السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطينيون يتشبثون بأمل العودة.. ويخشون عودة شبح الاقتتال

نشر بتاريخ: 05/06/2007 ( آخر تحديث: 05/06/2007 الساعة: 17:09 )
خانيونس- معا- يستذكر الفلسطينيون، اليوم، على امتداد تواجدهم ومواقعهم على خارطة التشرد واللجوء، ذكرى مأساتهم المؤلمة ونكستهم المريرة الممتدة منذ أربعة عقود, تمزق خلالها تاريخ امة واغتصبت ارض من أصحابها الأصليين وضاع في جحيمها ما تبقى من أحلام العاب الأطفال في حاكورة الدار والبيدر.

فاليوم يصادف ذكرى حرب حزيران 67 والتي هزم فيها العرب شر هزيمة، واحتل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بعد نكبة التهجير عام 48, بالإضافة إلى احتلال سيناء وهضبة الجولان، مما شكل علامة بارزة في إعادة صياغة الوعي العربي على أسس واقعية في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي.

وعلى الرغم من ان الفلسطينيين عاشوا ظروفا غاية في الصعوبة والتعقيد منذ ذلك التاريخ بسبب الممارسات التي انتهجتها حكومة الاحتلال بحقهم، الآ أن حلم التحرير والعودة إلى الوطن والمدن والقرى التي هجروا منها ما زالت باقية ومتجذره كالجبال في الأرض بالرغم من اشتداد الأزمة والحصار وتضييق الخناق سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.

أمل العودة للدار:

الحاجة كاملة بصلة ( 75 عاما)، من مخيم الشاطئ للاجئين، أكثر مخيمات اللاجئين بؤساً وشقاءً وفقراً، تقول وعلامات الكبر والشوق لحنين الأرض ولزهر الليمون وكروم العنب التي ترتسم على ملاح وجهها "سنعود يوماً الى ديارنا وبيوتنا ولن يستطيع احد أن يمنعنا من ذلك، فالأرض لنا والاشجار لنا والكروم لنا والجبال والسهول والسماء لنا".

وتضيف الحاجة كاملة متمردة على هزيمة العرب "إذا ضاعت الأرض منا في الـ 67 والـ48 فان ابناءنا وأحفادنا سيعيدونها لنا، وسوف نعيد بناء بيوتنا، وسوف تزهر البساتين وسوف يعود بلبل الدار يغني من جديد، دون أن توقفة الغربان".

ولكنها تتوقف قليلا لتطلق تنهيدة تعبر عن مدى الألم الذي تشعر به بسبب ما آلت إلية الأوضاع الداخلية خاصة الفلتان الأمني والاقتتال بين حركتي (فتح وحماس ) وقالت كيف يمكن لنا ان نعود ونحن نتقاتل بيننا والجار يقتل جارة والأخ يذبح أخاه دون سبب، مستذكرة لحظات التضامن والإخاء التي كانت سائدة بين الفلسطينيين، بحيث كانوا أشبة بعائلة واحدة على العكس مما يحدث اليوم في البيت الواحد من تفرق واقتتال.

نكسة أشد وجعاً:

ويستذكر المواطن أبو عبد الله الفرا ( 55 عاما)، من محافظة خان يونس الأيام التي واكبت هزيمة الـ 67 والمجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وخاصة مدينة خان يونس التي "نالت شرف الصمود والبقاء" لمدة ثلاثة أيام متتالية بعد سقوط سيناء وهضبة الجولان, حيث بقت خان يونس تقاتل بشراسة مما عرضها لارتكاب العديد من المذابح الإسرائيلية والتي سقط خلالها العشرات من الشهداء.

ويضيف الفرا أن احتلال أرضهم شكل صدمة كبيرة لهم فهم لم يكونوا يتوقعون احتلال أرضهم خاصة بعد وجود الجيوش العربية التي قيل انها جاءت للقضاء على إسرائيل وإذا بقضاء إسرائيل عليها وهزيمتها- على حد وصفه.

ويؤكد الفرا الى انهم يعيشون في هذه الأيام نكسة أشد إيلاماً ووجعاً من نكستهم الأولى، خاصة بعد الحصار الدولي المفروض عليهم، وبعد سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى نتيجة الصراع الداخلي بين الفصائل الفلسطينية، مضيفاً ان القتال الدائر بين فتح حماس يمثل نكسة وخيبة للفلسطينيين، لان هذا القتال سيقطع الطريق امام الحالمين بالعودة والانعتاق من الاحتلال.

أما المواطن خليل أبو غليون ( 53 عاماً ) فيقول ان الفلسطينيين عاشوا على مدار تاريخيهم نكسات متواصلة ومتتالية، منذ 48 وحتى الان دون توقف في استمرارها، لكنه يقول ان الاقتتال الداخلي بين فتح وحماس وعمليات القتل والاختطاف وحرق المنازل والمحال التجارية والفلتان الأمني هي اشد نكسة من حزيران 67، واشد بؤساً وألما للفلسطينيين لأنها من صنع أيديهم وبفعل سياساتهم التي ستدمر ما تبقى من أمل لدى الفلسطينيين- حسب قوله.