسع وشامل مع كافة الفصائل والتنظيمات يعالج العديد من القضايا ويؤسس لمرحلة جديدة أكثر أهمية مشيرا الى أن هذا الحوار الشامل سوف يعقد أيضا بالقاهرة في النصف الثاني من شهر يونيو الحالي.