بعد اربعين عاما على الهزيمة.. الرئيس: أي شعب لا يحسن إدارة قضيته يفقدُ نفسَه ويفقد قضيته
نشر بتاريخ: 05/06/2007 ( آخر تحديث: 05/06/2007 الساعة: 14:49 )
رام الله- معا- قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( وهو لاجئ من مدينة صفد ) في كلمة إلى الشعب في الوطن والشتات بمناسبة هزيمة حزيران: "أي شعب لا يحسن إدارة قضيته يفقدُ نفسَه ويفقد قضيته".
وأضاف قائلاً تجاوزنا الهزيمة بالثورة ونحث الخطى نحو الدولة كهدف أضحى قريباً, كما قال: "أسعى لأن لا يظلَ قرار التهدئة والقتال والاقتتال في يد أفرادٍ أو مجموعات, وعبر الرئيس عن قلقه على الفلسطينيين في لبنان قائلاً :" نحن قلقون على حياة أهلنا في لبنان وواثقون من حرص الحكومة اللبنانية على حياتهم ومصالحهم".
وكان الرئيس، يتحدث إلى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بمناسبة مرور أربعين عاماً على هزيمة حزيران- يونيو 1967عبر تلفزيون فلسطين حيث نشرت وكالة وفا نص كلمته.
وقال : إننا تجاوزنا الهزيمة بالثورة، وها نحن رغم كل الصعوبات، نحث الخطى نحو الدولة كهدف أضحى قريباً، ولعل الصعوبات الكبرى التي نواجهها في هذه الحقبة الزمنية التي نعيشها، هي آلامُ مخاضٍ حتمي لا بد (وبعونه تعالى) من أن ينتهي لمصلحة قيام دولتنا العتيدة، مشدداً على أن الاستقرار الإقليمي والدولي يتطلب ولادة الدولة الفلسطينية المستقلة كمدخل لحل كل الصراعات في منطقتنا.
وفي حديثه عن الوضع الداخلي، قال : إنه يسعى من خلال وجوده المباشر على أرض الأزمة ألاّ يظلَ قرار التهدئة والقتال والاقتتال في يد أفرادٍ أو مجموعات، تمنح نفسها حق تقدير الموقف نيابةً عن الشعب بأسره، وتمنح نفسها كذلك حقَ المبادرة بالقتال وبوسائل غير مجدية، دون علم المؤسسات الوطنية الرئيسة.
وبين بأنه مع إدراكه لصعوبة الأمر والتعقيدات والتداخلات والمؤثرات المحلية والإقليمية، وحُمّى الأجندات المختلفة، "غير أنني لن أتوقف عن العمل. أولاً من أجل أمن المواطن الفلسطيني أينما وجد، وثانياً من أجل توفير المناخ المواتي للتحرك من أجل قضيتنا وحقوقنا في خضم هذا العالم المضطرب، فأي شعب لا يحسن إدارة قضيته يفقدُ نفسَه ويفقد قضيته!!!.
واضاف : كما عودتكم في كل لقاءاتي معكم، وأحاديثي إليكم، أن أُواصل وضوحي وصراحتي في ملامسة الأمور، والتفكير معاً في إيجاد الحلول الممكنة لها، فإني وبهذه المناسبة سأعاود الحديث من القلب إلى القلب، وأبدأ بهمومنا اليومية، فنحن نتابع ما يجري في مخيم نهر البارد في لبنان، وكذلك مخيم عين الحلوة، حيث تقوم بعض المجموعات المتطرفة التي لا علاقة لها بالنضال الفلسطيني، باستغلال المخيمات للقيام باعتداءات ضد الجيش اللبناني، مهددة حياة المواطنين الفلسطينيين الأبرياء في هذه المخيمات بالخطر.
إننا إذ نعبر اليوم عن بالغ قلقنا على حياة أهلنا في لبنان، الذين طالما قدموا التضحيات من أجل قضيتهم، فإننا واثقون من حرص الحكومة اللبنانية على حياتهم ومصالحهم، مؤكدين في نفس الوقت على إدانتنا لهذه المجموعة المسلحة.
نعم، إنني أسعى إلى تهدئة مع الجانب الإسرائيلي وبالتأكيد لا بد وأن تكون شاملةً ومتبادلة في غزةَ والضفة الغربية، وأسعى كذلك ومن خلال وجودي المباشر على أرض الأزمة ألاّ يظلَ قرار التهدئة والقتال والاقتتال في يد أفرادٍ أو مجموعات، تمنح نفسها حق تقدير الموقف نيابةً عن الشعب بأسره، وتمنح نفسها كذلك حقَ المبادرة بالقتال وبوسائل غير مجدية، دون علم المؤسسات الوطنية الرئيسة.
الأمر الآخر، الذي يؤرقكم ويؤرقني بالتأكيد، هو الحصار الاقتصادي والمالي والنفسي والجغرافي، فأنا لا أرى الحصار فحسب بل أعيشه معكم، وأعاني منه مثلكم، وأعمل ليل نهار بما في ذلك الذهاب إلى أبعد نقطة في هذا الكون من أجل إنهائه، أو على الأقل إرخاء قبضته المُطبِقة على أعناقنا، هنالك قرار دولي بمقاطعة حركة حماس بالمطلق، وهنالك قرار دولي بمقاطعة الحكومة، لكون حماس تحتل موقع الرئاسة فيها. وهنالك تعامل انتقائي معنا، نرفضه من حيث المبدأ، ولكننا نحاول التعايش معه على مضض من أجل تغييرِه لأن البديل هو الإغلاق المطلق.
وقال : وسَأُلِحُّ على ضرورة فتح مسار تفاوضي كي لا نظل جميعاً عالقين في دائرة عنف لا تهدأ لأن غياب العمل السياسي مقابل هذا الحضور الكثيف للعمل العسكري، سيزيد الأمور تعقيداً دون أن يصل أي طرف إلى أي مستوىً من مستويات الحسم.
لقد دأبت في كل لقاءاتي السابقة مع الإسرائيليين والأمريكيين والأوروبيين وغيرهم من المعنيين بالأمن والاستقرار في المنطقة، على طرح هذه القضايا جميعاً كونها من احتياجات شعبنا وأولوياته.